الثلاثاء 4 يونيو 2024

«الهلال اليوم» تحاور أول مصري حاصل على جائزة «السياحة العالمية» للابتكار

10-4-2017 | 21:01

أكد محمد يوسف أول عربي ومصري يحصل على جائزة منظمة السياحة العالمية للابتكار التابعة للأمم المتحدة، أن السياحة الإلكترونية لغة العصر التي تفتقدها مصر، مضيفا في حواره إلى "الهلال اليوم"، أن 90% من حجوزات السائحين تتم عن طريق شبكة الإنترنت، وبالتالي إذا أراد المسؤولين عن القطاع السياحي في مصر استعادة مكانتها السياحية يجب أن يحذوا حذوا الاتجاه العالي في الاعتماد على التسويق الإلكتروني لجذب السائحين، مشيرًا إلى أن هناك دول عديدة تسعى للاستفادة من ابتكاره لتنشيط السياحة لديهم، متمنيا أن يحظى ابتكاره بفرصة للتنفيذ في مصر، وإلى نص الحوار.. 

بداية.. من هو محمد يوسف في سطور؟
أنا خريج كلية السياحة جامعة الإسكندرية، متخصص في التسويق السياحي الإلكتروني، وأبلغ من العمر 35 عامًا، وأسست منذ 8 سنوات شركة متخصصة في التسويق السياحي الإلكتروني، تعد هي أول شركة من نوعها في مصر، كما أنني أحاضر بجامعتي فاروس والإسكندرية في مجال التسويق السياحي الإلكتروني، بالإضافة إلى أنني عضو مجلس إدارة في غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، وحصلت مؤخرا على المركز الثاني من جائزة منظمة السياحة العالمية للابتكار مناصفة مع أحد الأسبان، بينما حصلت المكسيك على المركز الأول.  

جائزة منظمة السياحة العالمية للابتكار من أعلى الأوسمة.. فماذا شكّلت لك؟
يجب أن أؤكد أن جائزة منظمة السياحة العالمية، ليست مجرد جائزة، حيث كنت أتواصل مع المنظمة منذ سنة لاختبار الابتكار الذي تقدمت به للمسابقة، وتجربته مع التأكد من فاعليته، ولكن لم يخطر في ذهني يوما أن أصل لنهائيات هذه المسابقة، وكان ذلك حلمًا لم أكن أن يحدث لي في يوم ما، خاصة أن هناك 130 دولة تقدمت لهذه المسابقة عن طريقة مؤسساتها الرسمية المسئولة عن قطاع السياحة فيها، مثل "هيئة تنشيط السياحة"، في حين أني تقدمت لها على المستوى الفردي، وهنا أذكر أن المنافسين الآخرين اللذين وصلا معي للنهائي كانا وزيري السياحة في المكسيك وإسبانيا.

وهل أحدثت هذه الجائزة فارق معك باعتبارك أول عربي ومصري يحصل عليها؟
بالطبع، حيث سلطت الضوء على تجربة محلية، وقمت بجلب أعداد كبيرة من السائحين الأجانب لمصر عن طريق تسويق المنتج السياحي المصري لهم مباشرة عن طريق الإنترنت، وعليه تقدمت العديد من الدول مثل "الهند، ماليزيا"، وكذلك المكسيك الدولة التي حصلت على المركز الأول في تلك المسابقة، بعروض لتطبيق هذه الاستراتيجية هناك، كما أن هناك العديد من شركات السياحة العالمية تقدمت بعروض لعمل برتوكولات تعاون بيننا لجلب السياح لمصر، ومن ثم فقد أثرت على هذه الجائزة تأثيرا إيجابيا، ما دفع العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أن تتحدث عن ابتكاري، وتقول "آمال عودة السياحة في مصر تظهر مع حصول شاب مصري على جائزة منظمة السياحة العالمية، وكذلك قيام القنصلية الأمريكية بتقديم التهاني لمصر بحصول ابن من أبناءها على جائزة منظمة السياحة العالمية".

بطريقة مبسطة نود معرفة الطرق المبتكرة للتسويق الإلكتروني للسياحة التي حصلت بفضلها على تلك الجائزة ؟
بداية أؤكد أن هذا الابتكار كان مصمما لمصر، ولكن تسطيع أي دولة أن تعتمد على الاستراتيجية التسويقية التي ابتكرتها في جلب أكبر عدد من السائحين، تعتمد تلك الاستراتيجية على تصنيف المواقع التي يستخدمها السياح لحجز رحلاتهم إلى عدة تصنيفات، مثل وضع قائمة لأشهر محركات البحث المستخدمة، وأخرى للمواقع الشهيرة للحجز مثل Trip advisor""، وموقعي التواصل الاجتماعي " فيس بوك، وتويتر"، مع تخصص فريق إلكتروني كامل لكل تصنيف يتولى التسويق للسياحة من خلال التفاعل مع كل ما يقال على تلك المواقع والرد على التعليقات السلبية وإبراز التعليقات الإيجابية.
وكذلك يركز الابتكار على إبراز نمط سياحي أو منطقة سياحية محددة في مصر، ويتم إبراز جمالها ومميزاتها، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى مساعدة أي دولة، وليس مصر فقط، في تنشيط سياحتها ، وجذب أكبر عدد ممكن من السياح.

