الخميس 27 يونيو 2024

في ذكرى ميلاده.. ممدوح الليثى.. رجل الشرطة الذى أثرى الدراما والسينما

فن1-12-2020 | 09:34

تحل اليوم ذكرى ميلاد المنتج الراحل ممدوح الليثى، حيث ولد في القاهرة عام 1937.

 

بدأ الليثي مسيرته المهنية في طريق بعيد تمامًا عن الفن، فقد تخرج من كلية الشرطة في عام 1960، ولكنه كان شغوفًا بالكتابة والفن بشكل دائم فكان يكتب القصص القصيرة منذ أن كان طالبًا ونُشرت له العديد من تلك القصص علي بعض الصفحات.

 

وكان للأديب الكبير إحسان عبد القدوس دورًا هامًا في أن يتحول ممدوح الليثي ويتفرغ للكتابة والفن، فقد كتب عبد القدوس مقالًا بعنوان "افصلوا هذا الظابط"، وذلك تقديرًا لموهبته الكبيرة التي وصلت لتخصيص روز اليوسف باب بعنوان "امسك حرامي" لعرض أعمال الليثي، بالإضافة لحصوله على جائزة أحسن سيناريو من مهرجان التليفزيون عن فيلم "تاكسي" الذي كتبه أثناء خدمته بالشرطة عام 1966.

 

وقدم "الليثي" ما يقرب من 164 فيلماً روائياً، بالإضافة إلى 600 فيلم تسجيلي، كما أنه ساهم أثناء رئاسته لقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري في إنتاج أهم الأعمال الدرامية المصرية، و منها المسلسلات الاجتماعية.

 

بصمات واضحة وإنجازات كثيرة حققها الليثى، بدأت من تأسيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري، منتصف السبعينات، والذي تحول لبوابة تمرير للفنانين، إذ ساعد القطاع في تخريج عدداً كبيراً من نجوم الصف الأول دراميًا وسينمائياً.

 

شغل الليثي العديد من المناصب، منها، رئيس قسم السيناريو عام 1967، مراقب النصوص والسيناريو والإعداد عام 1973، مراقب على الأفلام الدرامية عام 1979، مدير عام أفلام التليفزيون عام 1982، رئيس أفلام التليفزيون عام 1985، رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون، عام 1985، رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، نقيب السينمائيين.

 

أُنتج في عهد الليثي أعمال درامية، أصبحت من كنوز الدراما المصرية، وتحقق نسب مشاهدة عالية رغم عرضها مئات المرات، عبر الفضائيات المصرية والعربية.

 

ومن أشهر الأعمال الدرامية التي قدمها الليثي: مسلسل "رأفت الهجان" الذي عرض على ثلاثة أجزاء، بين عامي" 1988 و1991 "، حيث جسد صورة رجل المخابرات المصري في عيون الشعب كبطل قومي، ما ساهم في تعزيز الشعور بالفخر والوطنية لدى المصريين، وأدى دور البطولة فيه الفنان الراحل "محمود عبدالعزيز، يوسف شعبان، مصطفي متولي، عفاف شعيب، محمد وفيق ويسرا"، وكان هذا العمل وراءه تخرُج جيل كبير من الفنانين.

 

كما أنُتج الراحل عدداُ كبيراً من المسلسلات الدينية، بينها: "القضاء في الإسلام"، و "محمد رسول الله"، و"الكعبة المشرفة"، "وأبي حنيفة النعمان".

 

و قد بعض أعمال الدراما العائلية، مثل: "لن أعيش فى جلباب أبي" للراحل "نور الشريف، الفنانة الكبيرة عبلة كامل، حنان ترك و محمد رياض".

 

وكان له دور كبير في  في إنتاج  "المال والبنون"، بطولة: "عبدالله غيث حمدى غيث، يوسف شعبان، أحمد عبد العزيز، جيهان نصر، فايزة كمال، وائل نور، حسين فهمي وشيرين سيف النصر.

 

كما قدم مسلسل "العائلة"، ويعتبر أول الأعمال الدرامية التي تناولت قضية "الإرهاب" في تسعينات القرن الماضي، وهو بطولة النجم الكبير الراحل "محمود مرسي، ليلى علوي"، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، ومن تأليف وحيد حامد.

 

و شارك في مسلسل "ليالي الحلمية" الذى جمع عدد كبير من الفنانين أمثال "يحيي الفخراني، صلاح السعدنى، حسن يوسف، آثار الحكيم، الهام شاهين، ممدوح عبد العليم، هشام سليم، وغيرهم".

 

وكان الراحل من أول من قدم سلسلة "فوزاير رمضان"، التي كانت من أهم البرامج على مائدة الأسرة المصرية خلال شهر رمضان المبارك، خلال فترتي الثمانينات والتسعينات، ومنها فوازير "نيللى" و"شريهان"، وأيضا" حاجات ومحتاجات"، و"المناسبات" ليحيي الفخراني وهالة فؤاد.

 

وقدم القطاع مسلسل "ضمير أبلة حكمت" للفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وشاركها البطولة الفنان أحمد مظهر ويوسف شعبان.

 

وفيما يتعلق بالأعمال السينمائية،  شارك الراحل في فيلم "ناصر 56" للفنان الكبير أحمد زكي وأمينة رزق وفردوس عبدالحميد وناصر سيف.

 

وقدم أيضا فيلم "الطريق إلى إيلات"، بطولة: نبيل الحلفاوي، عزت العلايلي، شرين، محمد سعد، ومادلين طبر.

 

وأوضح الراحل، في بعض تصريحاته إن تعامله مع الأديب نجيب محفوظ بدأ في السينما قبل التلفزيون، عندما كتب له سيناريوهات أفلام "ميرامار، أميرة حبي أنا، المرايا و حب تحت المطر"، بالإضافة إلى فيلم "الكرنك" الذي لم يحصل عليه "محفوظ" سوى ألف جنيه فقط نظير حق أستغلال الرواية في عمل سينمائي.

 

كما أشار الليثي إلى مدى تأثير روايات نجيب محفوظ على مسيرته، فقال: "لا أستطيع أن أنكر أن روايات الكاتب الكبير هي التي صنعت شهرتي وبسبب هذه الأعمال حصلت على 37 جائزة عن كتابة السيناريو".

 

واعترف ممدوح الليثي، أن أديب نوبل نجيب محفوظ لم يعترض في يوم من الأيام على الأجر الذي حدده له التلفزيون، ولم يطالب في مرة برفع أجره أسوة بباقي الكتاب، وكان على أستعداد أن يوقع على "بياض" لبساطته وتواضعه وأخلاقه التي كانت سمة أساسية وميثاق في التعامل مع الجميع.