الأحد 5 مايو 2024

الثلوث المظلم لشطيرة التيغراى

مقالات13-6-2021 | 12:10

فى القرن الحادى والعشرين، لا يمكن للمرء أن يمارس الحكم بالقوة على أشخاصًا متنوعين العرقيات والثقافات، وفرض حكم قومى واحد تتهاوى فيه هذه العرقيات ويخضعون لسلطة الحكومة المركزية الامهرية فقط بغض النظر عن عرقياتهم وتنوعهم الثقافي

وهذا يعنى أن فرض القومية الإثيوبية الامهرة بهذه الطريقة ما هو إلا مفهوم أجوف بالنسبة للسكان المتنوعين عرقيا، فلم يعد من الممكن استخدامه كذريعة لإخضاع الآخرين ودخولهم حزب الازدهار الجديد حيث يحتاج من يسمون بالقوميين الأمهرة إلى الاستيقاظ من نومهم وقبول الواقع بأن يمارس الناس ثقافتهم واستقلالهم دون خوف من وحش "القومية الإثيوبية" التى استهلكت شبابهم لأجيال وقد عارضت جبهة تحرير تيغراى الشعبية هذه الخطوة وما رأت أنه محاولة من أبى أحمد لتوطيد السلطة على حساب الحكم الذاتى الإقليمى، ورفضت أيضاً الانضمام إلى حزب الازدهار، رأى الأعضاء عمومًا أن آبى يتخذ خطوات ضارة بمصالحهم ومنطقتهم ورؤية إثيوبيا التى دافعت عنها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراى منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

أن التطهير العرقى الذى نشهده الآن فى غرب تيغراى من قبل ميليشيات الأمهرة هو، نتيجة سنوات من العمل الشاق الذى قامت به نخبة الأمهرة على الأرض، لا يضاهيهم سوى نظام أسمرة، الذى يجهز قواته لهذا اليوم منذ أكثر من عقدين، لقد فهم أبى أن الكراهية والإبادة الجماعية يمكن تسخيرها بالكامل لإطلاق العنان لقوة مدمرة للغاية ضد تيغراي، بصرف النظر عن الكراهية لنخب تيغراى التى يتشاركونها، كان لديهم أيضاً أهداف ملموسة يهدفون إلى تحقيقها فى مقبرة جبهة تحرير تيغراي، لقد حددوا تيغراى على أنها العقبة الوحيدة أمام طموحاتهم كقادة بلا منازع للسنوات القادمة.

 

بعد ان قمع أبى أحمد معارضيه الأورومو، عرف أبى أن تيغراى هى المنطقة الوحيدة التى أعاقت مشروعه لإلغاء الفيدرالية المتعددة الجنسيات وإنشاء دولة قومية أمهرية فى إثيوبيا وبهذا المعنى، فإن ضحيته الأساسية ليست الفيدرالية فى حد ذاتها، بل الديمقراطية، ولترسيخ سلطته، أستخدام أبى أحمد التحول إلى الإيديولوجية، بالتماسك بالقومية الإمهرية الواحدة بدلا من الولاء العرقى وخاصة فى تيغراي، ظنا منه ان تفتيت التماسك العرقى للتغراى سوف يؤدى إلى عصر الوحدة والازدهار وذلك بدمج الأحزاب العرقية والإقليمية للجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية، التى حكمت إثيوبيا لمدة ٢٧ عامًا، فى حزب الازدهار الجديد،

 أن آبعاد سياسات البلاد عن الفدرالية العرقية والسياسات القومية العرقية قد يكون سببا لتفكك الدولة الإثيوبية إلى عدد من الدول، بعد تجاهل دستور الدولة والقوانين الوطنية، حيث ذهب إلى القضاء على كل من اعتقد أنهم سيقفون فى طريقه ليكون الرجل القوى الجديد لإثيوبيا كما قال ان أمه كانت تقول أنه الملك السابع وفى احدى خطابه قال ان أثيوبيا عام ٢٠٥٠ سوف تكون أحد الروتين العظمتين

 

