الأربعاء 8 مايو 2024

مشاهدة المواقع الإباحية.. خبراء: لا يمكن حظر ظهورها والحل في التنشئة السليمة

حجب المواقع الإباحية

تحقيقات26-6-2021 | 17:26

إسراء خالد

تتوغل مشاهدة المواقع الإباحية في حياتنا بشكل ملحوظ، والتي ينعكس سلبيًا على عقول الشباب، والتسبب في تراجع القيم الأخلاقية، والدينية لديهم، كما أن كثرة استخدامها والإقبال عليها، يجعل الأمر يبدو طبيعيًا وشائعًا، حتى تصبح عادة لدى الكثير؛ ليقضوا وقت فراغهم في تصفح تلك المواقع.

على الرغم من أن المواقع الإباحية ليس لها أي جدوى اقتصادية، أو اجتماعية، علاوة على أنها تتسبب في خراب المجتمع، إلا أنه يوجد صعوبة في حجب مثل تلك المواقع، وذكر النائب أحمد دياب، عضو مجلس النواب، أن المواقع الإباحية ورم خبيث تشعب في البيوت المصرية، في حين ذكرت الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع، أن المواقع الإباحية عالم مفتوح لا يمكن حظر استخدامه، أو إجبار الأشخاص على عدم الاقتراب منه.

تدني القيم الأخلاقية

في هذا السياق، قال النائب أحمد دياب، أمين سر لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، إن المواقع الإباحية تؤثر بشكل كبير على الشباب، خاصًة خلال وقت فراغهم، مما يهدر وقتهم فيما لا فائدة منه، والتسبب في تدني القيم الأخلاقية لديهم.

وأوضح دياب في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الشباب يلجأون إلى المواقع الإباحية، خاصًة خلال وقت الفراغ، بدلًا من قضاء ذلك الوقت في شيء يعود عليهم بالنفع، كممارسة الرياضة، أو تعلم شيئًا جديدًا، منوهًا إلى أن الأضرار التي تتسبب بها المواقع الإباحية تتنوع لتشمل التأثير على القوة الذهنية، والبدنية، والصحية، بالإضافة إلى تأثيرها سلبيًا من الناحية الاقتصادية.

تدمير العلاقات الزوجية

وأكد أن مشاهدة المواقع الإباحية تؤدي إلى إضعاف القيم الأخلاقية، والدينية لدى الشباب، فأصبح من النادر مشاهدة الشباب يذهبون إلى المساجد، مشددًا على أن مشاهدة المواقع الإباحية قد تتسبب في دمار العديد من العلاقات الزوجية، وانهيار كثير من الأسر نتيجة مقارنة ما يتم مشاهدته، بما هو كائن بالفعل، خاصًة أن تلك المواقع لا يقتصر استخدامها على الرجال فقط، بل تستخدمها النساء أيضًا، مما ينتج عنها مشكلات عدة.

وأشار إلى أن المواقع الإباحية أكثر استهدافًا للشباب، نظرًا لعدم امتلاكهم القدرة للسيطرة على نذواتهم ورغباتهم، ويجب حمايتهم من خلال حجب تلك المواقع، أو على الأقل فرض تكلفة اشتراك لمشاهدتها مثل ما تفعله بعض الدول، فليس جميع الشباب لديهم القدرة على الدفع من أجل قضاء الوقت في مثل تلك المواقع التي لا تجني أي فائدة.

سرطان خبيث

وشدد على أن في الدول العربية التي تحجب المواقع الإباحية يستخدم الشباب شبكة الاتصالات المصرية للدخول على تلك المواقع مما يعد عار علينا، مشيدًا بتجربة بعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية، في حجب تلك المواقع، خاصًة أن تكرار المشاهدة يرسخ العادة، ويجعلها شيئًا عاديًا، مما يهدد الأجيال القادمة، وافتقارها للأخلاقيات الدينية والمجتمعية.

جدير بالذكر أن النائب أحمد دياب، تقدم بطلب إحاطة لمجلس النواب بضرورة غلق المواقع الإباحية، والسيطرة على تلك النوعية من المواقع، التي وصفها بـ«الورم الخبيث».

تراجع القيم المجتعية

ومن جانبها، قالت الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المواقع الإباحية تؤثر بشكل واضح على تراجع القيم المجتمعية لدى الشباب، إلى جانب بعض العوامل التي ساعدتها على التمكن من السيطرة على الشباب مثل تراجع دور الأسرة، والمؤسسات الاجتماعية، والدينية التي تنقل منظومة القيم الأخلاقية، والمجتمعية للشباب، والنشء الجدد، وتعرفهم بها.

وأوضحت قدري، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن المواقع الإباحية ساهمت في تراجع القيم الأخلاقية لدى الشباب، مشددًة على أن وسائل التواصل الاجتماعي، وخلق عوالم جديدة تحظى بسقف حريات مرتفع، شهدت استخدام خاطئ من قبل الشباب، نظرًا لمقدار الحرية التي تتيحه لهم، واستغلاله بشكل خاطئ، مما ساهم أيضًا في تواجد خلل بالمنظومة القيمية.

وأشارت إلى أن انتشار استخدام المواقع الإباحية جاء بالتزامن مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي، والتوسع في استخدام السوشيال ميديا، والانفتاح على عوالم جديدة، من بينها المواقع الإباحية، وساعدت تلك العوالم في إحداث خلل بمنظومة القيم، مشددًة على أن منظومة القيم التقليدية كالأسرة والمدارس، تعرض أيضًا لنوعًا من الخلل في ممارسة دورها التوعوي، وغرس القيم المجتمعية والأخلاقية، مما ساهم في اختلال المنظومة القيمية، وتمكن تلك المواقع من عقول الشباب.

كل ممنوع مرغوب

وشددت على أن المواقع الإباحية عالم مفتوح لا يمكن حظر استخدامه، أو إجبار الأشخاص على عدم الاقتراب منه، خاصًة أن بعض المواد الإباحية تظهر بشكل عارض أثناء التصفح بشكل عام، فذلك العالم يتوغل في حياتنا، ولا يمكننا منع الشباب من الذهاب إليه، ولكن الحل يكمن في التوعية بما يجب، وما لا يجب، والحرص على التنشئة الاجتماعية والدينية السليمة، وليس من خلال المنع، فكل ممنوع مرغوب.

وأكدت قدري أن العالم الجديد الذي خلقته مواقع التواصل الاجتماعي ينطوي على جانب إيجابي كبير ينبغي الالتفات إليه، والاستفادة منه، مشيرًة إلى ضرورة تنامي دور المؤسسات الاجتماعية، والدينية، ودور الأسرة في إحياء القيم الدينية والاجتماعية، والأخلاقية، لدى الشباب وتوعيتهم.

اقرأ أيضًا:

أستاذ اجتماع: المواقع الإباحية عالم مفتوح لا يمكن منعه

برلماني: المواقع الإباحية تهدد بافتقار الأجيال القادمة للأخلاقيات الدينية والمجتمعية

«خبير»: الاقتصاد المصرى شهد حالة من الجمود قبل ثورة 30 يونيو

 

Egypt Air