لا حديث يعلو في 2020 عن حديث الكورونا،
ومعظمه حديثا متعبٓ للأعصاب، وبعضه حديث مستفز نسمعه من العامة ومن بعض رجال الأزهر
الذين يجوبون مصر من أعلاها إلى أدناها ، حيث أعادوا المرض إلى غضب السماء علينا
وبهذا أراحوا أنفسهم وأراحوا العامة ، التي تبحث عن أي شيء يريحهم من تحمل
المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان!
ورغم أن كورونا هم عالمي ، إلا أننا
نجد ونسمع الاستخفاف بالحديث عن هذا الوباء، بحيث جعله البعض عقاب من الله سبحانة
وتعالي، وهذا يعني أنه يجب أن نرضي بعقاب الله، نفس ما قيل بعد هزيمة يونيه 1967 بشأن
جعل الهزيمة هزيمة دينية ، وليست هزيمة عسكرية وثقافية.. وهذا يعني تفريغ الكارثة
من مضمونها ، الذي يجب أن نتعلمه، حتي لا تتكرر الهزيمة مره آخرى.
إن التفسير الديني للكوارث والهزائم ،
يضر ولا يفيد في شيء قط، ومن ذلك خطيب أزهرى سمعته يقول إن كورونا حرب على الإسلام
، وقلت له الموضع ليس له علاقه بالإسلام والمسحية واليهودية ولا البوذية وإنما
علاقتها بالإنسان في عمومه ، لذا يجب علينا جميعا أن نحارب هذا الوباء، وخصوصا الإنسان
المسلم، بحيث يجب أن يكون النموذج في الحفاظ على النظافة وعلى العلم وعلى الإيمان
الذي يمكن من خلال تلك الأفعال مجتمعة أن نقدم للإنسانية ما يجب أن نقدمه لها من
نماذج إنسانية وعلمية تساهم في القضاء على الفيروس.
إن التعاطى العاطفى مع المسائل الكبرى
فى الإسلام هى التى توجد الشقاق ما بين المسلمين وتحد من رغبة الناس فى الفهم والعمل
تحت مظلة العدل والعقل، بل والتسليم بالأمر الواقع، وهنا يجب ألا ننسى الشيخ الذى
سجد لله شكرا لأننا انهزمنا فى يونيو ٦٧ ..أو الذى قال إن الملائكة كانت تحارب فى
حرب أكتوبر مع الجيش المصرى أو الأزهرى الذى قال فى صباح ٩ من رمضان الماضى إن صيحة
الله اكبر هى التى جعلت الجيش المصرى ينتصر فى الحرب.
إذا ألقينا نظرة سريعة على فترة حكم
سيدنا عمر بن الخطاب سنجد أنه كان يحكم بالعقل ..لذا فقد جعل كل شيء فى خدمة الناس
والمجتمع .. بعكس سيدنا عثمان الذى كان يحكم بالعاطفة ، لذا فكان طبيعيا أن يحدث
ما حدث أثناء خلافته من قتل ثم استغلال القتل لنزع السلطة.. وقد حدث ذلك كما نعلم في
الفتنة الكبرى التى مازال أثرها موجودا إلى الآن ..تلك العاطفة التى يتعامل بها
المشايخ فى المساجد وفى الجامعات إلا من رحم ربى.