جائزة نوبل للسلام منحته فقط بعض التمويه لخداع المجتمع الدولى، للاعداد للحرب على تغراي، فبعد أن قام أبى أحمد بتأجيل الانتخابات، أجرى إقليم تيغراى انتخابات، فى سبتمبر الماضى فى تحد، حيث اعتبرت حكومة أبى أحمد أن تلك الانتخابات غير قانونية ثم صوت البرلمان الإثيوبى بعد ذلك على قطع الأموال من حكومة تيغرايان الإقليمية، وهى خطوة قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراى إنها تنتهك القانون والدستور وترقى إلى مستوى إعلان الحرب وفى أواخر أكتوبر الماضى، منعت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراى جنرالاً إثيوبيًا من تولى منصب فى تيغراي، وقد حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن هذه المواجهة يمكن أن تؤدى إلى صراع مدمر قد يؤدى إلى تمزيق الدولة الإثيوبية.

 

وفى عام ٢٠١٥، بعد الكشف عن خطة لتوسيع حدود العاصمة، أديس أبابا إلى أقليم أوروميا خرج الآلاف من شباب أورومو إلى الشوارع مطالبين بزيادة التمثيل السياسي، ووضع حد للخطة الرئيسية التى ترعاها جبهة تحرير تغراى والتى تمثل الحكومة الإثيوبيةالمركزية، وحاول تخفيف هذه الاحتجاجات من خلال القوة، إلا أن الاعتراضات نمت وأطلق أقليم أمهرة، احتجاجات تطالب بتمثيل ونفوذ سياسيين متناسبين، وبعد فترة حالة الطوارئ لمدة ١٠ أشهر التى فرضتها جبهة تحرير تغراي، تنازل رئيس الوزراء هايليماريام ديسالين، وتم اختيار آبى أحمد من قبل تحالف الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية الحاكمة، كرئيس للوزراء بسبب أصوله الأوروموية.

 

من المفترض أن السلام فى منطقة القرن الأفريقى المضطربة قد حدث بشكل مذهل فى ٥ يونيو ٢٠١٨ عندما وافق رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد على تنفيذ اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا على النحو المحدد فى اتفاقية الجزائر وبعد أسبوعين، رد الرئيس الإريترى أسياس أفورقى رسميًا بالمثل، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك وأعلن أن هدف حكومته الأساسى سيكون هو استقرار إثيوبيا، وواتفق على تأجيل الترسيم الفعلى على الأرض إلى وقت غير محدد.

 

فى غضون شهر أو نحو ذلك، زار الرئيسان عواصم بعضهما البعض، مما أسعد السكان وفى قاعة الألفية اجتمع الآلاف من نخب أديس أبابا لإعطاء أسياس استقبال حياته، مع صيحات مدوية من "إيسو! ايسو! " يتردد صداها فى القاعة، وقام بزيارة لسد النهضة الاثيوبى معلنا تضامنا مع إثيوبيا فى بناء السد وبعد ذلك بوقت قصير، عندما فتحت الحدود، جرت لقاءات عاطفية على طول الحدود بين إريتريا وتيغراي. هذا الحماس أصاب المجتمع الدولى بالذهول، ورحب الغرب بهذا التقارب، على أمل أن تتمتع المنطقة بسلام دائم يؤدى إلى نمو مستدام، كما أعرب الاتحاد الأوروبى عن أمله فى أن تجد مشكلة اللاجئين المستمرة التى غالبًا ما تصل إلى شواطئه دائمًا، بعد إعلان السلام، حيث كان يعتقد اعتقدت أن التجنيد غير المحددة المدة التى كانت السبب الرئيسى للنزوح الجماعى للشباب الإريترى ستنتهي، فكان الغرب مسرورًا لذلك.

