الجمعة 28 يونيو 2024

أمام قيادات الثورة.. الجمهور يتهم عبد الوهاب بالسرقة!!

كنوزنا10-10-2020 | 17:26

في الـ26 من يناير 1953، بدأ مهرجان احتفالات مصر بعيد التحرير، وفي هذا الحفل تجمع كل نجوم الغناء والتمثيل، ليشاركوا بفنهم في حب مصر، وكان على رأس الحضور الرئيس محمد نجيب ولفيف من الضباط الأحرار منهم جمال عبد الناصر والسادات وزكريا محيي الدين وعبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر.


وقدم أنور وجدي فقرة كبيرة مرحة ليسعد بها الجمهور، وبعد فقرات نجوم الفن وغناء العديد منهم جاء مسك الختام ليغني الموسيقار محمد عبد الوهاب "نشيد الحرية" لأول مرة.


وقد لا يعرف الكثيرون، أن هذا النشيد واجهته مصاعب وعقبات كبيرة، وتعرض للمنع في العهد الملكي بعد أن أذيع لمرة واحدة في الإذاعة، وكان سبب المنع كلمات الشاعر كامل الشناوي التي يقول فيها في مطلع النشيد "أنت في صمت مرغم .. أنت في صمتك مكره" مما يعني الاستياء من القصر الملكي، لذا صدرت الأوامر بمنع النشيد.

 

ونظرًا لروعة اللحن وموسيقاه البديعة، اقتطعت الإذاعة المصرية مقدمة النشيد فقط واتخذتها مقدمة لنشرة الأخبار، حتى ترسخت تلك المقدمة في أذهان المصريين وارتبطت بنشرة الأخبار التي يهرع الجمهور لسماعها لمعرفة أخبار البلاد، لكن باقي النشيد ظل حبيسا بأمر ملكي.

 

وأفرج عن نشيد الحرية بعد قيام ثورة يوليو 1952، لتستبدل بعض الكلمات في المقدمة لتصبح " كنت في صمتك مرغم " وهمّ الموسيقار عبد الوهاب بغناء النشيد لأول مرة أمام 7 آلاف من الجمهور يتقدمهم الرئيس نجيب ومجلس قيادة الثورة وقيادات الجيش في 26 يناير 1953 ومع أول دقيقة في عزف مقدمة النشيد صاح الجمهور في عبد الوهاب صارخين: مسروقة.. مسروقة!!

 

وأشار عبد الوهاب للفرقة بالتوقف عن العزف بعد أن ارتبك من صياحهم، وقال: مسروقة منين ؟ .. فرد عليه الجمهور: من نشرة الأخباااار.. هنا ضحك عبد الوهاب، وأعطي الإشارة للفرقة ببدء العزف بعد أن تنفس الصعداء، فالجمهور لم يكن يعرف أن مقدمة نشرة الأخبار مأخوذة من مقدمة نشيد الحرية.