الأحد 2 فبراير 2025

مقالات

السيسى فى العراق.. عبقرية التحرك المصرى

  • 27-6-2021 | 21:31
طباعة

السيسى أول رئيس مصرى يزور العراق منذ 30 عاماً.. فى توقيت دقيق.. وبمنطقة مضطربة وتحديات وتهديدات وأخطار غير مسبوقة تواجه أمة العرب.. لذلك فإن العلاقات بين مصر والعراق والأردن تظل نموذجاً للعمل والتضامن والكفاح العربى من أجل توحيد الصف ولم الشمل.. وخلق آفاق جديدة من التكامل والشراكة التى تحقق تطلعات الشعوب العربية لتظل زيارة الرئيس السيسى للعراق تاريخية.. وتؤكد عبقرية التحرك المصرى على مستوى مختلف الأصعدة وفى كافة الدوائر.

 

زيارة تاريخية.. وشراكة إستراتيجية

العلاقات المصرية العراقية الأردنية هى نموذج للعلاقات «العربية - العربية».. وايضا فى العمل العربى المشترك والتضامن والتكاتف.. سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين مصر والأردن.. أو مصر والعراق أو الإطار الثلاثى بينهم.. حتى وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة والشاملة.. وينتظر العواصم العربية الثلاث مستقبلاً يحمل آفاقاً رحبة فى كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى التاريخية للعراق بالأمس.. وكونها أول زيارة لرئيس مصرى لبغداد منذ ثلاثة عقود.. وهو ما يعنى أن الرئيس السيسي.. يتحرك بعبقرية فى إطار العمل العربى المشترك.. والتكامل والتكاتف والتضامن.. وتوحيد الصف ولم الشمل لمواجهة تحديات وتهديدات وأخطار غير مسبوقة فى منطقة مضطربة تموج بالمتغيرات الحادة والأطماع الإقليمية والتدخلات الخارجية والأجنبية فى الشئون الداخلية للدول العربية ومحاولات تهديد الأمن القومى العربى وفى القلب منه انتهاك السيادة والأمن المائى العربي.. وتنامى الأطماع فى الثروات والحقوق العربية.

قمة بغداد التاريخية سواء على مستوى الثنائيات حيث التقى الرئيس السيسى الرئيس العراقى برهم صالح أو رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى ورئيس مجلس النواب العراقي.. أو على المستوى المصرى الأردنى بقمة الرئيس السيسى والملك عبدالله الثانى أو على المستوى الثلاثى مصر والعراق والأردن جاءت فى غاية الثراء وعكست النوايا والإرادة الصادقة والقوية على التعاون والتكامل والعمل المشترك فى كافة المجالات سواء على صعيد الإطار الثنائى أو فى إطار الآلية الثلاثية بين الدول الثلاث والاتجاه نحو تنفيذ المشروعات الاستراتيجية المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى والسياسى والأمنى والتنسيق الثلاثى المشترك تجاه التحديات والتهديدات والأخطار فى المنطقة وأهمية تفعيل وإرساء الحلول السياسية الشاملة لإنهاء أزمات ومشاكل المنطقة.

القمة المصرية - العراقية - الأردنية تناولت كافة الموضوعات وناقشت كافة الملفات على جميع الأصعدة.. وأهم ما يميز هذه القمة وكونها تاريخية أنها جاءت فى توقيت دقيق فى ظل الحاجة إلى التكاتف العربى لمواجهة التحديات والتهديدات التى تستهدف الأمة العربية واستعرضت القمة أبرز القضايا والملفات وعلى رأسها الحقوق المائية العربية التى تتعرض للتهديد وهو ما يهدد الأمن القومى العربى وقد ثمن الرئيس السيسى موقف العراق والأردن لمصر فيما يتعلق بحقـــوقها المائيـــة وهــو ما يرتبط بالأمن القومى العربى وهو جزء من الحقوق المائية العربية بشكل عام وكذلك تأييد مصر للحقوق المائية للعراق والأردن فى مواجهة التحديات الماثلة أمامهما.. ولأن الحقوق المائية العربية مكون أصيل من مكونات الأمن القومى العربى وهو الأمر الذى يتطلب التنسيق والتعاون فيما بين الدول العربية للحفاظ على حقوقها.

الرئيس السيسى أكد على أهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة.. وأهمية التنسيق فيما بينهم فى ظل ما تشهده المنطقة من تدخلات أجنبية مرفوضة تسعى للهيمنة وتهدد الأمن القومى العربى وتستهدف الدول العربية وهو ما يتطلب العمل والتكاتف وتوحيد الصف العربي.

الشراكة الاستراتيجية بين مصر والعراق والأردن وما بينهم من روابط تاريخية وعلاقات قوية تحقق العديد من المكاسب سواء لصالح الشعوب الثلاث وأيضا الحفاظ وحماية الأمن القومى العربى وكذلك مواجهة التحديات والتهديدات فى المنطقة.

أيضا.. العرب فى أشد الحاجة إلى العمل معاً.. والاستفادة المشتركة من الثروات والموارد العربية.. وتوحيد الصف لمواجهة الأطماع والتدخلات الأجنبية.. وحماية حقوقهم المشروعة بما يعيد للأمة العربية قوتها ووحدتها فى مواجهة العديد من الأخطار.

