الخميس 6 يونيو 2024

محلل أمريكي: فوز بايدن أدى بالفعل لتهدئة الشرق الأوسط

عرب وعالم18-1-2021 | 10:39

تشهد منطقة الشرق الاوسط تدفقا لحالة من الوفاق؛ فقد أنهت السعودية والامارات والبحرين ومصر حظرا فرضته على قطر دام ثلاثة أعوام ونصف .


كما تسعى تركيا إلى تحسين علاقاتها مع فرنسا واليونان وإسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية، بعد أعوام من التوترات. 


وذكر المحلل الأمريكي سيث جي.فرانتزمان في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للانباء أنه من ناحية أخرى تمارس مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، ضغوطا من أجل إجراء محادثات سلام جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين. 


كما أن ثمة احتمال كبير أن تنضم دول عربية أخرى إلى الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ومن الأرجح أن تكون أبرز هذه الدول سلطنة عمان وقطر . 


وحتى حركة حماس في غزة تبدو منفتحة على شروط التعايش مع السلطة الفلسطينية بقيادة فتح المتواجدة في رام الله. 


وأضاف فرانتزمان أن هذه السلسلة غير المسبوقة من البيانات الرسمية والاجتماعات في المنطقة، تأتي في الفترة التي تسبق تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب، جو بايدن، لتعلن انتهاء حقبة من العداء السافر في الشرق الأوسط، الذي ميز الاتجاه الانعزالي للرئيس الامريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وحرص القوى الأخرى - ولاسيما روسيا - على إنهاء الهيمنة الأمريكية العالمية تماما. 


فقد أدى تعهد ترامب بوضع أمريكا أولا إلى زعزعة استقرار العلاقات التقليدية للولايات المتحدة مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والحلفاء في آسيا، والمواقف متعددة الأطراف بالنسبة للصراعات المختلفة في الشرق الأوسط. ووصف ترامب الصراع السوري، حيث نجحت الولايات المتحدة في بناء تحالف لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بأنه أرض قاحلة من "الرمال الملطخة بالدماء". 


وقال لخريجي "الاكاديمية العسكرية الامريكية" (ويست بوينت) أنه "ليس من واجب القوات الأمريكية أن تحل النزاعات القديمة في أراض بعيدة لم يسمع عنها الكثيرون من قبل  فنحن لسنا رجال شرطة العالم ". 


وكان ذلك انسلاخا جذريا عن أسلوب "النظام العالمي الجديد" اذي تبناه الرئيس جورج بوش الأب، والذي وضع الولايات المتحدة على المسار الصحيح للقيام بدور رئيسي في الشرق الأوسط خلال تسعينيات القرن الماضي، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 


وقال فرانتزمان إن رسالة ترامب إلى دول المنطقة كانت هي أنه يجب عليها أن تتصرف بمفردها. 


فبينما كانت هناك حروب قائمة في المنطقة بالفعل عندما تولى منصبه، سمح التجاهل الأمريكي بتفاقم حدة النزاعات، التي كانت تشارك فيها عناصر خارجية في الغالب. 


وعلى الرغم من أن إدارة ترامب اتخذت نهجا صارما فيما يخص العقوبات الإيرانية، شعرت طهران بالحرية في تصعيد الهجمات على سفن الشحن في خليج عمان، واستخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز ضد البنية التحتية للنفط السعودي، وتقديم الأموال والذخيرة للميليشيات التي تعمل بالوكالة في العراق وسورية ولبنان واليمن. 


وأضاف فرانتزمان أنه مع اقتراب تولي إدارة بايدن زمام الأمور، تقوم العديد من الاطراف المتحاربة بتخفيف من حدة نشاطها، في توقع لدور أمريكي أكثر نشاطا في المنطقة. 


وحتى إيران - التي خالفت ذلك الاتجاه من خلال زيادة تخصيب اليورانيوم وإجراء سلسلة من التدريبات الاستعراضية - تأمل في أن يتنصل الرئيس المنتخب سريعا من سياسات سلفه ترامب. 


وقد زادت التوقعات بالعودة إلى وضع ما قبل ترامب، بعد اختيار بايدن لمسؤولين يتمتعون بخبرة كبيرة في الشرق الأوسط، لشغل مناصب وزارية رئيسية. وهم من أمثال: أنتوني بلينكين، المرشح لمنصب وزير الخارجية، ولويد أوستن، المرشح لمنصب وزير الدفاع، وجيك سوليفان، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي. 


ولا يغيب عن أي شخص في الشرق الأوسط أن بايدن نفسه كان له ارتباط طويل وعميق بالمنطقة، واتصال شخصي بالعديد من الفاعلين الرئيسيين بها. 


لذلك، فإنه على أقل تقدير، يميل قادة المنطقة إلى التخفيف من العداء المتبادل بينهم، ، بينما ينتظرون لكي يروا كيف سيتعامل النظام الجديد في واشنطن مع مخاوفهم وطموحاتهم. 


ومن الملفت للنظر، أنه كيف بعد مرور العديد من الأعوام التي بدا فيها أن كل أسبوع يجلب معه احتمالا بحدوث مواجهة جديدة أو صراع جديد، حل الهدوء على الشرق الأوسط. 


ويرى فرانتزمان أن الأعمال العدائية الحالية لن تنتهي بالطبع بمجرد تنصيب بايدن. 


ولكن تنصيبه قد ينهي الانطباع بأنه من الممكن للدول استخدام أي وسيلة للحصول على ما تريده في ظل غياب نظام دولي قائم على القواعد، بقيادة الولايات المتحدة. 


وقد شجع هذا الرأي، الذي عززه ترامب، على التدافع على المساحات غير الخاضعة للحكم، واحتلال الدول الضعيفة أو المناطق المتنازع عليها. 


أما الآن، وبعد أن أعلن بايدن أن "أمريكا قد عادت"، يبدو أن الشرق الأوسط يراعي هذا الأمر.