الجمعة 24 مايو 2024

المخرج والناقد المغربى عبد الإله الجوهرى : 5 أفلام مغربية إهداء للقنوات المصرية سنويا

17-4-2017 | 11:10

حوار : نورا أنور

أزمة الانتاج المشترك وتبادل عرض الأفلام بين مصر والمغرب ألقت بظلالها على ندوة السينما المغربية فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية والتى أقيمت فى إطار الاحتفال بالسينما المغربية ضيف شرف الدورة السادسة للمهرجان وخلال الندوة أعلن عدد من السينمائيين المغاربة عن رغبتهم في منح القنوات التليفزيونية المصرية عدداً من أفلامها لمعرضها دون مقابل في محاولة منهم لتعريف الجمهور المصري بالفيلم المغربي .. وكان الناقد والمخرج عبد الإله الجوهري من أشد المتحمسين لهذه الفكرة..«الكواكب» التقت به فكان هذا الحوار :

كيف جاءتك فكرة انتشار الفيلم المغربي في مصر وهل بالفعل ستقوم بإهداء القنوات المصرية أفلامك وما هي الآلية لتنفيذها ؟

آن الأوان لكي يتحقق التعاون العربي العربي وليس فقط المصري والعربي وعلينا ان نتخلي عن الانانية في تسويق ثقافتنا وتقبل ثقافة الأخر واعتقد الآن ما يجري بين المغرب والجزائر جيد ومبشر بالخير وهذه الأمور تتطور أكثرالآن من خلال تبادل الخبرات وعقد المؤتمرات وحضور حقيقي للفنانين المصريين بالمهرجانات المصرية والمغربية والعكس صحيح لابد من ان يشاهد المصري الافلام المغربية ولكن للاسف لا تعرض الافلام المغربية سواء في التليفزيون المصري ولا بالقاعات السينمائية ؛ وبعض الافلام تعرض بالمهرجانات وبشكل ضيق ومحدود واغلب الاخوة المصريين يشكون من اللهجة المغربية وهذا مردود عليه لان اللهجة ليس هي لغة الفيلم إنما لغة الفيلم هي الصورة والمشاهد عندما يتعود علي مشاهدة الافلام المغربية يفهم اللهجة ؛ فكل لهجات العالم صعبة وفي نفس الوقت سهلة أيضا ولكن يجب ان نوزع الأفلام بكل الطرق ومع الوقت بالتأكيد سيتم فهمها كما حدث مع الاعمال المصرية فى العالم العربي يفهمون اللهجة المصرية والآن ايضا كلنا نفهم اللهجة السورية وكنا لا نفهم اللهجة التركية والآن نفهمها بعد ما عرضت اعمالهم.

ولكن الاعمال التركية تعرض مدبلجة باللهجة الشامية ؟

تعرفنا علي المجتمع التركي من اعمالهم التي تملأ كل شاشات الفضاء ولكن الاساس هو التوزيع لذلك أدعو كل المخرجين المغاربة والمنتجين ان يتعاونوا مع القنوات التليفزيونية المصرية وان يمنحوهم الأفلام علي غرار ما تفعله أمريكا وفرنسا وهم يوزعون أفلامهم مجانا لكي يعرف العالم ثقافتهم ولابد ان نقتضي بهذا النموذج وأطالب كل المخرجين المغاربة المتحمسين لهذه الفكرة ان يسمحوا لاعمالهم ان تعرض في القنوات المصرية.. والمركز السينمائي المغربي خرج منه قرار مؤخرا بإهداء القنوات المصرية خمسة أفلام مغربية سنويا للعرض علي شاشتها هذا الشئ يبشر بالخير ولان مصر هي رائدة صناعة الفن بالوطن العربي والإفريقي واتمني ان يفهم الاعمال المغربية وليتعرف علي الخلفية الثقافية المغربية واتمني ان يكون مهرجان السينما الإفريقية نقطة انطلاق لصناعة أفلام مشتركة بين مصر والمغرب.

هل تستطيع ان تعمم هذه الفكرة مع باقي المخرجين والمنتجين المغاربة؟

عندي استعداد ان اتحمل المسئولية والاتصال بمخرجين مغاربة ليعطوا للقنوات التليفزيونية المصرية أفلامهم علي ان تقام أمسية تليفزيونية يتم فيها استضافة المخرج المغربي وعرض فيلمه ولدي يقين ان كثيراً من المخرجين المغاربة مستعدون لهذه الخطوة للتواصل مع جمهورهم في الوطن العربي وفي مصر.

ولكن الافلام المغربية بها حرية في تناول القضية والمشاهد الجريئة كيف تعالج هذه النقطة وخصوصا ان الافلام المصرية التي تعرض بعض المشاهد الجريئة تلقي هجوماً من المشاهد المصري ألا تخشي الانصراف او الهجوم ؟

لابد ان نضع في اعتبارنا الفرق بين العرض داخل القاعات السينمائية وأنا ضد أي حذف مشاهد من الفيلم أما العرض التليفزيوني أنا مع حذف المشاهد التي تمس عادات وتقاليد البلد التي يعرض فيها لأن التليفزيون يدخل كل البيوت وهذه المسألة لها حل وهو ان نختار اعمالاً لا تمس سياسة البلد أو تخدش حياء المتفرج.

