السبت 23 نوفمبر 2024

بالفيديو.. "الهلال اليوم" ترصد مأساة أهالى الدويقة

  • 30-1-2017 | 16:12

طباعة

مونتاج : أحمد سعيد

"الرزاز".. منطقة تابعة لمنشأة ناصر توجد بحى الدويقة، عندما تصل إليها تشعر وكأنك عدت مائة عام إلى الوراء .

كى تصل إليها يجب عليك أولاً الوصول إلى مكان يدعى "مزلقان الدويقة"، ثم تستقل عربة إلى منطقة "مساكن الحرفيين"، ثم تهبط ببقايا سلم حجرى متآكل إلى "منطقة الرزاز"، فهى اسفل مستوى منطقة الحرفيين على سفح جبل المقطم.

فى منطقة الرزاز تجد عددا من البشر متجمعين وفى أعينهم نظرة لهفة، فهم يتطلعون إلى كل من يحمل كاميرا على أنه رسول إنقاذ، سيأخذ بشكواهم إلى المسئولين.

يبدأ الحكاية "عم عادل" فيقول وهو يحمل طفلة على كتفه: "دى بنت بنتي، ودلوقتى بنتى قاعدة فى الشارع، الحى خرجنا بره بيوتنا، ومسلمناش شقق، وحاجات بنتى وعفشها مرمية فى الشارع، والريس قال العين بالعين، يعنى كل زوج وزوجة ومعاهم أطفال ليهم شقة" .

وتكمل صابرين : "عندنا هنا بيتين، لم يتم تسجيلهم، وده بحجة إنه لم يُستدل على العنوان، والشارع هنا اسمه شارع عامر، والشارع ده مش مسجل فى الحكومة، لأن الأهالى هنا بتحط مجرد اسم للشوارع من عندها عشان تميز أماكن البيوت"، وتكمل قائلة: "احنا هنا موجودين من سنين، ومعروفين، والعنوان مثبت على المنطقة بأكملها، احنا محتاجين بيوتنا تتسجل عشان ناخد بديل" .

أما "عم أحمد" فقال: "احنا ناس غلابة، قولت لمحافظ القاهرة المفروض تجمعوا الناس الغلابة وتوفرولهم مأوى، إنما ترمينا فى الشارع وبعد كده تقولولنا إنتو ليكوا مأوى تانى .... فدا حرام .. حرام عليكوا ترمونا فى الشوارع" .

تجولنا بالكاميرا بين البيوت، بعضها مهدم والآخر مازال قائماً، ثم فوجئنا بما يشبه الثورة بين السكان، البعض معترض على تسجيل الكاميرا لحالتهم متهمين الإعلام بأنه لا يقدم شيئاً، وآخرون يرون أننا الأمل فى إيصال أصواتهم إلى المسئولين، وآخرون يرون أن الأمر يستوى فى حال سجلت الكاميرا حالتهم أم لا.

اضطررنا للانسحاب قبل أن نكمل كل جوانب الموضوع، فأحد أهم عناصر منطقة الرزاز أنها منطقة شبه صناعية فهى تكتظ "بورش" لعدد من الصناعات الصغيرة، مثل ورش المسامير والسلاسل وغيرهما، وهذه الورش لا يوجد نظام لنقلها أو تسكينها بمكان بديل، ويقول أصحابها إنها مصدر دخلهم الوحيد ولن يستطيعوا الانتقال من هذا المكان.

يذكر أن منطقة الرزاز بالدويقة خلف مساكن الحرفيين تحتاج إلى من ينظر إليها بعين الرحمة قبل عين القانون، فهم بشر ولهم حقوق، وكما يطالبهم الجميع بتأدية ما عليهم، فعلى الجميع أن يلبى متطلباتهم، وأقلها مأوى وعمل دائم لهم.