أعلن المرصد المصري لمكافحة التبغ، أول مرصد من نوعه في مصر والشرق الأوسط، والتابع للجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، عن رصد محاولات إحدى شركات التبغ مؤخرا، للدعاية لمنتجها الذي سيطرح في الأسواق قريبا، تحت دعوى أنه "تبغ مسخن"، ولكن هذا أمر مرفوض تماما، خاصة بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية، على أن منتجات التبغ المسخن هي منتجات تبغ، وبالتالي فهي تخضع لنصوص وأحكام الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، وعلى وجه التحديد حظر جميع أشكال الإعلان عنه والترويج لأي منتج من منتجاته وبأي وسيلة مضللة، قد تعطي انطباعا خاطئا عن خصائصه أو آثاره الصحية، حيث أن الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في منتجات التبغ المسخّن، لا يعني أنها منتجات آمنة أو غير ضارة.
وقال الدمكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، لا تُوجد أبحاث أو دراسات على أن منتجات التبغ المُسخّن أقل ضرراً من منتجات التبغ التقليدية، إلا أن بعض الدراسات المشكوك فى تمويلها، زعمت وجود انخفاض واضح في المكونات الضارة في هذه المنتجات، مقارنةً بالسجائر العادية، إلا أن الحقيقة أنه لا توجد أدلة حالياً تشير إلى أن انخفاض التعرض لهذه المواد الكيميائية يعني انخفاض خطرها على الإنسان، ومن ثم سيلزم إجراء المزيد من الدراسات المستقلة لإثبات تلك المزاعم.
وأكدت هيئة مناهضة مؤسسات ومنتجات التبغ "ستوب"، أن قرار هيئة الدواء والغذاء الأمريكية في يوليو 2020، أشارت إلى أن البيانات التي قدمتها شركة إنتاج التبغ المسخن لها، أظهرت أنه قد يقلل من التعرض لبعض المواد الضارة، لكنه لا يقلل من مخاطر المرض والوفاة عند مقارنته بتدخين السجائر، وأنه ليس هناك ما يسمى "منتج تبغ آمن"، وأنه لم يثبت أن التبغ المسخن يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
وأشارت أبحاث مكافحة التبغ بجامعة باث ببريطانيا، أنه بالرغم من تلك الحقائق، إلا أن شركة الإنتاج أطلقت على الفور حملة علاقات إعلانية عالمية، مشيدة بالقرار باعتباره "علامة فارقة للصحة العامة"، وأوصت تلك الأبحاث الدول الأخرى باتباع نهج إدارة الغذاء والدواء.
وأشار الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، استشاري الأمراض الصدرية، إلى أن جائحة كورونا التى يعانى منها العالم وتلقى بظلالها على مصر، تشهد الآن زيادة منتظمة في أعداد الحالات والوفيات اليومية، وهو ما يدفعنا لأن نكون أشد حزما فى مواجهة كل ما يتعلق بالتبغ، فمن المعروف أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات مقارنة بغيرهم، ويتسبب التدخين في زيادة خطر العدوى الرئوية وحدتها، بسبب التلف الذي يحدثه في الشعب الهوائية، والتهاب الرئتين، وتقليص وظائف الرئة والجهاز المناعى.
وقال المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، إن الشخص الذي يسعى لضرر أقل أن يكف عن شرب السجائر فورًا، فإذا كنت مدخناً، ننصحك بالإقلاع عنه، حيث لم يثبت أن منتجات التبغ المُسَخَّن تساعد في الإقلاع عن التدخين.
واستطرد: "نطالب السلطات المعنية، بتطبيق كل نصوص قانون مكافحة التدخين رقم 154 لسنة 2007، على هذا المنتج، ويشمل ذلك:
- رفع الضرائب عليها، وعلى الجهات المرتبطة بها.
- منع الإعلان والترويج والدعاية والرعاية لها.
- منع التدخين في الأماكن العامة.
- منع البيع للصغار.
- وضع التحذيرات الصحية المصورة.
- إجراء مزيد من البحوث والدراسات على المنتج".