الجمعة 28 يونيو 2024

بعد افتتاح الرئيس لأنفاق قناة السويس ومشروعات جديدة.. خبراء: الأنفاق والكباري العائمة تنشط الحركة الاقتصادية للاستفادة من موارد سيناء وزيادة فرص الاستثمار.. وتخدم الأمن القومي والتنمية

تحقيقات5-5-2019 | 18:01

أكد خبراء اقتصاديون أن أنفاق قناة السويس التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تعطي فرصة لزيادة الاستثمارات وتعمير سيناء، حيث أنها تخدم الأمن القومي والتنمية وخلق فرص عمل والاستفادة من موارد سيناء الهائلة، موضحين أن هذه المشروعات تنشط الحركة الاقتصادية وتنوع مصادر ذلك النشاط بدلا من الاعتماد على مصدر واحد فقط.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شهد صباح اليوم افتتاح عدد من المشروعات التنموية، منها أنفاق قناة السويس، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومحطة مياه الشرب الكبرى بالإسماعيلية الجديدة، وكورنيش بحيرة الصيادين الجديد، والممشى السياحي على البحيرة وسوق الأسماك المتطور الجديد، ومشروع المحاور المرورية، وكوبري سرابيوم العائم بالإسماعيلية، وكوبري الشهيد أحمد عمر شبراوي بمنطقة الشط بالسويس.

وأكد الرئيس في كلمة له، أنه كان لابد من مواجهة التطرف والإرهاب ليس أمنيًا فقط ولكن أيضًا تنمويًا وثقافيًا ودينيًا، مضيفا أن الهدف من المشروعات التنموية والقومية هي إتاحة فرص عمل للشباب وتنمية محافظات مصر، حيث أن مدن القناة الخمسة عدد السكان بها ليس بالعدد الكبير.

 

 

تحقق الأمن القومي والتنمية

الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، قال إن سيناء بعدما كانت مصدر تهديد أصبحت مصدرا للخير لمصر، بعد مشروعات التنمية والتعمير التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، وآخرها المشروعات التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، مضيفا أن هذه المشروعات كأنفاق قناة السويس ومدينة الإسماعيلية الجديدة تربط سيناء بالوادي وتؤدي لسهولة الانتقال من وإلى سيناء. 

 

وأضاف عبده - في تصريحات لـ"الهلال اليوم" - أن الأنفاق الجديدة أحد سبل تطوير البنية التحتية التي هي أساس التنمية في كل دولة، وتحقق سهولة انسياب الحركة والانتقال لسيناء بعدما كانت منعزلة عن الوادي لطبيعتها الجغرافية، مشيرا إلى أن هذه الأنفاق والكباري العائمة والمحاور المروية تسهل انتقال العمالة ورؤوس الأموال وزيادة المشروعات التنموية بسيناء.

 

وأشار إلى أن التنمية هي أحد السبل الفاعلة للقضاء على الإرهاب لأن أصحاب المشروعات سيكونون هم حائط الصد للدفاع عن مصالحهم، مضيفا أن مشروع سحارة سرابيوم سينقل مياه النيل إلى سيناء التي هي أرض بكر، حيث ستؤدي المرحلة الأولى منه لري 100 ألف فدان بسيناء ومدن القناة.

 

وأكد أن سيناء ومدن القناة وفقا لكل هذه المشروعات التنموية الجديدة ستصبح من المحافظات المنتجة والمصدرة للخارج ومصدر للعملة الصعبة، بما يسهم في تقليل البطالة وتغيير توزيع الخريطة السكانية من جديد عبر زيادة توطين السكان في هذه المدن، مضيفا أن تلك المشروعات تحقق الأمن القومي والأمن الغذائي والتنمية وزيادة معدل النمو.

 

زيادة الاستثمارات وتعمير سيناء

ومن جانبه، قال الدكتور مدحت الشريف، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن مشروعات أنفاق قناة السويس ومدينة الإسماعيلية الجديدة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لها عائد كبير على الأمن القومي المصري بربط سيناء بالوادي، والانتقال من شرق لغرب القناة في دقائق معدودة.

 

 

 

وأوضح الشريف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأنفاق والكباري العائمة تسهل عبور القناة وتعطي فرصة لزيادة الاستثمارات في سيناء وتغيير طبيعتها من أرض خالية إلى أرض عامرة بالسكان، من خلال مشروعات تحمي الأمن القومي المصري وتقلل من التهديدات التي تواجه سيناء سواء بانتشار العناصر الإرهابية أو المطامع الخارجية.

 

وأكد أن هذه المشروعات الجديدة بداية للمزيد من المشروعات في سيناء وتعطي فرصة كبيرة لتنمية ميناء العريش الذي هو جزء من المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وسيكون ميناء هاما للتصدير خلال الفترة القادمة، مضيفا أن ميناء شرق بورسعيد أيضا سيشهد نموا كبيرا بعد تلك الأنفاق والكباري بعدما كان المستثمر يعزف عنه نتيجة صعوبة العبور سواء لطول المدة الزمنية أو للتكلفة.

 

وأضاف الشريف أن هذه الأنفاق تعطي ميناء شرق بورسعيد ميزة تنافسية أقوى من غرب بورسعيد لأن الميناء الشرقي والذي تمتد أرصفته لأكثر من 5 كيلومترات به مساعدات للشحن والتفريغ على أحدث النظم العالمية، ونتيجة انخفاض تكلفة النقل وسرعة الانتقال بعد الأنفاق والكباري الجديدة سيتجه للأفضل، مشيرا إلى أهمية المشروعات التنموية الجديدة في سيناء كمشروعات الرخام وتطوير مطار البردويل الدولي، لاستكمال الممر اللوجيستي بتوفير وسائل نقل بري وبحري وجوي.

 

 

الاستفادة من موارد سيناء

ومن جانبها، قالت الدكتور يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن المشروعات الجديدة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تؤدي لربط سيناء بالوادي والدلتا بعدما عانت سيناء من التهميش وعدم استغلال مواردهالأسباب كثيرة، مضيفة إن سيناء قيمة اقتصادية هائلة، وستتيح الأنفاق والكباري الجديدة سرعة الانتقال منها وإليها.

 

وأوضحت الحماقي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المشروعات الجديدة تنشط الحركة والاستفادة من الموارد الاقتصادية الهائلة في سيناء، لأنها مليئة بالثروات المعدنية مثل الذهب والجرانيت فضلا عن إمكانيات زراعة والخضروات والنباتات العطرية والطبية و تتيح فرص تصنيع ألواح الطاقة الشمسية والشرائح الإلكترونية الدقيقة.

 

 

وأكدت أن سيناء ظلت مواردها معطلة ولم نكن نستفيد سوى من السياحة هناك فقط، لكن اليوم النشاط الاقتصادي بها منوع سواء أنشطة صناعية أو زراعية أو خدمية، بما سيؤدي لنقل الكتل السكانية لتعمير سيناء وإغلاق الباب في وجه المطامع الخارجية وتقليل الكثافة في الوادي والدلتا، وتوزيع السكان على مساحات أوسع وزيادة فرص العمل.