الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

خبراء: إعادة المصريين المحتجزين بليبيا يؤكد امتلاك مصر كل الأساليب لحماية أمن ومصالح مواطنيها.. ونثمن دور أجهزة الدولة ومؤسساتها لقيامها بهذا العمل الذي يستحق الشكر والتقدير

  • 18-6-2020 | 16:52

طباعة

أجمع خبراء عسكريون وأمنيون ودبلوماسيون سابقون، على أن عودة 23 مصرياً بعد تحريرهم من أيادى إحدى الميليشيات الإرهابية في مدينة ترهونة الليبية مساء الأربعاء، والقبض على محتجزيهم يؤكد الأولوية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية لأبنائها في الخارج وقوة العلاقات بين مصر وليبيا .

 

ولفت الخبراء والدبلوماسيون، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الخميس، إلى تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأجهزة الدولة المعنية بسرعة إنهاء الأمر وإعادة العمال ال مصر يين سالمين إلى الوطن، مؤكدين أن مصر تمتلك كل الوسائل لحماية أمن ومصالح مواطنيها بالداخل والخارج.

 

وأكد اللواء أركان حرب نصر سالم، أستاذ العلوم الإستراتيجية، أن إعادة المصريين من ليبيا برهن أن لدينا قيادة سياسية تعلم تماما مسئوليتها تجاه أبناء شعبها بكل دول العالم.

 

وقال الخبير الإستراتيجي، إن مسئولية مصر أن تحمي أبناءها بكل مكان على الأرض وهذا هو أيضا الأمن القومي المصري، "ومصر دولة تصون ولا تبدد، تحمي ولا تهدد"، منوها بأن مصر كانت في طليعة الدول التي تحركت لإعادة مواطنيها في ظل جائحة كورونا.

 

ولفت إلى أن مصر يقودها رئيس يفي بوعوده، مذكرا في هذا الصدد بحادثة قتل مصر يين في ليبيا على أيدي إرهابيين عام ٢٠١٥ وما قام به الرئيس آنذاك وأثبت أنه وقت الفعل وليس الكلام ولم يأخذ عزاء هؤلاء قبل أن يثأر لهم الطيران ال مصر ي، كما ردت مصر بقوة على العمليات الإرهابية التي خططت من ليبيا وكان الرد القاسي على الإرهابيين أسرع مما تخيلوا، "وهذا ما تعود عليه العالم من مصر ".

 

واعتبر أستاذ العلوم الإستراتيحية، أن إعادة العمال ال مصر يين من ليبيا يبعث برسالة لكل مصري في أي مكان بالعالم وهي "أن يطمئن لأن بلده لن تتركه وأمنه هو أمن مصر ".

 

ومن ناحيته، قال لواء دكتور محمد زكي الألفي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن عودة العمال المصريين من ليبيا برهن أن مصر قادرة على استعادة وتأمين وحماية أبنائها في كافة الدول والأمكان وبالطرق السياسية والدبلوماسية، موضحا أنه وإذا استدعى الأمر فتتدخل قوى صلبة عند اللزوم، مذكرا أيضا في هذا الاتجاه بالاعتداء الذي تم بطريقة غير إنسانية ضد إخواننا المصريين المسيحيين في ليبيا منذ سنوات والضربة الجوية التي وجهت مباشرة آنذاك لمرتكبي هذا الاعتداء.

 

وثمن الجهود الكبيرة والمستمرة التي تقوم بها أجهزة الدولة ووزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، لإعادة أبناء مصر إلى أرض الوطن وخاصة العالقين في جميع الدول العربية والأجنبية.

 

وذكر الخبير العسكري بأهمية ليبيا كدولة عربية وخاصة في الشمال الإفريقي وبأنها تمثل العمق الإستراتيجي العربي لمصر وأن أي اعتداء على ليبيا أو أي تواجد لقوات أجنبية في هذا الاتجاه يؤثر على الأمن القومي المصري والمصالح المصرية سواء كان داخل ليبيا أو في المياه الإقليمية، حيث الثروة البترولية المصرية.

 

ومن جانبه، أكد لواء طيار دكتور هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس ال مصر ي للشئون الخارجية أن إعادة المصريين من ليبيا إلى أرض الوطن قد رفع معنويات الشعب المصري، وساد شعور اطمئنان داخل البلاد بأن هناك دولة قوية، قائلا: "وهو أسمى ملامح الأمن الإنساني شعور المواطن بأن وراءه دولة تحميه".

