الخميس 23 مايو 2024

في ذكرى رحيلها.. أمينة رزق: لهذه الأسباب كرهت الرجال !!

كنوزنا24-8-2020 | 21:17

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة القديرة أمينة رزق، راهبة الفن وصاحبة أطول مسيرة فنية، فهي الفنانة الشاملة التي بدأت رحلتها الفنية من المسرح، وكما برعت فيه تألقت أيضا في عالم السينما والإذاعة والدراما التليفزيونية، لتترك تراثا فنيا خالدا جسدت فيه جمال ووقار المرأة المصرية في العديد من الحقب الزمنية .. نكشف أسرارا من حياتها حيث كتبت بنفسها قصة حياتها لمجلة الكواكب عدد 10 فبراير 1953.

 

بكلمات قصيرة مقتضبة بدأت أمينة رزق في سرد قصة حياتها، حيث أكدت أنها من مواليد مدينة طنطا في 15 أبريل 1915 وليس 1910 كما هو شائع واسمها أمينة محمد رزق، والمفاجأة التي فجرتها أمينة في سردها أن والدها كان عربيا "جعفريا " أسود اللون ، وكان من الناجحين في التجارة بين المحافظات، وكان متشددا في الحفاظ على التقاليد، لدرجة أنه عندما تزوج والدة أمينة لم يسمح لها بزيارة أهلها إلا بعد أن ولدت أمينة، وفرحت الأم فرحا شديدا أنها ولدت أمينة بيضاء ولا تشبه أبيها.

 

ومن الطريف أن والد أمينة كان يكبر والدتها بسنوات كثيرة، وكان قد خطب والدتها لأحد أولاده الكبار من زوجة أخرى، وما أن رأى خطيبة إبنه إلا واستخسرها فيه وفسخ الخطبة وتزوجها هو، ومن توابع ذلك مات ابنه بعد عامين، والتحقت أمينة بمدرسة "المدير" بطنطا ولاقت الكثير من الحب والمودة من خالها الذي كان يتردد عليهم باستمرار، وعند الثامنة من عمرها رحل الأب واضطرت أمينة وأمها للإقامة في بيت جدتها.

 

جاء إلى أمينة ووالدتها رجل شرير تزعم عصابة لقتل الأرامل الوارثات بعد الإستيلاء على ميراثها، وكان يدعى محمود علام، وبحجة العزاء استفسر علام من والدة أمينة عما تركه لها الزوج، فأخبرته أن لزوجها دينا عند بعض الأشخاص في بلدة قريبة أقرضه لهم ولم يأخذ إيصالا به، وهنا عرض علام على أمينة وأمها استعداده للسفر معهما لتحصيل نقود الأب، ومن حسن حظهما أن تشاجر زعيم العصابة مع زوجته وعلمت أمينة وأمها بما حدث وأخر علام الشرير عنهما فقررت الهرب إلى القاهرة ومعهما خالتها أمينة محمد التي تكبر أمينة رزق بسنوات قليلة.

 

كانت أمينة رزق تتصف بالهدوء والوداعة عكس خالتها أمينة محمد التي كانت تتصف بالجرأة ولا تهاب أحدا، ومن خلال الشقة التي استأجروها في روض الفرج بدأت أمينة محمد تصطحب أمينة رزق إلى مسارح روض الفرج ليشاهدا من بعيد العروض ويحفظا الأغاني والمونولوجات، وفي البيت بدأت الفتاتان في تمثيل كل ما تشاهدانه على مسارح روض الفرج، وذات يوم علمتا أن بطلة فرقة أحد المسارح قد تغيبت، فتقدمت الأمينتان من صاحب المسرح وعرضتا عليه المشاركة والقيام بالدور لأنهما تحفظان الدور، ووافق الرجل لتكون تلك أول مرة تقف فيها أمينة رزق على المسرح ويقابلها الجمهور بالتصفيق بعد أن وفقت في أداء الدور.

 

وأكدت أمينة أن البداية الحقيقية لبدء مسيرتها الفنية كانت في عام 1923 وكانت طالبة في مدرسة ضياء الشرق بروض الفرج ، حيث قابلها جارهم أحمد عسكر ليخبرها أن يوسف وهبي قد افتتح مسرحا ويحتاج وجوها جديدة، وذهبت معه هي وخالتها أمينة وبعد أن نظر إليهما وهبي برهة قال أنه يحتاج بالفعل إلى بنات صغيرات للمشاركة في رواية "الذهب" ، وما أن شاركت أمينة رزق وخالتها بدورين كومبارس في الرواية إلا وعلمت الأسرة وقررت عدم خروج البنتين.

 

واستطاعت أمينة زرق بمساعدة خالتها الجريئة أمينة محمد من التسلل من المنزل والذهاب إلى يوسف وهبي للتعاقد معه على العمل، ووضع وهبي شرطا جزائيا في العقد ينص أن يدفع الأهل مائة جنيه لو تم الإخلال بالعقد، وبعد أن علمت الأسرة نالت الأمينتان علقة ساخنة ، وتحت مغبة الخوف من الغرامة وافقت الأسرة على عمل الفتاتين ، وحرص يوسف وهبي أن يعطيهما دورا واحدا في مسرحية "راسبوتين" لشخصية ولد أعرج تمثله كل منهما في ليلة منفصلة، وقالت أمينة أن وهبي أشاد بتمثيلها وقال أنها ستصبح أهم ممثلة دراما في مصر.

 

واعترفت أمينة رزق في مذكراتها بأن الكوارث التي مرت بها في حياتها كانت سببها الرجل، وأولها الأب الذي خطف أمها من ابنه مرورا بزعيم العصابة محمود علام الذي يقتل الأرامل، وصولا إلى تأثرها بكل مأساة مثلتها على المسرح وكان سببها الرجل، فكرهت أمينة الحب أو القرب من الرجال وهي لا تعرف ماهو الحب ولشدة ما يجلبه من كوارث .