الثلاثاء 4 يونيو 2024

«ألف ليلة وليلة»..الصياد والمغربى (3)

شهريار وشهرزاد

ثقافة15-4-2021 | 22:25

عبدالله مسعد

يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب أسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.


وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى أبنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية،وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.


الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضًا، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.

"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.

والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إليى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة.

تستكمل شهر زاد الليلة حكاية الأخوين سالم وسلامة، والتي حال صياح الديك في الليلة الماضية أن تستكملها، فأسرع الملك شهريار عقب إنهاء يوم طويل من حكمه إلى مخدعه، ليجدها تنتظره.

 

"بلغني أيها الملك السعيد.. ذو الرأي السديد، أن سالم عاد يعيش في بيت أخيه سلامة، فيأكل ويشرب ويلبس، دون أن يجد مبررًا لعمل شيء ما، حيث يذهب سلامة إلى البحر، فيصطاد وبيبع نصف أسماكه ويشتري بالنصف الآخر خبزه، إلى أن جاء يوم لم يُرزق سلامة من البحر بشيء، فعاد مهمومًا إلى بيته، وفي الطريق قابل صاحب الفرن، الذي أدرك أنه لم يحصل على أي شيء، فأعطاه الخبز، وظل على هذا الحال لمدة أسبوع.

وبعد أن حكى سلامة لأمه حاله، اقترحت عليه أن يقوم بالصيد في البحيرة القريبة، وأخذ بنصيحتها، وهناك قابل رجل مغربي خاطبه باسمه واسم والدته وذكر أوصافه، وطلب منه أن يقيده ويرميه في البحيرة، وإذا ظهرت يده فلينقذه، وإذا مات فليذهب بأغراضه إلى يهودي في السوق فيعطيه مائة دينار في الحالتين، وبالفعل مات الرجل، وذهب سلامة إلى اليهودي الذي أعطاه مائة دينار، وعاد إلى أمه وأخبرها وانطلق صوت ديك الصباح بالأذان ليُعطي شهرزاد يومًا آخر.