تم افتتاح
دار الأوبرا المصرية
منذ ما يزيد
على 120 عاما ، بمناسبة افتتاح
قناة السويس ، و كانت
أول دار أوبرا
في الشرق سبقت
بها مصر دولا
كثيرة في الشرق
وفي الغرب ، وارتبطت بالإشعاع
والنمو الفني في
مصر ، ثم
شاءت لها يد
الإهمال أن تحترق
عام 1971 وها هي الأوبرا
المصرية تولد من
جديد ، و
تحيي آمالا فنية
واسعة لكي تبقى
مشعلا للفن يعيد
للوجدان العربي اعتباره
واعتزازه بارتباطه بفنون
العالم، ارتبطت
أوبرا القاهرة بافتتاح
قناة السويس وبالرفاهیة الثقافية التي
أضافها الخديو اسماعيل
إلى مصر وكان
قد كلف المؤلف
الموسيقى العالمي فيردی بكتابة
أوبرا عايدة لافتتاح
هذه الدار وأصبحت
هذه الأوبرا تتغني
باسم مصر والمجد لمصر
في كل موقع
وعلى مدي 120 عاما وحققت
لمصر خلالها دعاية
لا تستطيع أية
قوة دبلوماسية أن
تحققها.
وعاشت دار
أوبرا القاهرة تستضيف
فرق الأوبرا وأشهر
الفنانين في مجالات
الغناء والعزف والقيادة
حتى تمكنت من
تکوین فرقة الكورال
المصرية عام 1954 ومن ضم
أوركسترا القاهرة السيمفونی عام
1959 ومن تكوين أول
فرقة أوبرا مصرية
عام 1967 ، كما شهدت
في السنوات العشر
الأخيرة من عمر
دار الأوبرا المصرية
اشتراك بعض فناني
الأوبرا المصريين مع
فرق الأوبرا العالمية
الزائرة، هذا إلى
جانب اشتراك فرقة
الباليه المصرية وفرقة
كورال الأوبرا وأوركسترا
القاهرة السيمفوني في
عروض الفرق الفنية
الزاهرة، أی أن
أعظم فرق الأوبرا
العالمية لم تكن
تستحضر معها إلى
مصر سوى بضعة
مغنين منفردين من
ذوي الأسماء الشهيرة
في العالم .
أما بقية
مكونات العروض الأوبرالية
فقد كانت تنتمي
إلى قطاع الموسیقی
والأوبرا الذي كانت
دار الأوبرا المصرية
بيتا لها.
• الاحتراق
إلا أن
ذلك لم يقف
عقبة في وجه
المخلصين الذين استمروا
في العمل، مرتبطين بالقيم
والمبادئ النادرة التي
تربوا عليها في
دار أوبرا القاهرة
النادرة وواصلوا العمل
فنانين وإداريين في
سباحة ضد التيار
: وهو التيار الذي
شهد الهبوط في
الذوق العام وفنون
الموسيقى والغناء التي
ارتبطت بالملاهي الليلية
والمواخبر والكاسيت الهابط
الذي يجامل مشاعر
البدائيين من البشر
والتي ترفه عن
عقولهم وقيمهم المرتبطة
بالفراغ والضياع.
واستمر قطاع
الموسيقى والأوبرا يعرض فنون
الأوبرا والموسيقى بشكل
مکثف بواقع برنامج
أسبوعي جديد دون
توقف رغم انعدام
الإمكانيات الخاصة بقيم
المجتمع والتقدير الأدبي
الكافي والاعتمادات المالية
حتى جاء إلى
مصر سفير ياباني
فنان كان أول
ما فعله قبل
أن يقدم أوراق
اعتماده حضور حفل
لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة يوسف السیسی، وتوطدت
أواصر الصداقة بينه
وبين العمل الجاد
وتقلت إليه الرغبة
في حصول أجهزة
قطاع الموسيقى والأوبرا
على بيت جديد
بدلا من الدار
التي احترقت عام 1971.