 

وقد رحب الرئيسان ونخبة الأمهرة بحرارة بـ "معاهدة السلام" التى فهموا أنها تظل محصورة فيما بينهم فقط لغرض وحيد هو إنشاء تحالف الثلوث المظلم ضد تيغراى مع وجود استقرار إثيوبيا فى أذهانهم

وكانت نية الوسطاء من دول الخليج عملت بجدية لتعزيز الحفاظ على "السلام فى القرن الأفريقي"، كما سهلت لجنة نوبل النرويجية المسيرة إلى الحرب من خلال توفير غطاء لأبى أحمد، حيث قدمت الأمم المتحدة دون قصد العنصر الأكثر حيوية فى الاستعدادات للحرب من خلال الرفع المبكر لحظر الأسلحة المفروض على إريتريا، الذين لم يكن لديهم أدنى فكرة عما سيحدث قريبًا لتدميرهم تيغراى والتخطيط إلى حرب الأرض المحروقة والمجاعة الجماعية المتعمدة فيما يُعد هذا أسلوب تخطيطى للإبادة الجماعية كانت فى طور الإعداد.

 

 وهناك ثلاثة جوانب لهذه المأساة وهى أولاً، هيكل الثلوث المظلم ضد التيغراى كما احتفظ به "ميثاق السلام"، ثانياً، الجدول الزمنى للاستعدادات للحرب التى أصبحت ممكنة بفضل "سنوات السلام"، وثالثاً، الإبادة الجماعية الناشئة، مع استخدام المجاعة كاستراتيجية حرب والاغتصاب الجنسى للنساء لإخضاع شعب تيغراي.

 

كانت هناك ثلاثة كيانات رأت أن `` ميثاق السلام '' هو ما كان عليه حقًا فى اليوم الأول كفرصة نادرة جدًا حدثت مرة واحدة فقط خلال ٥٠ عامًا تقريبًا، حيث يمكنهم تشكيل تحالف استراتيجى كثلوث مظلم لشطيرة التيغراى بين اثنين من الأعداء الدودوين وهما إريتريا وأمهرة ثم القضاء عليها بحرب شاملة فى أذهانهم وهذه الحرب تهدف إلى القضاء على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراى وجيشها وتدمير البنية التنموية لتيغراى وأن تمحو الكثير من تراثها الثقافى وتقطيع أوصالها.

كانت الكيانات الثلاثة هى القوات الفدرالية بقيادة أبى أحمد ، والقوات الاريترية بقيادة إسياس رئيس إريتريا، وقوميو أمهرة، ولقد فهموا بحق أن هذا السلام يعنى الاحتفاظ به بينهم فقط، وأنه لا علاقة له بأصحاب المصلحة الرئيسيين، أى الجماهير الإريترية والتغارية، فعندما اندفع أبى إلى أسمرة فور وصوله إلى السلطة، ربما كان هذا الهدف المعادى للتغراى بعينه فى الاعتبار، لذلك عندما استقبل النخبة فى أديس أبابا أسياس استقبالًا صاخبًا مناسبًا لبطل قومى، كان كل ما رأوه فيه حليفًا يمكن الاعتماد عليه فى هذه المحاولة العدائية، وليس صانع سلام، ورد أسياس بلغة عدائية مفهومة تمامًا للتغراى، "انتهت اللعبة".

 

من الواضح أن هذا لم يكن السلام الذى كان يدور فى ذهن المجتمع الدولى المخدوع، حيث كان القوميون الأمهرة يخططون لحرب إبادة جماعية، لقد قاموا بالفعل بدورهم فى شطيرة التيغراي، لقد مر ما يقرب من ثلاث سنوات منذ أن أغلقوا جميع الطرق المباشرة الرئيسية التى تؤدى إلى تيغراى، وفصلوها فعليًا عن بقية إثيوبيا، يجب أن نضيف أنهم ما كانوا ليحاولوا ذلك أبدًا لو لم يتم طمأنتهم بأن تيغراى لن يتمكن أبدًا من الوصول عبر إريتريا، مما يجعل استراتيجية "شطيرة تيغراي" غير مرغوبة فحسب، بل قابلة للتنفيذ أيضًا.

