أصدرت سلطات التحقيق القضائية اللبنانية، اليوم، مذكرة توقيف (حبس احتياطي) بحق رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، على خلفية إدلائه بعبارات من شأنها الإساءة إلى البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، والذي توفي قبل أسبوع عن عمر يناهز 99 عاما.
وكان "الأسمر" بصدد بدء مؤتمر صحفي في إطار الدعوات العمالية المتعددة للاعتراض على قرارات حكومية مرتقبة بالتقشف المالي وفرض ضرائب ورسوم على الرواتب والمعاشات التقاعدية لموظفي القطاع العام والدولة، حينما سجلت له الكاميرات قبيل بدء المؤتمر وهو يتحدث مع عدد من الأفراد على المنصة الرئيسية، منتقدا الحجم الكبير للجنازة التي أقيمت أول من أمس الخميس للبطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، مستخدما عبارات حملت سخرية وإهانة له، دون أن ينتبه أن الكاميرات تقوم بالتسجيل.
وتسبب انتشار المقطع المصور والحديث المصحوب له، في موجة غضب عارمة على مدى يومي أمس واليوم، حيث طالب نواب ووزراء وقوى وتيارات وأحزاب سياسية، رئيس الاتحاد العمالي العام بالاستقالة الفورية وأن تتحرك السلطات القضائية لاتخاذ إجراء ضده. وسارع رئيس الاتحاد مساء أمس بإصدار بيان اعتذار، مشيرا إلى أن حديثه كان على سبيل المزاح وليس من قبيل الإهانة، وأنه يكن للبطريرك الراحل الاحترام والتقدير.
وقامت المباحث الجنائية بالشرطة القضائية باستدعاء رئيس الاتحاد العمالي العام صباح اليوم للاستماع إلى أقواله، وذلك بناء على أمر من النائب العام التمييزي القاضي عماد قبلان، والذي أصدر في ختام جلسة التحقيق "مذكرة توقيف وجاهية" بحقه لحين عرضه على الجهات القضائية المختصة.
وكانت العديد من الاتحادات النقابية قد أعلنت صباح اليوم تعليق عضويتها في الاتحاد العمالي العام، احتجاجا على حديث رئيس الاتحاد، معتبرين أنه تطاول غير مقبول، وأن الاعتذار عنه غير كاف.
كما أعربت البطريركية المارونية عن إدانتها الشديدة لحديث رئيس الاتحاد العمالي العام، معتبرة أنه أساء إلى جميع اللبنانيين، وأن كلامه يفقده الأهلية للاضطلاع بمسئولية تتعلق بالشأن العام.
وأكدت البطريركية المارونية تأييدها التوجه "الرسمي والشعبي" المطالب باستقالة رئيس الاتحاد العمالي العام ومقاضاته، منوهة بالتحرك الفوري للنيابة العامة.