جمهور التليفزيون مشاهد بسيط وما المانع ان نضع ترجمة أو دبلجة للأعمال المغربية لكي يتمكن المشاهد من فهمها حتي ولو بشكل أولي؟

عندما يكون هناك التعاون والتبادل سوف يكون لكل مشكلة حل مشكلة اللهجة محلولة سوف نضع في الأول ترجمة حتي يتسني للمشاهد المصري ان يفهم الفيلم وبعد التعود سوف يفهم الفيلم وهذا اقتراح معقول.

شاهدت أفلاماً مغربية باللغة العربية الفصحى مثل «طيف نزار» الذي عرض بمهرجان السينما الإفريقية لماذا لا تصنع افلام بنفس الطريقة لكي لا نحتاج لترجمة لأن المهم هناالثقافة المغربية تصل للمشاهد المصري؟

لا.. أنا ضد فكرة ان أعمل فيلماً من أجل ارضاء الجمهور ومخرج فيلم «طيف نزار» عندما أنجزه في عام 2000 كان متأثراً بنزار قباني وكل مخرج له رؤيته لو رأي ان اللهجة المغربية ستخدم عمله أو اللغة العربية الفصحي ما المانع .. وأنا انهيت آخر أفلامي تحت اسم «ولولة الروح» كله من التراث المغربي للفن الاصيل هذا معناه كله يتمحور حول كلمات باللهجة المغربية القديمة فلا يمكن ان انجز هذا الفيلم باللغة العربية فمثلا لو مخرج مصري يقدم عملاً من الصعيد أو النوبة هل يصح ان اطلب منه ان يتكلم باللغة العربية الفصحي كما لو أننا في العصر العباسي.

لماذا لم تستعينوا بفنانين مصريين فى اعمالكم لكي يسهل التسويق بمصر ؟

حسب السيناريو هل هو بحاجة الي شخصية مصرية أم لا؟ وتمت الاستعانة بالفنان عبد العزيز مخيون أخيراً بفيلم مغربي منطق الصناعة هو الذى يحدد جنسية الفنان.

عندما يأتي الفنان العربي إلي مصر ويتقن اللهجة المصرية تسند إليه ادوار شخصيات مصرية ؟

المنتج حر في امواله يفعل ما يشاء فالتسويق لا علاقة له بالاستعانة بفنان غير مصري أو أدوار مصرية مثل فتاة من حارة أو عمدة بقرية وحدث كارثة بفيلم «المرسي أبو العباس» عندما استعان المخرج بفنانة مصرية لتقدم فتاة مغربية وكان السبب الانتقادات الرئيسية للفيلم لهذا الاختيار وقال له البعض ألم توجد فنانة مغربية تستطيع ان تقدم هذا الدور؟ وأنا ضد هذا الأمر لأنى لا يمكن ان افرض عليه شيئاً لانه المنتج وهو صاحب المال ويستثمر امواله كما يشاء ومن حقي كمتفرج او ناقد ان انتقد ما يقدم.

بدأت حياتك كناقد ثم تحولت الي مخرج سينمائي .. كيف ؟

حدثت هذه النقلة بعد المعرفة والحضور والمشاركات بالمهرجانات والورش التقنية أنا بدأت مساري السينمائي منذ ان كنت طفلا صغيرا بالنوادي السينمائية المغربية كانت حضرت مع المخرج الراحل صلاح أبو سيف في إحدى الورش 1991 بمدينة «فاس» وحضرت ورشاً أخري ومن ثم قراراتى المتعددة أهلتني للعمل بالتليفزيون كمعد ومخرج برامج جربت أول فيلم" كليك ودكليك " ونجحت وان لم يحدث كنت توقفت وانتجت أول فيلم قصير علي نفقتي فنجح فصنعت فيلماً روائياً طويلاً بعنوان «الراقصة» فحقق نجاحاً والفيلم الثالث "ماء ودم "حصل علي الجائزة الكبري بمهرجان واجادوجو...من أهم مهرجانات السينما الإفريقية وحصل علي جائزة في بيروت والفيلم الثاني الطويل "رجاء بنت الملاح"حصل علي 16 جائزة من المهرجانات وهذا ما دفعني ان اكمل مشواري بالإخراج.

ما الجديد التي تحضر له ؟

فيلم «ولولة الروح» لذي كتب له السيناريو الكاتب المغربي والروائي المعروف عثمان أشقرا واستمده من البيئة في حقبة التسعينيات واشتغل فيه على التراث المغربي خاصة تراث العيطة الشعبية من خلال ثلاث حكايات تقع في مكان واحد هو مدينة خريبكة، وفي مرحلة زمنية محددة من تاريخ المغرب، هي مرحلة سنوات الرصاص ومعاناة الشخصيات مع الواقع والمحيط.