الإثنين 17 يونيو 2024

هل يتكرر سيناريو ترامب مع لوبان؟

25-4-2017 | 17:26

طالب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند – خلال خطاب له أمس - الشعب الفرنسي بالتصويت للمرشح المعتدل إيمانويل ماكرون، في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، أمام منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وعلى الرغم من أن ماكرون يحظى بتأييد رسمي من الحكومة الحالية ووسائل الإعلام الفرنسية، إلا أن الشارع الفرنسي يبدو أنه متخوفا من تكرار سيناريو الانتخابات الأمريكية على أرض فرنسا، وأن يسدل الستار على فوز لوبان كما انتهى بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام مرشحته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويرى مراقبون أن هناك تشابه كبير بين الانتخابات الرئاسية الفرنسية والأمريكية؛ من حيث تسلل الأحداث وحالة الدعم التي تمنحها الحكومة للمرشح المعتدل ماكرون كمثيلتها مع هيلاري كلينتون، فيما رفض خبراء خلال حديثهم لبوابة "الهلال اليوم" هذا التشابه، إلا أنهم أكدوا أيضا على وجود تخوف في الشارع الفرنسي من فوز المرشحة مارين لوبان.

ويرى خبير العلاقات الدولية، الدكتور ألبرت فرحات، أن سيناريو الانتخابات الأمريكية لن يتكرر في فرنسا، لأن هناك تنوع في الأحزاب وعدد المترشحين والقوى العاملة على الساحة الداخلية في البلاد، حيث قال لـ"الهلال اليوم" من باريس: "عمل الأحزاب السياسية في فرنسا يختلف عن الواقع في الولايات المتحدة الأمريكية، المظاهرات لم تكن عفوية بل كانت من جماعات اليسار المتطرف حتى الجماعات المقربة من الجماعات اليهودية، وفرنسا لا تسمح بوصول لوبان لسدة الحكم، كما أن هناك دعوات من ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية تطالب بالوقوف لمنع وصول لوبان للحكم".

وأضاف فرحات: نتائج الدورة الأولى ترجح استحالة فوز لوبان، وهذا معروف خلال الحملات الانتخابية الماضية، وانتخابات 2002 أكدت أن حزب اليمين المتطرف برئاسة جون لوبان، لم يستطع أن يحقق أي تقدم أمام جاك شيراك وبتاريخ 7 مايو المقبل سيتكرر ذلك السيناريو.

وانتهت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصول المرشح المستقل مانويل ماكرون بنسبة 23.7% من الأصوات، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان المرشحة عن حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف التي فازت بنسبة 21.7%.

وأكد فرحات أن ماكرون لم يكن مرشح الحكومة الفرنسية، وإنما مرشح أوساط المال في فرنسا، حي: "تاريخه معروف كان يعمل في بنك روتشرد والبنك وضعه مستشار للرئيس المنتهية ولايته، ومن ثم بعد عام ونصف أصبح وزيرا للاقتصاد، والتأييد الذي حصل عليه من أقطاب بعض الحكومة لكونه كان وزيرا، ولهذا السبب حصل على تأييد بعض أقطاب الحكومة".

وتوقع فرحات أن يحصل ماكرون على نسبة أكبر من 60% كما حصل جاك شيراك عام 2002 أمام والد ماري لوبان وقتها على 80%، مشيرا إلى أن الأحزاب اليمينية الغير متطرفة أعلنت عن تأييدها ودعمها لماكرون.

ويعزز فرص إيمانويل ماكرون صاحب الـ 39 عاما، بالفوز في الجولة الثانية أمام لوبان، دعوة كل من بونوا هامون مرشح الحزب الاشتراكي وفرانسوا فيون مرشح اليمين التقليدي ناخبيهما للتصويت لماكرون.. كما يرجح أن تصوت نسبة كبيرة من ناخبي مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلان شون لإيمانويل ماكرون، لعرقلة وصول مرشحة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف إلى السلطة.

بدورة، استبعد الإعلامي بالإذاعة الفرنسية، خالد شقير، تكرار سيناريو الانتخابات الأمريكية في فرنسا، قائلا لـ"الهلال اليوم" من مارسيليا: "ما حدث في أمريكا لن يغير الخريطة السياسية في مصر وبالتالي لم يغيرها في فرنسا، وحزب اليمين لا يستطع أن يفوز لأن الشعب الفرنسي غير عنصري".

وأرجع شقير أسباب صعود اليمين المتطرف في فرنسا إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والتي يعول عليها حزب اليمين ويرجع أسبابها للمهاجرين، مشيرا إلى أن لوبان تود أن تجعل فرنسا بلدا مغلقا.

واختتم بالإشارة إلى أن الحزب اليميني يستخدم ورقة العمليات الإرهابية لتسويقها بأن العرب والمسلمين يحاولون أسلمة المجتمع الفرنسي، قائلا: "الشعب الفرنسي من أصول وجنسيات مختلفة والعمليات الإرهابية تهدف إلى إيجاد حالة انقسام".