السبت 29 يونيو 2024

ديوان الحكي

فن16-10-2020 | 15:35

مشوار

خطوة ولا خطوتين ولا الطريق طوالى، ما أتعبك يا بن آدم، والجمع حمّال وجوه؛ إحنا اللي رايحين ولا المدد جاى: فى عز الشمس، وفى قرصة البرد، فى ضلام الليالي وكسرة الفصول. تلاقينا على الطريق، والندهة مشوار، خطوة ومدد، والعِمّة لفة ومقام، ودكة العصا على الدرب إعلان، بس الخبر يسرى، يطير النوم من الأبدان، برا البيوت ولا جوا البيوت، إيه الفرق؟ والمركوب مركون على أول الدرب وفاتح خطوته للمشوار.

تشوفنا فى البلاد، أو فى البنادر، فى وهيد الجبال وفى براح الغيطان، فى الحاجر وفوق الجروف وفى كل السكك، الكتف جار الكتف، والسكة: ونس وتجارة وشكوى ومحبة وألم، عداوة وحسد وسؤال وطبطبة وجرح ورضا وعتب، خطوة ووشوشة وزعيق وحبة عرق.

مين الأبدا والأهم: الرفيق ولا الطريق؟ الكل يقولك الرفيق، لكن خطاوينا على الدروب قالت: الأبدا الطريق .. والرفيق على المهل والتربية. خطوة ورا خطوة ويهل الرفاقة، حتى لو خطيت لوحدك، ف دا درب المندورين للوحدة والكشف، ما أصعبه وما أحلاه من درب، ما يخطيه إلا صحاب العزم الشديد، وبعدهم ح تلاقى ألف خطوة تتبعه؛ خير ولا شر؟ السؤال مش كدا، ولا دا رد الجواب، الأهم رعشة الخطوة الأولى ع الطريق، وتطويحة العصا والعِمّة المحبوكة بالهموم والخوف.

إيه اللى راح يبقى، غير طيب الذكرى والونس وطريق طويل مزروع بالمشوار والمدد أوله خطوة.

حديث العصا

هل أتاك حديث العصا، أم لم تدرك الفن حين التجلي، وترى إقبال الدنيا فى لحظة توليها، وإدبارها فى بشر وجهها المقبل؟ بتعاند وتقول: لا. والميزان على الحرار منصوب، أفتح الكتاب وهات لنا باب العصا؛ غنيت ولا رقصت وقلت الأصول، العصا بأصولها، العصا واللعب بالأصول، وإيه معنى فتح الباب وباطك للريح عريان؛ لا مش كسوف، ولا جرجرة العصا على الأرض مرجلة، سمعنى يا ولد الغنا أصلى ومتسلطن، والدروشة فى الغرام فرض.

سكران، والكيف شق العصا للريح، والحجل فى الساحة برجل ونص، وريحة الغبار فى الشمس، متحمل: بالتراب والعرق والخوف ونظرة العين ورفة الجلابية لما تند الآه من الناس والشجر وطول العصا ورعشة الباط ورقصة الضل على الأرض، وهفة الشوق لقعدة الصفا بين الخلان.

الريحة أصل البداية ولا المرجلة أفعال، والقلب وما يهوى، دقدقت بالعصا على الدرب ولا على الباب المفتوح، وخطيت بلف العمة خطوتين، قول: تلاته. والساحة براح وعيون، والكم معرى الزند، فارس والكر والفر لعبته، المزاج فى الكر والفر تكتكة وحساب وجرجرة للأهوج الغفلان، والدخول أبواب، والغنا سكر وسلطنة، وفتح الباب: سووووووووااااا.

العايق .. نعناع الجنينة

والجو بتلت فصول، ولا أنا متبعتر بين الصور، والبر مش طايل مركبى، يا أبو الخال اللوم عليَّ ولا البنّيه صدحت فى العصارى: نعناع الجنينة.

أنا كنت فايت ولا الغنا حاوط قعدتي، لا قدرت أقوم وأصلب الطول ولا العصا سندت وقفتى، وضهرى للريح؛ الولد العايق، المعجبانى، أنا، أتاخد على خوانه، يرضيك كدا، ولا الغفلة هى شرك الصياد والطريدة.

مر النسيم فى الصور، فايت بين شقوقى، يمكن يرممهم، والجو بتلت فصول والمتبعتر أنا؛ سرسوب الغنا تحت "شدر الموز" فضح رجفتى، يا مركبي مفارقه البر ليه، مطنطر العمّة وعيني لم تترفع فى الدروب، وطرف التوب على الأرض مجرور: ونس ومرسال، هفهفة ريحة "النعناع" على المساقى، ولا طايرة بين الدروب، ولا الغنا جاب السيرة. تتبرجل خطوتك أيا عايق، والريح فى ضهرك تبعتر صورتك، بدال الواحدة ألف، ولا العدد تلاته حسب الفصول. ما عدت مالك خطوتي، عايق، والعمّة تلت لفات، وصوت البنّيه شرقان بالغنا: ضلل على الحيضان.