أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في منطقة كسلا الحدودية الواقعة بين السودان وإثيوبيا، عبور أكثر من 6000 مواطن إثيوبي إلى مقاطعتي كسلا والقضارف الحدودية السودانية، وسط توقعات بارتفاع الأعداد إلى 200 ألف شخص على خلفية التوتر المسلح الحادث بين الحكومة وإقليم تيجراي شمال إثيوبيا.
وقال المسؤول بمفوضية اللاجئين في كسلا آسر خالد: "عدد (اللاجئين) يتزايد على مدار الساعة .. هؤلاء الناس بحاجة إلى مأوى وعلاج طبي وطعام، وهناك نقص كبير في هذه المواد .. إذا استمر الصراع، فإننا نتوقع زيادة في تدفق اللاجئين".
وأكد مسؤول المفوضية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، اضطرار آلاف الأشخاص إلى الفرار من منازلهم والبحث عن ملاذ آمن في السودان المجاورة، مع استمرار التوترات بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية والزعماء المحليين في إقليم تيجراي.
وأوضح، أنه كان من بين الفارين من الصراع ما لا يقل عن 30 جنديا إثيوبيا مسلحا يطلبون الحماية مع تصاعد القتال في الشمال، حيث قرر رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد شن هجوم عسكري ضد حكومة تيجراي الإقليمية، والتي تعتبرها الحكومة الفيدرالية غير شرعية، وأسفر القتال عن سقوط مئات القتلى من الجانبين، وهو ما دفع بتدخل دولي.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي تحدث أيضا إلى أبي، ودعا إلى وقف التصعيد، إنه "يجب حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية".. وانضم إليه في هذه الدعوة قادة الاتحاد الإفريقي الذين حثوا على وقف فوري لإطلاق النار سعيا لإقرار السلام.
يذكر أنه على الرغم من الدعوات الدولية للحوار، قال رئيس الوزراء الأثيوبي، إنه لن تكون هناك مفاوضات حتى يتم القبض على القادة المحليين وتدمير ترسانتهم المجهزة جيدا في إقليم تيجراي، وبينما أكد أبي، أن العملية العسكرية ستسفر عن نتائج سريعة، يحذر الخبراء من أن القتال في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان قد يستمر طويلا، مما يزعزع استقرار المنطقة.