هل تواصل معك أيا من المسئولين عن القطاع السياحي بمصر للاستفادة من ابتكارك؟
بالتأكيد؛ فمنذ أن وطأت قدماي مطار القاهرة بعد استلام الجائزة تواصلت معي رئاسة الجمهورية وقامت بتهنئتي، بالإضافة إلى دعوتي للمؤتمر الوطني للشباب الذي تم تنظيمه بأسوان أواخر يناير الماضي، كما تواصلت معي رئاسة مجلس الوزراء، وقامت بإعداد لقاء مع المسئولين عن الدعاية بوزارة السياحة ، الذين بدورهم أخذوا رؤيتي في تنشيط السياحة المصرية، ووعدوني بتنفيذها في أقرب فرصة.

هل أطلعتنا على هذه الرؤية وعناصر تكوينها؟
تعتد هذه الرؤية في الأساس على مشروع ابتكاري الذي حصلت بسببه على الجائزة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي أجلس مع مسئولين بوزارة السياحة لسماع رؤيتي عن تنشيط السياحة، حيث بدأ هذا الابتكار أيام وزير السياحة الأسبق المهندس خالد رامي، الذي كان مقتنعا جدا بابتكاري لدرجة أنه نظم مؤتمرا وأكد فيه أن هذا المشروع لو طُبق في مصر سيحقق نجاحات لم يسبق لها مثيل، ولكن للأسف جاء تغيير وزاري بعدها مباشرة، وترك الرجل الوزارة، وعليه لم يتم تطبيق هذه الاستراتيجية التي تعتمد على أن 90% من الحجوزات التي يقوم بها السائحين أصبحت تتم عن طريق شبكة الإنترنت.
وبالتالي إذا أرادت أي دولة بما فيها مصر أن تجلب إليها أكبر عدد من السياح أن تسوق منتجها السياحي جيدا أمام هذه النسبة الكبيرة عن طريق الإنترنت، كما شددت علي تغير الشكل "التقليدي" الذي تعتمد عليه الوزارة في الدعاية مثل إرسال القوافل السياحية وإقامة المعارض والحفلات، والدعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة التي لا تصل إلا لـ10% من السائحين الذين لا يزالون يعتمدون على مثل هذه الوسائل في اختيار وجهتهم السياحية، وبالتالي شددت على ضرورة أن يتم تسويق المنتج السياحي المصري على الإنترنت، خاصة مؤشرات البحث العالمية مثل "جوجل"، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، مع التعاقد مع شركات العلاقات العامة لعمل الدعاية اللازمة، إضافة إلى ضرورة التواجد بقوة على المواقع السياحية العالمية المتخصصة في الحجوزات  

كأول مؤسس لشركة سياحة إلكترونية بشكل كامل في مصر.. ما الإنجازات التي حققتها الشركة للسياحة المصرية؟
 لقد دخل على موقع هذه الشركة منذ تأسيسها من 8 سنوات نحو 6 ملايين سائح تصفحوا الأماكن السياحية المصرية، حجز منهم وجاء بالفعل إلى مصر480 ألف سائح خلال هذه المدة.  

برأيك هل السياحة المصرية تحتاج إلى مثل هذه الشركات لتنشيطها؟
بالتأكيد؛ فكما نوهت مسبقا أن 90% من الحجوزات السياحية تتم الآن عن طريق الإنترنت، وبالتالي إذا أرادت مصر جذب أكبر عدد من هذه النسبة يجب عليها أن تسوق منتجها السياحي جيدا عبر هذه النوعية من الشركات.

من وجهة نظرك لماذا لم يحضر أي مسئول مصري مراسم تسليم الجوائز؟
لا أستطيع أن أجزم بالسبب الحقيقي وراء ذلك، لكن الأهم من حضور المسئول المصري لمراسم توزيع الجوائز هو تنفيذ هذا الفكر وتطبيقه في مصر لكي تستفيد منه، خاصة أني تقابلت مع كل وزراء السياحة المصرية السابقين واقتنعوا بالاستراتيجية ورحبوا بها لكن لم يقم واحد منهم بتطبيقها.  

في النهاية رسالة توجهها للمسئولين عن قطاع السياحة بمصر؟
أتمني أن يتخذ المسؤولون  عن القطاع السياحي في مصر الاتجاه العالمي في السياحة المتمثل في السياحة الإلكترونية، ولي مقولة دائما ما أقولها "إن السياحة الإلكترونية هي لغة العصر، ونحن للأسف في مصر لا نتحدثها".