العلاقة التاريخية بين مصر واليونان، هي
أقدم علاقة بين بلدين في العالم، حيث ترجع إلى ما قبل الميلاد بثلثمائة عام، حين
نشأت مدينة الإسكندرية وسميت على اسم الإسكندر الأكبر، ومنذ ذلك الحين يعيش شعب البلدين
في علاقات طيبة على مستويات مختلفة مثل العلاقات الدبلوماسية التي بدأت منذ عام
1833، أخذت العلاقات والاتفاقيات السياسية
والاقتصادية تقوي بين البلدين شعبًا وحكومةً، وفي إطار ذلك التطور القوي في علاقة
البلدين المستمر حتى الآن. فإن العلاقات الثقافية تعود بين الشعبين لتاريخ العلاقة
نفسها، فلقد نشأت أجيال كثيرة على الجار اليوناني، والخواجة الجريكي، وامتزجت
الثقافة المصرية باليونانية عبر الأزمنة.
ومن أبرز المظاهر الثقافية "جائزة كفافيس"
والتي سميت نسبة إلى لقب الشاعر اليونانى قسطنطين
كفافيس الذي ولد في 29 أبريل 1863، وتوفى في 29 أبريل 1933، وقد عاش في مدينة الإسكندرية منذ مولده حتى
وفاته، وتُمنح الجائزة للمبدعين من مصر واليونان مرة كل عامين، وبدأت الجائزة في عام
1990، بهدف تنمية العلاقات الثقافية بين
مصر واليونان، وقد حصل على الجائزة الكاتب المصري نجيب محفوظ في عيد ميلاده الثاني
والتسعين، كما حصل عليها من الكتاب المعاصرين فاروق شوشة، سيد حجاب، إبراهيم أصلان، رضوى عاشور، وسحر الموجي وبهاء طاهر.
وكانت البداية في الذكرى الخمسين على وفاة
الشاعر اليوناني السكندري قسطنطين كفافيس، حيث أطلقت مكتبة الإسكندرية المنتدى
السنوي "كفافيات" في عام 1983، وكان
الهدف من المنتدى تنمية العلاقات الثقافية بين اليونان ومصر وذلك من خلال إبراز
إبداعات هذا الشاعر اليوناني الذي عاش في مدينة الإسكندرية، منذ مولده حتى وفاته،
وأبدع كل أعماله في هذه المدينة التي عشقها، وقامت الفنانة ملينا مركوري وزيرة
الثقافة اليونانية سابقًا بدعم فكرة القنصل اليوناني في الإسكندرية، تلك الفترة،
بنايوتي فلاسوبولس، سفير اليونان الآن في مصر وسريعًا أصبحت هذه الاحتفاليات من
أهم الأحداث الثقافية في مصر.
وفي عام 1990 قام المستشار الثقافي
اليوناني كوستيس موسكوف في محاولة منه لتطوير "الكفافيات" قام بتأسيس
جائزة كفافيس الدولية التي تُمنح للمبدعين من مصر واليونان، ونظرًا إلى قيمة
الجائزة الأدبية والمعنوية، التي تحمل اسم شاعر الإسكندرية العالمي، أصبحت من أهم
الجوائز التي يفخر بها الحاصلون عليها.
وفي العام 2001 شكلت لجنة جديدة لجائزة
كفافيس تضم نخبة من أعضاء المعترك الثقافي في مصر واليونان تقوم باختيار الفائزين
كل عامين وأضحت احتفالية تسليم الجائزة جزءً من احتفاليات "كفافيات".
احتفاليات "كفافيات" تحاول أن تقدم إبداعات مصرية ويونانية ليس في مجال
الأدب فقط بل في المجالات الثقافية كلها في سياق ثلاثية تضم فنون الكلمة، الموسيقى
والفن التشكيلي وذلك بغرض زيادة اهتمامات الجمهور وتسهيل التعارف والتقارب وإتاحة فرصة
التقاء مبدعين البلدين.
وفي عام 2007، تم تنظيم "كفافيات"
في مدينة كفالا باليونان للمرة الأولى، وكانت احتفاء من اليونان بالبلد التي ولد
وعاش فيها محمد علي مؤسس مصر الحديثة. والذي دعمته في هذا العام هيئة التعاون
الدولي في وزارة الخارجية اليونانية.
وفاز بجائزة كفافيس الدولية للشعر عام
2007، الشاعر المصري فاروق جويدة والشاعر اليونانيخريستوس لاسكاريس،
وفي الرواية من مصر للكاتبة رضوى عاشور واليونان ثوماس سكاسيس، أما جائزة الترجمة
فاز بها اخيلياس كيرياكيدس، وفازت الكاتبة الدكتورة سحر الموجي بجائزة كفافيس
الدولية للنبوغ.