تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل
الفنانة شادية ، دلوعة السينما التي استطاعت أن تثبت جدارتها من خلال ما أبدعت فيه
من أدوار سينمائية تنقلت فيها بين الفتاة الشقية الدلوعة خفيفة الظل إلى أدوار
بنت البلد مروراً بالأدوار الجادة ومنها المرأة المجهولة وشئ من الخوف ولوعة الحب
ومعبودة الجماهير وأغلى من حياتي إلى الأدوار الكوميدية ومنها نص ساعة جواز وعفريت
مراتي وغيرها من الأدوار
واليوم نلقي الضوء على بعض الطرائف التي حدثت في كواليس بعض أفلام شادية.
قميص فطين عبد الوهاب
تعاملت شادية خلال مشوارها الفني مع كل فريق عمل كأنها فرد من أفراد أسرتهم ،
فكانت المودة والأخوة هي السمة الرئيسية في تعاملها مع الآخرين ، ففي كواليس فيلم نصف ساعة جواز لاحظت شادية أن قميص
المخرج فطين عبد الوهاب ينقصه أحد الإزار ، وقد نادى فطين على أحد المختصين
بالأزياء ، لكنها أسرعت وأخذت من القميص كي تضع له زر جديد وتثبته بنفسها ،
وقامت أيضاً بمساعدته على ارتداء القميص بعد أن تعرض فطين لمزاح رشدي أباظة بينما
كانت شادية تثبت له أزرار القميص.
مكياج المرأة المجهولة
ظلت شادية لفترة طويلة تقوم بأدوار
البنت الظريفة خفيفة الظل وحبسها المخرجون في هذا الدور، ولذكائها قررت أن تخرج
من تلك الدائرة لأنها تعلم أنه سيأتي الوقت الذي تتغير فيه ملامحها ولا ينطبق عليه
دور الدلوعة، لذا سارعت بأن تخرج من هذا الإطار وهي في أوج الشباب من خلال فيلم
المرأة المجهولة ، الذي مثلت فيه لأول مرة دوراً غير مجرى حياتها الفنية ، وعن
مكياج الفيلم فقد تحدثت شادية بأنها كانت تمتثل لأيدي الماكير أكثر من ثلاث ساعات
حتى يتقن علامات التجاعيد والشعر الأبيض كي تبدو فعلاً عجوزاً ، الغريب في الأمر
أنه بعد نجاح الفيلم انهالت على شادية أدوراً من هذا القبيل ، لكنها رفضت أن تكون
حبيسة الدور الواحد.
نجيب محفوظ يشاهد حميدة
حرصت شادية على تنوع أدوارها خلات
مسيرتها السينمائية ، فبعد أن برعت في أداء دور الدلوعة والفتاة الأرستقراطية قررت
أن تجسد دور بنت البلد ، لذا حلمت شادية بتجسيد دور حميدة فور صدور رواية
"زقاق المدق" للروائي نجيب محفوظ عام 1960 ، وقد تحققت أمنية شادية بعد ثلاث سنوات ، حيث حصلت
على بطولة الدور عند اعتماد القصة كفيلم سسينمائي عام 1963 .. ومن الطريف أن
الروائي نجيب محفوظ حضر تصوير عدة مشاهد من الفيلم وذلك يظهر من خلال الصورة
المرفقة ، ليس لمخاوف من محفوظ من أداء شادية أو لتوجيه أي ملاحظات عند التصوير ،
بل فقط كي يستمتع بأداء شادية من خلال تواجده في كواليس التصوير، وقد أبهرته حتى
قال أنه كان يشعر بكل خلجلة من خلجات حميدة مجسدة أمامه كما تصورها فكره تماماً
عند كتابة الشخصية ، وكانت شادية قد جسدت من قبل شخصية الغانية في فيلم اللص
والكلاب لنجيب محفوظ عام 1962 .
تلميذة في مدرستين
بدأ تصوير فيلم التلميذة في أول شهر يونيه 1961 ، حيث تم التصوير في المعهد
العالي للمعلمات بالجيزة وتناثرت تعليقات التلميذات بالمعهد عندما حضرن تصوير
مشاهد الفيلم ومنها : الله .. دي شادية أمورة وصغيرة خالص .. هو حسن الإمام مالوش
شغلانة غير الزعيق؟
احتل حسن الإمام الدور الثاني وجلست شادية على "تختة" وحولها عدة طالبات
من الكومبارس ، وتحول الفصل إلى بلاتوه للتصوير ، يدخل مدرس الفصل ، افتحوا الكتاب
على صفحة 20 يا بنات ، وشادية ولا هي هنا ، فهي تقرأ خطابا غراميا وضعته بين صفحات
الكتاب ، وناوشها الزميل الراحل عبد النور خليل قائلاً : رجعنا تلامذة تاني؟ فردت
شادية : طيب ودي أيام تتنسي؟ والله العظيم ما فيه أيام أحلى منها .. ثم مضت تتمتم
.. آلو ، آلو احنا هنا ونجحنا اهه في المدرسة .. وفي المدرسة كان الحر شديداً ،
وكانت شادية تهرب إلى البلكونة بعد انتهاء تصوير كل مشهد لتتنفس هواءً نقياً وفي
يدها مروحة ورقية تهف بها على وجهها.. وتذهب شادية للتلمذة في مدرستين ، فهي تذهب
أيضا إلى فرقة نيللي مظلوم لتلقي دروس الرقص ، وسألها المحرر : ليه الرقص يا شادية؟
فأجابت : أعمل ايه في حسن الإمام ؟ ربنا يسامحه.