• قصة الأوبرا الجديدة
كان ذلك
في صيف عام
1983 واختمرت الفكرة في
عقل الياباني “ناكای”
الذي دعا حكومته
إلى تقديم منحة
لا ترد في
صورة دار للأوبرا
بدلا من المبنى
الذي احترق ليكون
تمهيدا لبلاده اليابان
في مجال المعونات
والمنح التي تقدمها
اليابان للعالم الخارجي،
وفي مارس 1983 تسلم الرئيس
حسني مبارك هدية
اليابان إلى مصر
أثناء زيارة له
لليابان وكانت دار
الأوبرا والتي حملت
اسم المركز التعليمي
الثقافي . وقد جاءت
هذه التسمية المرکز
الثقافي التعليمي، لتتمشى مع
رغية اليابان وارتباطها
بالمعونات الخارجية والتي
لا توجه إلى
أغراض ترفيهية بل
يجب أن ترتبط
بالتعليم والثقافة، وإلى
جانب ذلك فإن
تسمية أوبرا لا
ترتبط باليابان بنفس
المعنى الذي تعرف
به في العالم
الغربي ، لذلك
التزمت مصر بهذا
المسمى حتى تتسلم المبنى،
وارتضت اليابان المسمي
المصري "أوبرا" والذي لا
نستطيع أن ننفصل
عنه لأنه يرتبط
بهذه الحضارة العالمية
العريقة التي أصبحت
مصر جزءا منها
منذ بناء دار
أوبرا القاهرة الأولى،
كما أن المركز
الثقافی التعليمي ، عندما يبدأ
في ممارسة نشاطه
فإنه سيضم أيضا
مراكز تدريبية في
مجالات الغناء والعزف
والباليه.
إمكانات
حديثة
والمبنى الجديد
يضم قاعة كبری
تصلح لعروض الأوبرا
بما في ذلك
من حفرة للأوركسترا
، ويمكن إغلاق
الحفرة عندما تستخدم
خشية المسرح في
عروض موسيقية بحتة
كعروض الأوركسترا السيمفوني
أو العازفين المنفردين
الأفذاذ من مصر
والعالم.
تضم هذه
القاعة 1000 مقعد وإمكانيات
التسجيل الصوتي والمرئي
ومقصورة لكبار الزوار،
كما تضم خشبة
المسرح إمكانيات هائلة
تضعها في مصاف
المسارح الأولى في
العالم، وتسمح بضم
كل الإمكانيات الإلكترونية
الحديثة التي تستخدم
في أعظم عروض
الأوبرا والدراما بأكبر
وسائل الإبهار والحركة
المسرحية التي عرفها
العالم حتى الآن،
كما يضم المبنى
قاعة أخرى للحفلات
الموسيقية ذات مقاعد
غير ثابتة وهي
تخصص للعروض الموسيقية
الأقل عددا سواء
من الفنانين أو
جمهور المستمعين فهي
تتسع لـ500 مقعد ويمكن
تحويلها لقاعة المؤتمرات
الموسيقية أو الفنية
الرفيعة ، كما
يضم المبنى مسرحا
مفتوحا في الهواء
الطلق للعروض الصيفية
ويتسع
لـ500 مشاهد
أيضا والمبنى يضم
ما يميز دور
الأوبرا عن المسارح
العادية فهو أساسا
صالة لتدريبات الأوركسترا بحجم
خشبة المسرح وأخرى
لتدريب الكورال وقاعتين
لتدريب الباليه وعددا
من الغرف الصغيرة
لتدربيات المغنين المنفردين
وذلك حتي يصبح
المبني بوتقة لتدريبات
الفنانين كل في
موقعه قبل أن
يتجمعوا على خشية
المسرح وفقا لبرامج
التدريبات الجماعية أو
العروض الفنية ، يضم المبنی
أيضاً متحفا للفنون
الموسيقية المتوقع أن
يضم آلات وأزياء
ومدونات موسيقية ذات
قيمة متحفية ، كما يضم
المبني أيضا معرضا
للفن التشكيلي جرت
العادة أن يكون
مرتبطا بفنون الأوبرا
والموسيقی أي يضم
لوحات وتماثيل للآلات
الموسيقية وأشهر الفنانين
فرادى أو جماعات
في مشاهده الأوبرا
العالية والباليه الكلاسیکی.
وتضم الدار
أيضا استراحات الفنانين
والموظفين والجمهور تشتمل
على مطابخ للوجبات
والمشروبات الخفيفة . أما عن
الإدارة فإن هيكلا
إداريا يتم الإعداد
له بشكل يتمشى
مع الأصول المتبعة
في دور الأوبرا
المماثلة في العالم
، والمنتظر أن
تتم من خلال
مجلس إدارة يضم
كافة المتخصصين في
فنون الموسيقي والأوبرا
والمهتمين بها والمسئولين
عن العلاقات الخارجية
والاعتمادات المالية والدعاية
والتسويق .. إلخ .