الأحد 9 يونيو 2024

بعد اختتام زيارة الرئيس للولايات المتحدة.. خبراء: تعزز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.. ولقاءاته بواشنطن عكست الثقة في الاقتصاد المصري وتجذب استثمارات جديدة

تحقيقات10-4-2019 | 16:49

أكد خبراء اقتصاديون وعسكريون أن ملف التعاون الاقتصادي والعسكري كان ملفا بارزا خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، ومباحثاته الثنائية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بما يعزز التعاون العسكري والتجاري بين البلدين، موضحين أن اللقاءات التي عقدها الرئيس عكست الثقة في الاقتصاد المصري وتؤدي لجذب استثمارات أمريكية جديدة.

حيث التقى رؤساء ومديري العديد من كبرى الشركات الأمريكية، كما استقبل كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، لاستعراض أوجه التعاون بين مصر وصندوق النقد الدولي في ضوء تطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

كما استعرض الرئيس خلال لقائه ترامب أمس، أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، خاصةً على الصعيد الاقتصادي، حيث تم التباحث حول سبل تعظيم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر، لا سيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، والتي أشاد الرئيس الأمريكي بها وبمجمل الخطوات الناجحة التي تم اتخاذها لإصلاح الاقتصاد المصري وزيادة تنافسيته.

حيث أكد الرئيس الأميركي رغبة بلاده في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما، فيما أكد الرئيس السيسي أهمية مواصلة التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة لتقويض خطر التنظيمات الإرهابية ومنع وصول الدعم لها سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد، مستعرضاً الجهود التي تبذلها مصر على كافة المستويات، العسكرية والأمنية والتنموية والفكرية، للقضاء على ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، ومشيراً إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتعامل مع تفشي تلك الظاهرة.

 

 

تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي

اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن كانت ناجحة واتضح هذا في حفاوة الاستقبال ونتائج مباحثاته مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، موضحا أن ترامب وصف السيسي بأنه رئيس عظيم يحقق إنجازات عظيمة وأن القاهرة شريك تجاري كبير لواشنطن.

 

وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي أكد أن العلاقات المصرية الأمريكية في أزهى حالاتها منذ عقود وأقوى مما كانت عليه خلال الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما، مضيفا إن الرئيسين تبادلا وجهات النظر بشأن الأوضاع في سوريا وليبيا والقضية الفلسطينية الذي تؤكد مصر فيها ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

 

 

وأضاف أن مصر شريك استراتيجي للولايات المتحدة في مجال التعاون العسكري والتدريبات المشتركة مثل النجم الساطع، وهناك أوجه عديدة للتعاون منها تبادل التدريبات العسكرية للضباط المصريين في المعاهد والكليات الأمريكية، مشيرا إلى اتفاق رؤى الدولتين بشأن ما حققته مصر من نجاحات في القضاء على الإرهاب وتدمير بنيته الأساسية.

 

 

وأشار إلى أن الزيارة تدفع للمزيد من التعاون في المجالين العسكري والاقتصادي، في ظل الشراكة بين الدولتين، مؤكدا أن مصر تؤكد بشكل مستمر رفضها القرارات الأمريكية المنفردة بشأن الجولان أو القدس ومخالفتها للشرعية الدولية  وسط تأكيدات الخارجية المصرية أن الجولان هي أرض سورية محتلة.

 

جذب استثمارات جديدة

ومن جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي  عقد خلال زيارته إلى واشنطن لقاءات هامة عملت على توضيح الوضع الاقتصادي المصري والترويج للفرص الاستثمارية المتاحة والتأكيد على المناخ الاستثماري الجيد مقارنة بما كان في السنوات الماضية وكذلك تأكيد ثقة المؤسسات الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي بالاقتصاد المصري.

 

 

وأوضح الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللقاءات التي عقدها الرئيس سواء مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية أو كريستين لاجارد رئيس صندوق النقد الدولي تعطي ثقة أكبر للمستثمرين وتطلعهم على ثقة المؤسسات الدولية بأننا نسير في إطار إيجابي، مضيفا إن تقرير المراجعة الرابعة للبرنامج أشاد بما حدث من نجاحات في مؤشرات الاقتصاد الكلي.

 

وأكد أن الزيارة كان أحد الملفات الرئيسية في جدول أعمالها هو الملف الاقتصادي وخاصة الاستثمارات والعمل على مضاعفة معدلات التبادل التجاري، مضيفا إن التبادل التجاري بين البلدين وصل في 2018 إلى نحو 7.6 مليار دولار، ومن المهم العمل على زيادة هذا المعدل بزيادة الترويج للصادرات المصرية لتتواجد في السوق الأمريكي بشكل أكبر بما يعزز التبادل التجاري والتصدير لصالح مصر، لأن السوق الأمريكي ضخم وبه نحو 326 مليون نسمة.

 

وأشار إلى أن إجمالي الاستثمارات الأمريكية في مصر تبلغ 22.6 مليار دولار، ومتوقع زيادتها بجذب استثمارات خلال الفترة المقبلة نتيجة لاستقرار العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين بما ينعكس على العلاقات الاقتصادية، مؤكدا أن قيادتي البلدين بينهما تفاهم واضح ويستهدفان تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين بما ينعكس على التعاون الاقتصادي سواء التجاري أو الاستثماري.