 

فى "سنوات السلام" تلك، قاموا أيضاً بإعداد شعبهم للمواجهة النهائية، عقليًا وجسديًا، لقد قاموا بعمل ناجح فى تصوير تيغرى على أنه العدو الأول فى أذهان جماهير أمهرة، وهى حملة مهدت الطريق لهجوم شامل اليوم على تيغراي، لقد بدأوا بالفعل التطهير العرقى للتغريين من منطقتهم، حيث أُجبر عشرات الآلاف على الوصول فى نهاية المطاف إلى تيغراى، بينما آخرين عبر إلى السودان، قبل وقت طويل من الهجوم النهائي، إلى جانب الكراهية العرقية التى رعاها بعناية لسنوات، القوميين الإثنيين الامهرة بسبب الأسس المعادية للإمبريالية فى أيديولوجيتهم، فقد قدموا للجماهير أسبابًا ملموسة يمكنهم التعرف عليها بسهولة مع مناهضة الفيدرالية أو المركزية على المستوى الوطنى واستصلاح الأراضى على المستوى الإقليمي

 

فى ٤ نوفمبر ٢٠٢٠، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد وإدارته الحرب على تيغراى، وتفاقمت التوترات العرقية العميقة الجذور، بعد أن أبرم أبى اتفاقًا سياسيًا مع إريتريا وتشكل تحالف مع مليشيات الأمهرة العرقية والقوات الفيدرالية الإثيوبية للمساعدة فى خوض حربه فى تيغراى أقصى شمال إثيوبيا، وفرضوا تعتيمًا كاملاً على الاتصالات والإعلام، منذ ذلك الحين، قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت مواقع ثقافية ودينية، وارتُكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقا لتقارير دولية، هناك انتهاكات جنسية وعنف على نطاق واسع ضد النساء والفتيات، فضلا عن التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء للمدنيين فى المنطقة على يد تحالف القوات الإريترية الغازية مليشيات الأمهرة العرقية حيث تظهر مقاطع فيديو، القوات الإثيوبية وهى تطلق النار على رجال من التيغرايين العزل ويركلون أجسادهم من فوق منحدر

 

ذكرت وكالات إنسانية والامم المتحدة أن ٤.٥ مليون شخص فى الوقت الحالى بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة مع وجود مئات الآلاف فى خطر المجاعة. بالإضافة إلى ذلك، عبر أكثر من ١.٢ مليون نازح داخليًا وأكثر من ٦٠٠٠٠ مدنى الحدود إلى السودان خوفًا من الحرب.

 

حيث سيطرت ميليشيات الأمهرة والجيش الاريترى على أجزاء من غرب تيغراى، ويقول مسؤولون أمهرة إن جبهة تحرير تيغرى ضمت هذه المنطقة عندما وصلت إلى السلطة فى عام ١٩٩١، ويقولون إنها بحق ملك لهم وإنهم يعيدون الاستيلاء عليها، لكن المدنيين والمسؤولين التيغرايين نشروا بوسائل الإعلام الدولية تجاوزات الميليشيات التى تقوم الآن بالتطهير العرقى بطرد المدنيين التيغراى الذين يعيشون هناك بالقوة، والآن القوات التيغراية تشن حرب استنزاف، ولديها دعم شعبي، وكلما طال الصراع، زادت خطورة العواقب الإنسانية، وزادت عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل إثيوبيا، ومع غرق القوات الإثيوبية فى مستنقع تيغراى، تختمر الاضطرابات المستمرة منذ فترة طويلة فى مناطق أخرى من إثيوبيا، حيث ظهر العنف أيضاً فى أقليم أمهرة فى مارس الماضى على مدار ايام وأسفر عن مقتل أكثر من ٣٠٠ شخص، فى منطقة جيل تيموجا فى منطقة أورومو الخاصة باقليم أمهرة، ونجد إن تيغراى تعمل كنوع من تأثير الدومينو فى جميع أنحاء أثيوبيا فى نطاق حدودها المتعددة للصراع وضعت آبى أحمد فى موقف غير مؤكد، سواء فى الداخل أو فى الخارج.

