الأحد 5 مايو 2024

نبوية موسى.. مسيرة طويلة فى العمل بالحقل التعليمى والسياسى والأدبى

فن17-12-2020 | 17:18

كاتبة ومفكرة مصرية تعتبر إحدى رائدات التحرير الوطنى وتحرير المرأة، انضمت للحركات الإنسانية التى كانت تطالب بالمساواة مع الرجل فى كل شيء، فكانت أول امرأة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا "الثانوية العامة"، وهي أول ناظرة مصرية تتولى إدارة مؤسسة تعليمية.

انصب اهتمام نبوية موسى على قضية المرأة ومناصرتها، فكتبت المقالات الصحفية فى الصحف المصرية مثل "مصر الفتاة" تحت اسم مستعار تناولت خلالها قضايا تعليمية واجتماعية، وألفت كتابًا بعنوان"ثمرة الحياة فى تعليم الفتاة"، الذى قررته وزارة المعارف للمطالعة والدراسة في مدارسها.

طالبت "موسى" بتمكين المرأة، فقامت بإنشاء مجلة "الفتاة" لتصدر إسبوعيًا وقد صدر العدد الأول منها فى 20 أكتوبر 1937، وظلت تصدر لمدة خمس سنوات، كانت ترى "موسى" أن المرأة هى نصف المجتمع وهي سر تقدم الأمم أيضًا، رصدت أيضا المغالاة في الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة فنادت بتصحيح النظرة للمرأة العاملة أينما كان موقعها أو طبيعة عملها، قارنت أيضًا بين حضارات اليونان والرومان الذين كانوا يألهون النساء بينما الحضارات الهندية تستعبدها، وتطرقت إلى ضرورة التخلي عن العادات والقيم السائدة فى المجتمع، فكتبت فى صحيفة" البلاغ" مقالًا تم نشره في 19 أغسطس عام 1927، تحت عنوان"حماية المرأة" قالت فى بدايته "ما كنت لأهتم وأنا مصرية أحب بلادى أكثر من حبى لبنات جنسي من النساء، بمسألة المرأة والدفاع عن حقوقها لو لم أعتقد أن رقىّ البلاد لا يتم إلا بها وأن الدول إنما ترتفع أو تنحط برفعة المرأة وانحطاطها وهى حقيقة يشهد بها التاريخ في جميع أدواره.

هاجمت "موسى" وزارة المعارف وذلك لمطالبته بتعديل برامج الوزارة التي تخص المرأة حيث يجب أن يقتصر التفتيش من قبل النساء، وقد قوبل هجومها بالتجاهل الشديد من قبل الوزارة، مما دفعها إلى كتابة مقال تهاجم فيه الوزارة فى جريدة"السياسية المصرية" فى عام 1926 وجاء معنونًا"نظام تعليم البنات فى إنجلترا ومصر"، وهذا التصعيد من قبل"موسى" أدى إلى قرار على ماهر باشا بإيقاف"موسى" عن العمل بوزارة المعارف، الأمر الذى جعلها تلجأ إلى القضاء والذى جاء قراره فى صالحها فتم تغريم وزارة المعارف خمسة آلاف جنيه و500 جنيه غرامة تدفع لـ"موسى" جراء الفصل التعسفى من الوزارة دون وجه حق، أرادت أن تستفيد من هذا التعويض المالى فقامت بتطوير مدارس الأشراف بالإسكندرية التى كانت تشرف عليها، بل توسعت فى بناء فروع أخرى لمدارسها الخاصة فى القاهرة.

كانت"موسى" من أنصار أفكار"قاسم أمين" محرر المرأة فهى كان ترى أن المرأة لا يجب إجبارها على الحجاب، وأن تعيش فى موجة الضغط التي تمارس على السيدات والبنات لإرتدائه، وأعلنت أنها لم تقم يوم بتغطية وجهها بإعتباره إحدى دلالات الالتزام الشرعي بالحجاب.

وكانت تقصد الحجاب هو حجاب الوجه والذى تم إزالته عقب دعوة قاسم أمين إلى تحرير المرأة، ثم تبنت هدى شعراوى وصفية زغلول هذه الأفكار فى أولى المظاهرات النسائية التى كانت تدعو إلى تحرير المرأة وخروجها إلى الشارع، فكانت"موسى" إحدى المشاركات فى ثورة 1919، مما جعل البعض يتهمها بالسفور ولكنها عادت وكتبت فى سيرتها الذاتية"تاريخى بقلمى" فى ردها عن سفور المرأة قائلة""أردتُ السفور فلم أكتب عنه، مع إنى قرأتُ كتب المرحوم قاسم أمين وأعجبتُ بها، فالعادات لا تتغير بالقول، لهذا عوّلتُ على أنْ أدعو للسفور بالعمل لا بالقول، فكشفتُ وجهى وكفىّ". ولأنّ المناخ السائد كان لا يزال مناخ الانعتاق من عصور الظلمات، فلم يكن غريبًا ما حدث معها عندما ركبتْ الترام ، فسألتها إحدى السيدات: "هوّ إنتى مسيحية؟".

كان لموسى عدة مساهمات فى الأدب منها  ديوان من الشعر، يصنفها كأديبة وشاعرة مجيدة، وكذلك لها قصص قصيرة مكتملة كتبتها في عام 1911 تضعها كإحدى رائدات القصة القصيرة ، بل كذلك كتبت مسرحية بديعة عام 1932، التي استلهمتها من الحياة المصرية القديمة، وقد تم نشرها فى المجلس الأعلى للثقافة فى مستهل القرن الحادى والعشرين.