كشفت دراستان حديثتان، اليوم الأربعاء، أن الأجسام المضادة التي يخلقها جسم الإنسان المصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لمقاومته ومكافحته تزود الجسم بعد الشفاء بمناعة ضد هذا المرض، أي أنه لا يمكن للمصاب أن يُصاب بالعدوى مرة أخرى بعد شفائه منها.
وذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن الدراستين المعمليتين أجراهما فرق من الباحثين والعلماء في مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي في مدينة بوسطن الأمريكية، وتم نشر كلا الدراستين في مجلة العلم الدورية، اليوم الأربعاء.
وأوضح منشور إحدى الدراستين أن الباحثين حقنوا 9 من إحدى فصائل قرود المكاك، التي تشارك البشر في 93% من نفس الحمض النووي، بالفيروس الذي يتسبب في عدوى (كوفيد-19)، والذي انتشر سريعا في أجسام القرود قبل أن يُصابوا جميعم بالالتهاب الرئوي، لكن جميعم تعافوا من العدوى خلال 28 يوما كجزء من التجربة.
وبعد أسبوع من تعافيهم، حقن الباحثون القرود مرة أخرى بفيروس (كوفيد-19)، وعندما قاموا بتحليل ورصد تواجد الفيروس في أجسامهم وجدوا أن كميات قليلة من الفيروس موجودة في رئات القردة لكن لم يظهر على أي منهم التعب أو المرض، وهو ما استنتج العلماء من خلاله أن جهازهم المناعي يحميهم من الفيروس.
أما في الدراسة الأخرى، قام فريق المركز الطبي بحقن 25 قرد مكاك من نفس الفصيلة بجرعتين من أحد النماذج الأولية لأمصال الحمض النووي، التي تم اختراعها لأجل الدراسة واعتمدت على استخدام البروتينيات التي يُعتقد أن فيروس كورونا يستخدمها لاختراق خلايا الإنسان.
وتمكنت أجسام كل القرود التي تم حقنها من خلق أجساد مضادة لفيروس كورونا المستجد، بل وخلق الجهاز المناعي لدى بعضهم أعدادا كبيرة من الأجساد المضادة تعادل تلك التي أنتجها لدى القردة التي تم شفاؤها من الفيروس بشكل طبيعي دون أمصال.
وقال دان باروش، المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس أبحاث الأمصال والفيروسات في المركز الطبي، "يجب علينا الحرص عند التنبؤ بالتأثير على البشر.. لكن يمكنني أن أقول أن هذه البيانات ترفع من تفاؤلنا بأن المناعة الطبيعية والمناعة التي يقدمها المصل يمكن أن تحدث في أجسام البشر".
وأضاف باروش أنه "تم الاعتقاد منذ مدة طويلة بأنه سيكون هناك مناعة حامية طبيعية بعد الشفاء من (كوفيد-19) لأن هذا ما يحدث مع معظم الفيروسات، لكن الوضع لا يكون دائما هكذا.. فريقنا يرى هذه البيانات مُقنعة جدا".