 

وقد أصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع وهى كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بيانًا مشتركًا يطالبون بالانسحاب السريع وغير المشروط والقابل للتحقق للقوات الإريترية، كما دعا مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان القوات الأجنبية إلى الانسحاب من تيغراى وطلب إجراء تحقيق فى انتهاكات حقوق الإنسان المحتملة والتى وصفها وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين بأنها " أعمال تطهير عرقى "، كما أعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أخيرًا عن "قلقه العميق" بشأن الوضع الإنسانى فى تيغراي

 

وقالت الأمم المتحدة إنه لا يوجد ما يشير إلى مغادرة إريتريا. رداً على ذلك، أكدت إريتريا رسمياً وجودها فى تيغراى فى رسالة بتاريخ ١٦ أبريل الماضى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. فى ذلك، قالت إريتريا إنها "وافقت - على أعلى المستويات - على الشروع فى انسحاب القوات الإريترية وإعادة الانتشار المتزامن للوحدات الإثيوبية على طول الحدود الدولية" لكن كلا من المدافعين والخبراء يشككون فى خروج إريتريا بهدوء أو بسرعة، فهم يقحمون أنفسهم بشكل أعمق فى الجيش الإثيوبى وهيكل المخابرات، حيث أن اتفاق أبى مع إريتريا صيغ من هدف مشترك الرغبة فى سحق جبهة تحرير تيغراى الشعبية.

 

ومما لا شك فيه أن أبى أحمد يستخدم موضوع المليء الثانى لسد النهضة فى محاولة لإيجاد قضية خارجية تطغى على أبشع جرائم الإبادة فى تيغراى، وتساهم فى الاستقطاب السياسى لحزب الازدهار فى خوضه الانتخابات

 

أن تألق أبى أحمد كصانع سلام قد تلاشى، فهو يحاول الآن كسب الوقت ويحاول التعامل مع المجتمع الدولى ببطء وقد التقى السناتور كريس كونز مع أبى أحمد فى مارس الماضي، وأكد أبى احمد وجود القوات الإريترية، واعترف بارتكاب انتهاكات، وقال إن القوات الإريترية سوف تنسحب بعد ممارسة الضغوط من قبل الولايات المتحدة وقادة فى أوروبا وقاموا باستخدام هذا النفوذ وفرض عقوبات والتأثير على أبى أحمد بالضغط الاقتصادى الذى كان مهم بشكل خاص لوقف الابادة الجماعية، وان وقف المذبحة اصبح الشغل الشاغل لإيجاد حل سياسى

والحقيقة التى ترسخت هى أن الحرب على تيغراى دفعت إلى تبنى إمكانية الاستقلال، وتفكك الدولة الإثيوبية إلى عدد من الدول وأصبحت الحقيقة أنه "قد لا تعيش إثيوبيا كدولة موحدة" كما كانت قبل حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقى فى تيغراى مثلما حدث فى أستقلال إريتريا من قبل، أن دخول إثيوبيا فى حرب أهلية طويلة الأمد يمكن أن تجر المزيد من الجيران إلى الصراع كما يحدث على الحدود السودانية وتولد أزمات إنسانية وأزمة لاجئين أعمق

 

توصف اثيوبيا بأنها متحف الشعوب كونها تحتضن أعراق وقوميات مختلفة، حيث يتنوع سكان إثيوبيا تنوعا كبيرا، فتحتوى على أكثر من ٨٠ مجموعة عرقية مختلفة ونجد أورومو هى أكبر جماعة عرقية فى إثيوبيا، تمثل نسبة ٣٤.٤٪ من سكان البلاد ثم أمهرة تمثل ٢٧٪ من سكان البلاد، فى حين أن العرقية الصومالية ٦.٢٢٪ وتيغرى تمثل ٦.٠٨٪ من السكان والباقى يمثل المجموعات العرقية الأخرى.

منذ ٢٧ عام مضت قامت حكومة الجبهة الشعبية لتحرير إثيوبيا بتقسيم إثيوبيا إلى تسع مناطق حسب الأعراق وهم عفار، أمهرة، بنى شنقول - قماز، جامبلا، هررجي، أوروميا، أوجادين، الأمم الجنوبية، تيغراي، بالإضافة إلى ذلك هناك مدينتان ذواتا وضع خاص وهم أديس أبابا وديرى داوا، وتبلغ مساحة إثيوبيا الإجمالية١.١كيلومتر مربع ويقطنها أكثر من ١١٠ مليون نسمة نصفهم تقريبا من مسلمين ونصفهم أو اكثر من مسيحيين وهى الدولة الثانية فى إفريقيا بعد نيجيريا.