الإثنين 1 يوليو 2024

بعد زيارة بلينكن للقاهرة.. خبراء: فتحت العديد من الملفات لكنها لم تضع حلولا لها

الرئيس عبدالفتاح السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي

تحقيقات27-5-2021 | 18:29

محمد عاشور

زيارة مهمة لوزير الخارجية الأمريكي لمصر في ظل التخبطات الي تشاهدها المنطقة، ولكن يبقى السؤال هل جاءت الزيارة لحل القضايا التي تعاني منها المنطقة أم جاءت فقط كمجرد مسكنات ومهدئات، وخبراء يوضحون الهدف الأساسي لهذه الزيارة، وأنها جاءت لتفتح العديد من الملفات دون الخوض لوضع حلول لها، وللمزيد في سياق هذا التقرير: 


أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي اليوم لمصر، جاءت لتفتح الكثير من الأبواب والملفات الشائكة التي تسيطر على المنطقة العربية، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، يحرص على إنهاء كافة الملفات التي تشكل تهديدا كبيرا للأمة العربية، خاصة في فلسطين التي شهدت اعتداءًا غاشما من الاحتلال الإسرائيلي على مدار الأيام القليلة الماضية، أسفرت عن وفاة وإصابة العديد من المواطنين، ما دفع بعض الدول العربية وفي مقدمتهم مصر إدانة هذا الاعتداء.

 

وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لـ«دار الهلال»، أن مصر لها دور أساسي في ملف مكافحة الإرهاب لا سيما عملية السلام، لافتا إلى أنه بلا شك العلاقات الأمريكية المصرية علاقات كثيرة، منها: «تعاونا اقتصاديا، وتجاريا، وعلميا وتكنولوجيا» ناهيك عن الاستثمارات الأمريكية في مصر، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن مصر لها دور أساسي في ملف مكافحة الإرهاب، لذلك مصر أكبر دولة عربية تستطيع التواصل مع جميع الأطراف كما حدث في الأزمة الأخيرة والصراع بين حماس وإسرائيل.

 

وأشار إلى أن الزيارة السريعة لوزير الخارجية الأمريكي، تفتح الكثير من الأبواب والملفات ولكنها لم تحل أي مشاكل، وكأن هدفها هو التسكين والتهدئة بحيث أن الشروط التي تورطت بها أمريكا مع إسرائيل بالنسبة لحماس تباعد المفاوضات شيئا ما بالنسبة لوقف إطلاق النار الممتد، وأيضا تشمل الاتفاق على آلية إعادة الإعمار.

 

وأكد أن مصر استطاعت الوصول لحل وسط بوقف القتال إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار، كما أنها قدمت 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، وبالتالي هي من الدولة المشرفة على إعادة الإعمار بقطاع غزة، وهو أمر يوفى بطلب إسرائيل وأمريكا أن تمويل إعادة الإعمار يذهب فعلا له وليس لحماس، لافتا إلى أن هناك علاقات استراتيجية بين مصر وأمريكا ممتدة لكافة المجالات، وأمريكا قوة كبرى ولها مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط، كما أن مصر دولة لها وزنها كما رأينا في الأزمة الليبية، والأزمة الفلسطينية، ومشاكل أفريقيا والسودان، وبالتالي فاستمرار التواصل والتعاون بين البلدين أمر لابد منه.

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن لمصر تعكس عدة أمور، منها: أن الإدارة الأمريكية أدركت دور مصر الفعال في المنطقة، وأنها دولة قائدة لا يمكن الاستغناء عنها، كما أدركت أن الشراكة مع مصر استراتيجية وهذا ما أكده بلينكن خلال لقائه مع الرئيس السيسي ولقائه مع وزير الخارجية سامح شكري.

وأضاف "سلامة"، في تصريحات لـ"دار الهلال" أن كل القضايا الموجودة بالمنطقة سواء كانت مرتبطة بمكافحة الإرهاب، أو استعادة الدولة الوطنية، أو حتى الملف المائي المرتبط بسد النهضة، فكل هذا يجب أن يمر على مصر عبر محادثات فاعلة مع مصر، لافتا إلى أنه من ضمن ما أدركته الإدارة الأمريكية أن مصر تستعيد دورها في المنطقة سواء أكان أفريقيا أو عربيا.

وأكد أن الاتجاه نحو توثيق وتعزيز العلاقات بين مصر والولايات المتحدة سيكون به أولوية للقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل ملف مكافحة الإرهاب باعتبار أن مصر ركيزة، كونها تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، وهي الحقيقة التي أدركتها الإدارة الأمريكية للرئيس بايدن، كما أن هناك تعاون في المجال الاقتصادي خاصة في مبادرة إعادة إعمار قطاع غزة، ولا سيما توفير حياة كريمة للفلسطينيين، مؤكدًا أنه ستكون هناك جهود مشتركة للبدء في مسار سياسي جديد للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما سيكون هناك تعاون مشترك في إزالة أسباب التوتر من خلال إخراج المليشيات والمرتزقة من ليبيا وغزة.

قال الدكتور سيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر تؤكد أنها استطاعت جمع أوراق دورها الإقليمي وأن تقنع العالم بأهميتها، ومن مصلحة العالم أن يكون الدور المصري في المنطقة دورا نشطا ومتحركا.

وأضاف رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، لـ«دار الهلال»، أن التجربة في السنوات الماضية أثبت فشل المخططات الاقتصادية التي تريد أن تفرض أنماطا من الربيع والديمقراطية والألوان على نفق ما جرى في شرق أوروبا في الماضي، كل هذا فشل وانتهى وعادت الأمور إلى أن مصر هي قوة إقليمية يجب أن يؤخذ رأيها في كل ما يجري في المنطقة وأن تهميش دورها في نهاية الأمر لا يؤدي إلى كوارث في العالم.

وتابع: مصر ظهرها دورها الحكيم في مسألة السفينة التي جنحت في قناة السويس، والعدوان على القدس، وغزة، وأنصت الجميع إلى تدخلها لإيقاف العدوان وإسعاف الأخوة الفلسطينيين، لافتا إلى أنه في نفس الوقت ما حدث في ليبيا خاصة أنه لا يستطع أحد أن يتجاوز الوضع أمام تركيا، والآن في مسألة سد النهضة اقتنع الجميع ما كان قد أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب في الماضي في حق مصر الدفاع عن حقها في المياه هو أمر منطقي وطبيع وأصبح بايدن يشير إلى ما قاله ترامب.

وأوضح «فليفل» أن الزيارة تأتي في هذا السياق، ولهذا وجدنا وزير الخارجية الأمريكي في تل أبيب يقول أنه جاء لتأكيد أمن إسرائيل وهذا أمر طبيع بالنسبة لنا في فهم السياسية الخارجية الأمريكية، وأن يضيف أيضًا إعادة إعمار غزة، وهذا أمر جديد واستجابة واضحة للموقف السياسي المصري.

ولفت إلى أن الزيارة أكدت بالفعل أن مصر هي قطب المنطقة وحجر الزاوية التي لا يستطيع أحد أن يزحزه عن دوره في المنطقة.