 

وأضاف أن القيادة السياسية ومنذ ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تولى اهتماما كبيرا للمصريين بالخارج وتعتبرهم جزءا لا يتجزأ عن الشعب المصري، موضحا أن ذلك لم يكن موجودا بهذا الشكل من قبل.

 

وأشار إلى أن القيادة السياسية وأجهزة الدولة بكل إمكانياتها تتبع نهجا: أن المصريين في العالم أجمع هم مسئولية الدولة المصرية أيا كانت مشاكلهم أو الأزمات التي يمرون بها، مذكرا أن ذلك قد شاهدناه من قبل أثناء أزمة الصيادين في اليمن، وكذلك خلال مِحنة وباء كورونا وإعادة المصريين العالقين بأعداد كبيرة من دول متعددة، وأخيرا الأولية القصوى لمشكلة المصريين بليبيا وتعرضهم لبعض الإهانات هناك.

 

ومن جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الأسبق السفير علي الحفني، أن التحرك السريع لأجهزة الدولة المعنية بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإعادة المختطفين من ليبيا يدل على وجود إدارة قوية بالبلاد لديها من الأدوات الكثير ويمكنها أن توظفها وتحقق نتائج فعالة وسريعة على الأرض.

 

وأضاف أن مصلحة وكرامة المواطن المصري، حيث أصبحت اليوم على قائمة أولويات واهتمامات الدولة وقد برهن على ذلك مرة تلو الأخرى وتجلى كذلك في إعادة عشرات الآلاف من العالقين رغم توقف حركة الطيران.

 

وأشار السفير علي الحفني، إلى أن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والهجرة تقومو بدورها، بتكليف من القيادة السياسية، كما ينبغي وتحقق نتائج سريعة ومرضية.

 

وبدوره، اعتبر السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تحرير العمال المصريين وإعادتهم من ليبيا بهذه السرعة كان شيئا متوقعا ويؤكد أن مصر لديها القدرة على التحدث مع كل الأطياف داخل ليبيا وأنها على اتصال بكل الأطراف.

 

وذكر الدبلوماسي المخضرم أن ليبيا ، التي لديها حدود تبلغ نحو ١٢٠٠ كم مع مصر ، هي خط أحمر لنا، فهي أكبر دولة حدودية لمصر ولن يكون هناك أي تهاون على الإطلاق من قبل مصر لأي تهديد لأمننا، لافتا كذلك إلى وجود حوالي ٢ مليون مصري يمثلون الجالية المصرية بليبيا وعلينا أن نحميهم.

 

ونوه بالعلاقات التاريخية والوطيدة بين مصر وليبيا وبأنها دولة عربية عضو بجامعة الدول العربية وتربطنا معها العديد من الاتفاقات من بينهم اتفاقات دفاع مشترك بين البلدين.

 

وأعرب عن أمله في أن تنجح مصر في التقريب بين كل وجهات النظر الليبية والعبور بليبيا من أزمتها الحالية وأن تتحقق بها الوحدة الوطنية ويبتعد عنها الإرهاب والتدخلات الخارجية.

 

ومن جانبه، قال السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إعادة العمال المصريين سالمين بهذه السرعة من ليبيا يؤكد اهتمام مصر وأجهزة الدولة ومؤسساتها برعاية مواطنيها في الخارج.

 

وثمن دور أجهزة الدولة ومؤسساتها لقيامها بهذا العمل الذي يستحق الشكر والتقدير وكذلك لرعايتهم لمصالح أبناء مصر في الخارج خاصة في مثل هذه الظروف التى تواجدوا فيها وما تعرضوا له من مواقف وأساليب لا تمت للإنسانية بصلة.

 

واعتبر أن السرعة في إنجاز هذه المهمة تدل على مدى حرص القيادة السياسية على أمن وسلامة مواطنيها بالخارج، منوها بأن المصريين العائدين قد أكدوا بأنفسهم مدى اهتمام ورعاية الدولة لهم وصيانة كرامتهم ومواجهة أي مصاعب قد يتعرضون لها.


    الاكثر قراءة