ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد نقلا عن مسئولين أمريكيين سابقين قولهم : أن استقالة مبعوث الرئاسة الأمريكية للتحالف الدولي من أجل هزيمة تنظيم داعش الإرهابي بريت ماكجورك والتي تلت استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس أثارت مخاوف وقلق الحلفاء الأجانب الذي يعد دعمهم أمرا حاسما في مشوار هزيمة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة - في تعليق لها بثته على موقعها الإلكتروني - إلى أن استقالة الرجلين جاءت اعتراضا على قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ، حيث اعتبراه قرارا قصير النظر وخرقا لثقة الحلفاء في الولايات المتحدة بما فيهم الأكراد السوريون الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية في سوريا ويواجهون الآن مستقبلا خطيرا غير مؤكد.
وأمر ترامب الأسبوع الماضي بسحب جميع القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 أو نحو ذلك من سوريا معلنا هزيمة داعش فيما أثارت هذه الخطوة غضب كبار المسئولين وجاءت بالتعارض مع نصيحة مساعديه بمن فيهم ماتيس نفسه، وفقا للصحيفة.
ونقلت "واشنطن بوست" عن ترامب قوله – في تدوينة له على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي-:" اننا نجحنا في هزيمة داعش في سوريا"... مع ذلك، قال ماكجورك في وقت سابق من هذا الشهر إن داعش بعيدة كل البعد عن الهزيمة على الرغم من خسارتها للأراضي .. وأضاف أنه ما من أحد أن يعلن أن المهمة قد أنجزت".
كما أبرزت الصحيفة أن ماكجورك كان يسعى إلى تحقيق الاستقرار في الثلث الشرقي من سوريا التي تم تحريرها بالفعل من المسلحين وأصبحت تحت سيطرة الولايات المتحدة غير أن ترامب قد أعلن أن الولايات المتحدة لن تدفع بعد الآن للمساعدة في استعادة الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والماء إلى البلدات والمدن التي دمرتها المعارك بما في ذلك القصف الجوي الأمريكي الثقيل، بينما نجح ماكجورك في الحصول على مساهمات من قبل التحالف لتغطية العجز المالي.
وتابعت "واشنطن بوست" أنه بجانب استقالة ماتيس، كان العامل الأكثر أهمية في قرار ماكجورك هو عدم القدرة على التوفيق بين قرار الرئيس وبين تجربته كدبلوماسي امريكي "قضى بعض الوقت مع الأشخاص على الأرض الذين كانوا يقاتلون ويموتون"، بما في ذلك المقاتلون الأكراد في سوريا فيما قال مسئول مطلع على آرائه. "فجأة، وفي لحظة واحدة من الثانية، عليك أن تخبرهم بأن الولايات المتحدة سوف تنسحب ..انه أمر يصعب مواجهته".
ومع ذلك..أضاف المسئول ، الذي رفض ذكر اسمه ، أن ماكجورك كان دائما يذكر المقاتلين بضرورة عدم الاعتماد على الولايات المتحدة في "إقامة طويلة الأمد" ونصحهم بالبدء بالتفكير في مستقبل سوريا بعد هزيمة داعش فيما قال العديد من المسئولين الأمريكيين إن الهزيمة الإقليمية النهائية لاتزال على بعد أشهر وأن الآلاف من "الخلايا النائمة" المقاتلة "في جميع أنحاء سوريا كانت تشن هجمات حرب عصابات في المناطق المحررة وتنتظر مغادرة الولايات المتحدة لإعادة تنظيمها.