أقسم رئيس وزراء مصر الأسبق، الدكتور كمال الجنزورى بالله، عدم تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى لعمل قائمة لانتخابات مجلس النواب القادم قائلا :" أقسم بالله أن الرئيس السيسى لم يتدخل لعمل قائمة لانتخابات مجلس النواب " .
قطع الجنزورى قول كل خطيب، السيسى ليس لديه قائمة انتخابية، وليست له تفضيلات بين المرشحين، ولم يوعز لأحدهم أن يسعى إلى قائمة أو يسمى قائمة، لكلٍّ ماسعى بعيدا عن الرئيس، الجنزورى مضطر أن يقسم تحت وابل من الشائعات. أقسم الرجل بالله العظيم وهو قسم لو تعلمون عظيم.
إذا هل تكفون عن العبث باسم الرئيس، وتلبسون قميص الرئيس، وتكفون عن الحديث باسم الرئيس، قميص الرئيس صار يرتديه كل من هبّ ودبّ، كل طالب مصلحة يدعى قربا من الرئيس، كل متبضع يشترى ويبيع باسم الرئيس، موسم التجارة باسم الرئيس صارت رائجة، تدر أرباحا على المتبضعين بالرئيس أى رئيس.
لم يتبق أحد فى مصر إلا ويتحدث باسم الرئيس، أو يدعى قربا للرئيس، أو يظن منه قربا من الرئيس، وقلت للرئيس، وقال لى الرئيس، وهمست فى أذن الرئيس، وهمس فى أذنى الرئيس، وأعرف أن الرئيس ....، والرئيس ينتوى ...، والرئيس يعتزم ..، والرئيس، والرئيس، والرئيس، والرجل قائم فى الاتحادية ليس بغافل عن أمر المتدثرين باسم الرئيس، وليته يقطع دابر المتقولين.
قسم الجنزورى يقوض مزاعم راجت و استشرت باسم الرئيس، الرئيس ليس له مرشحون محتملون، والانتخابات يقررها الشعب وليس الرئيس، والرئيس يثق فى حسن اختيار الشعب، لايوصى الشعب بأى من المرشحين، كل مرشح على أبوه، ليس على الرئيس، ولايحق لأحدهم التجمل باسم الرئيس، أو يضع صورة الرئيس جوار صورته على لافتة ويقول بدعم الرئيس.
قميص السيسى صار نهبا موزعا بين شيع وأحزاب، على قميص الرئيس يتنافس المتنافسون، يومئون بإشارات رئاسية ليس لها ظل من حقيقة، ويشيرون بأصابعهم المبتورة إلى الرئيس، ويلعبون زورا وبهتانا دور كهنة الرئيس، وهذا كاتب مقرب من الرئيس، وهذا مذيع ينطق باسم الرئيس، وهذا جورنال الرئيس، والرئيس والرئيس، والرئيس منهم جميعا براء، السيسى ليس له شلة ولا كاتب ولا مذيع، الجميع يسعى حثيثا إلى قرب الرئيس، والرئيس يسعى إلى قرب الشعب، رضاء الشعب هو من يسعى إليه الرئيس، ليس من عندياتنا زلفى إلى الرئيس ولكن هذا ما يقول به الرئيس.
لاتزال طائفة تتصنع زيفا وبهتانا قربى من الرئيس، وكأنها لم تعِ الدرس، درس ثورتين على الرئيس، الرئيس السيسى وعى الدرس، ولايزال نفر من المريدين لايفهم أن ماكان لن يكون، وماكان كائنا كان صرحا من خيال فهوى فى السجون، طائفة من المرجفين لاتزال تتربح باسم الرئيس أى رئيس، ولا تعيش إلا فى ظلال الرئيس، كالرخويات التى تنمو فى الظل، ظل الرئيس.
الرئيس ليس فى حاجة إلى مريدين وأتباع وأشياع لديه طاقم من كبار المستشارين، المجلس الاستشارى لعلماء مصر يكفى الرئيس فضلا عن طائفة من المتخصصين، الرئيس فى حاجة إلى ناقدين، مخلصين، ومعارضين ليس من أجل المعارضة، ولكن من أجل الوطن، الاصطفاف وراء الرئيس ليس جدارا مصمتا من التأييد للرئيس، ولكنه جدار مسامى تتخله معارضة وطنية للرئيس، تشد من أزره، لايشد من أزر الرئيس تطبيل المطبلين، وتهليل المهللين، ولا تكبير المكبرين، الرئيس بشر، وكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابين.
قميص الرئيس يضيق على ترزية الرئيس، وكتبة الرئيس، وإعلاميى الرئيس، الرئيس لم يطلب تصفيقا ولا نفاقا، يطلب اصطفافا وطنيا من أجل معركة الحياة، نكون أو لا نكون، لايطلب البقاء فى الحكم إن هو إلا تكليف، يطلب البقاء لمصر وهى الأولى بدعوات البقاء، وتضافر الجهود، والسعى الدءوب، أنا إن قدر الإله مماتى لاترى الشرق يرفع الرأس بعدى.
مضى زمن قميص عبد الناصر، السيسى ليس له قميص يرتديه البعض فى وجوه الذين آمنوا بمصر، وضحوا من أجلها وبذلوا الغالى والنفيس، لاتعاقبوا الناس باسم الرئيس، ولا تخونوا الناس باسم الرئيس، وترفقوا بالناس من أجل الرئيس، السيسى لايحمل حقدا أنتم من تحقدون، ولا يبغى عسفا أنتم من تدفعون، ولا يطلب ملكا أنتم من تقدسون، كعادتهم ملكيون أكثر من الملك يوم خروجه مطرودا بعد ثورة 23 يوليو 1952 .
ترشحوا بعيدا عن الرئيس، شكلوا قوائمكم دون التمسح فى اسم الرئيس، اختاروا مواقعكم بعيدا عن قدم الرئيس، وخاطبوا ناخبيكم دون اسم الرئيس، واتركوا الرئيس لحاله والمخلصين لإنقاذ البلاد من خطر الإرهاب تترى فيه، لا تغرزوه فى تحالفاتكم الضيقة، ولا تزجوا باسمه فى مصالحكم الصغيرة، لاتصغروا الرئيس وتجعلوه عرضه لعبثياتكم.
يرتدى قميص الرئيس شعب من الغلابة والمحتاجين طامعين فى الرئيس من بعد الله تعالى وبعون الله وحوله وقوته، أن يلهم الرئيس عدلا غاب طويلا، ورزقا يمنعهم ذل السؤال، وأمنا يطمئنهم على العيال، لايطمعون فى كثير سوى الستر، ولا يتاجرون بقميص الرئيس فى السوق المنصوبة عبثا باسم الرئيس.
وعلى الرئيس أن يقطع دابر المتحدثين باسمه، والمرتدين القميص، ويضرب بشدة على المتاجرين باسم الرئيس، ويضع حدا للمتفحشين باسمه تصفية لحسابات، وتخليصا لثارات، إنهم يتسلحون باسم الرئيس فى معارك قذرة يتترى فيها اسم الرئيس على أفواه تلهج بحمد الرئيس، وهو منها براء.
قسم الجنزورى ليس قسما فى الفضاء، على الفضائيات، هو نفى أكيد، الرئيس ليس له قائمة انتخابية، وأزيد ليس له قائمة سياسية من السياسيين، وليس له قائمة إعلامية من الإعلاميين، وليس له قميص يرتديه العراة من الشعبية مزايدة انتخابية أو إعلامية، وهذا حتى ساعته وتاريخه أكيد .
كتب : حمدى رزق