الأحد 19 مايو 2024

في ذكرى ميلاد هند رستم.. يوسف شاهين كاد يقتلها

12-11-2018 | 19:06

تحل اليوم ذكرى ميلاد فاتنة السينما هند رستم، الفنانة التي أجادت وأبدعت في كل أدوارها رغم تنوع تلك الأدوار، ورغم ما مرت به من عثرات في حياتها الشخصية فقد أخلصت لفنها حتى أصبحت من أشهر نجمات السينما العربية.

 

الهروب إلى القاهرة

في حياة أسرية هادئة ولدت هند رستم في 12 نوفمبر 1931 بمدينة الإسكندرية، وشاء القدر أن ينفصل والداها ويصر الأب على أن تظل تحت رعايته وهي طفلة، وما لبث أن تزوج والدها بسيدة أخرى وبدأت الزوجة تذيق الطفلة هند ألوان العذاب حتى فرت للعيش مع والدتها، وكانت والدتها قد تزوجت أيضاً، وكانت هند قد بلغت الخامسة عشرة، فبدأت تشعر بنظرات غير طبيعية من زوج الأم وأيقنت سوء نيته، فأخبرت والدتها التي أخذتها واتجهت بها إلى القاهرة لتحمي ابنتها من الأخطار.

 

سحر السينما

سحرت هند بعالم الفن والسينما من شدة شغفها لرؤية نجومها، ذهبت مع إحدى صديقاتها ذات يوم إلى أحد مكاتب السينما لتؤدي صديقتها اختباراً للعمل في فيلم "أزهار وأشواك" عام 1947، وقد لمحها المنتج وعرض عليها أن تعمل "كومبارس" في الفيلم .. وعلى الفور قبلت هند المشاركة، وقد أكدت أنها لم تشعر برهبة الكاميرا عند وقوفها أمامها لأول مرة، عكس ما كانت تشعر به من رهبة عندما أصبحت نجمة وأن مسئولية العمل على عاتقها.. وبعد مشاركتها في هذا الفيلم، ظهرت هند رستم في عدة أفلام ضمن الكومبارس الصامت منها فيلم "الأب والروح" و"الجسد" و"نرجس" و"جواهر" أيضاً مشاركتها مع ليلى مراد في فيلم "غزل البنات" عام 1949 في أغنية اتمخطري ياخيل.

 

بطلة مع حسن الإمام

حصلت هند رستم على دور كبير نسبياً في فيلم "العقل زينة" بعد أن تزوجت مخرجه حسن رضا والد ابنتها الوحيدة "بسنت"، ولم ينَل الفيلم حظه من النجاح، فعادت مرة أخرى للأدوار الصغيرة منها "بابا أمين" ليوسف شاهين و"الدم يحن" و"انتصار الإسلام" و"جحيم الغيرة"، إلى أن قرر المخرج حسن الإمام أن يمنحها البطولة بعد أن أجادت دورها في فيلم "الملاك الظالم" مع فاتن حمامة وكانت تقوم بدور راقصة ومغنية عام 1954 ، فأصبحت هند بطلة لأول مرة في فيلم "اعترافات زوجة" وقد عرض الفيلم في 26 ديسمبر 1954، وفي العام التالي التقطها عاطف سالم ليمنحها البطولة في فيلم "جريمة حب" لتصبح هند رستم نجم الأفيش وبطلة العديد من الأفلام، منها "بنات الليل" و"الجسد" و"المخدوعة" و"نساء في حياتي" .. كما شاركت البطولة أيضاً في فيلم "لا أنام" و"رد قلبي" و"ابن حميدو" و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين".

 

دموعها على قناوي

شاركت هند رستم بطولة فيلم "باب الحديد" مع يوسف شاهين وسعدت بالعمل معه للمرة الثانية، وكانت تبكي عند تصوير المشهد الأخير وهم يطلبون من يوسف شاهين أن يرتدي قميص المجانين ويوهمونه بأن العروس في انتظاره .. وقد أصر شاهين أن يصور مشهداً طبيعياً وأن تقفز هند رستم من القطار على الرصيف أثناء سير القطار، فسقطت على الرصيف مصابة ونقلت إلى مستشفى دار الشفاء لترقد بها ثلاثة أسابيع بسبب اشتباه في شرخ بالغضروف.

 

رفضت لقب ملكة الإغراء

أطلق أحد الكتاب لقب ملكة الإغراء على هند رستم ورغم سعادتها بعض الشيء بهذا اللقب؛ إلا أنها أكدت عدم قيامها بأدوار الإغراء في السينما وبالتالي ترفض اللقب، لأنه قد يدل على الإثارة والابتذال وكشف مفاتن الجسد، وهي تعتز بلقب المرأة الدلوعة لما وهبها الله من ملامح أوربية، وقد مثلت العديد من الأفلام دون إثارة أو ابتذال ومنها فيلم "الراهبة" و"ساحر النساء" و"كلمة شرف" و"الأخ الكبير" و"بين السما والأرض" و"إشاعة حب" و"دماء على النيل"، وحرصت هند رستم على تنوع أدوارها في تلك الأفلام.


اعتزال في قمة المجد

حرصت هند رستم على أن تتوارى عن الأضواء قبل أن تتوارى الكاميرا عنها، ففي مشوارها مثلث أفلاما تعد من علامات السينما المصرية منها "سيد درويش" و"شفيقة القبطية" و"الزوج العازب" و"كلمة شرف"، لذا امتنعت عن قبول أي أدوار تقل عن أدوارها السابقة، وقبل أن تنوي الاعتزال شاركت في فيلم "الجبان والحب" مع حسن يوسف وبعد انقطاع دام أربع سنوات، شاركت في فيلم "حياتي عذاب" عام 1979 مع نورا وعماد عبد الحليم لتختتم مسيرتها وتحترم تاريخها الفني بعدم قبول أدوار صغيرة قد تمحو صورتها في السينما المصرية، واختارت هند الاعتزال لتعيش حياة أسرية هانئة وتسعد بتربية ابنتها وحفيدها حتى موعد رحيلها في الثامن من أغسطس 2011.

    الاكثر قراءة