التعاون الاقتصادى والاتفاق على تنفيذ المشروعات الاستراتيجية بين الدول الثلاث من أهم محاور القمة التاريخية.. وهناك فوائد ومكاسب ستعود على الشعوب الثلاث.. وما يؤدى إلى تعميق التكامل وتنشيط الاقتصاد والاستثمار والتبادل التجارى فى مواجهة تداعيات «كورونا» التى يمر بها العالم والتأكيد على أن مصر تضع امكاناتها الطبية لدعم أشقائها لمواجهة الحالة الوبائية الاستثنائية.

القمة التاريخية بين مصر والعراق والأردن تناولت كافة القضايا العربية.. وهموم وشواغل الأمة.. حيث أكد القادة الثلاثة دعم الشعب الفلسطينى للحصول على حقوقه المشروعة والإشادة بالدور المصرى فى وقف إطلاق النار والهدنة لوقف التصعيد فى غزة وإيقاف العدوان الإسرائيلى وجهود تثبيت الهدنة وأيضا بالمبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة.

مصر تواصل جهودها فى دعم القضية الفلسطينية ومواصلة هذه الجهود لاستئناف المفاوضات وجهود السلام مجدداً وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

فى الأزمة الليبية.. فإن مصر تسعى للتوصل إلى تسوية سياسية بناء على مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وقرارات الشرعية الدولية ودعمت مصر المفاوضات التى ضمت كافة الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة وصولاً لاتفاق لجنة الحوار الوطنى الليبى فى جنيف واختيار رئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسى ثم تشــكيل الحكـــومة المؤقتــة وهو ما يشكل فى مجمله خطوة مهمة على الطريق السليم.. لكن فى نفس الوقت هناك صعوبات لتحقيق الاستقرار المرجو دون إنهاء كافة التدخلات الخارجية فى ليبيا وضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة وأهمية استمرار احترام وقف إطلاق النار وصولاً للانتخابات الليبية فى ديسمبر المقبل.

الرئيس السيسى أكد بعدم امكانية حل الأزمة السورية عسكرياً وأن هناك حاجة لحل سياسى شامل ينهى العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية ويحقق المطالب المشروعة للشعب السورى فى ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة واستقلال الأراضى السورية وحماية مؤسسات الدولة من الانهيار وأن مصر داعمة لجهود التسوية السياسية لأزمة سوريا فى إطار عملية جنيف ووفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

هناك العديد من التحديات المشتركة التى تواجه مصر والعراق والأردن.. لذلك تتطابق وجهات النظر بين الدول الثلاث حول العديد من القضايا والأزمات والملفات سواء فى أهمية التعاون فى ملف مكافحة الإرهاب والتطرف وأيضا ترسيخ الحلول السياسية الشاملة لأزمات وقضايا المنطقة وكذلك التأكيد على الحقوق الفلسطينية المشروعة.. وأهمية إنهاء الأزمتين فى سوريا وليبيا عبر الحلول السياسية وعدم التدخل فى شئون الدولتين وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة وميليشيات الإرهاب والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية والسورية، أيضا التعاون والعمل العربى المشترك لمواجهة محاولات المساس بحقوق العرب وأمنهم المائى الذى هو جزء رئيسى ومكون أساسى من الأمن القومى العربى فالرئيس السيسى أعلن تضامنه مع حقوق العراق والأردن المائية.. وثمن موقفهما الداعم لحق مصر فى مياه النيل وجدد تأكيده على أن موقف مصر الثابت يقضى بضرورة التوصل لاتفاق قانونى وملزم وشامل ومنصف بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر لن تفرط فى حقوقها المائية.. وأن مياه النيل المتدفقة لمصر لن تنقص قطرة واحدة وأنها لا ترفض التنمية لاثيوبيا بل تؤيدها لكن بشرط عدم الإضرار أو المساس بحقوق مصر فى مياه النيل التى هى قضية وجودية للمصريين.

إن جوهر الشراكة الاستراتيجية بين مصر والعراق والأردن يرتكز على مبادئ نبيلة تجسد غاية وأهداف العمل العربى المشترك ويضرب الرئيس السيسى المثل والنموذج فى التحرك العربى وتوحيد الصف ولم الشمل لمواجهة تحديات وتهديدات غير مسبوقة.. وأيضا سعياً للتكامل العربى للوصول إلى التنمية المستدامة لصالح الشعوب الثلاثة.. والعمل معاً على إنهاء الأزمات العربية التى تشكل فى استمرارها تهديداً للسيادة العربية والأمن القومى العربى ومحاولات المساس بالحقوق والثروات والمقدرات العربية.

ما أعظمها مهمة يقودها الرئيس السيسى لتوحيد الصف العربى من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره.. وأمنه القومى ووحدة وسلامة أراضيه وثرواته وحقوقه.. والتصدى لكل التهديدات والأخطار ضد أمة العرب.

قمة بغداد التى جمعت بين مصر والعراق والأردن هى قمة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معانى خاصة أن انعقادها للمرة الثالثة يعنى وجود إرادة لدى الدول الثلاث لاستكمال وتنفيذ الشراكة الاستراتيجية والتكامل وتنفيذ المشروعات الاستراتيجية التى تحقق آمال وتطلعات الشعوب الثلاث.. والإدراك الحقيقى لدقة المرحلة والتوقيت فى حتمية التنسيق والتقارب لمواجهة تحديات وتهديدات ومخاطر فى منطقة شديدة الاضطراب وفى ظل أطماع إقليمية وتدخلات خارجية أجنبية تحاول انتهاك السيادة العربية والتدخل فى شئون العرب.. والمساس بحقوق وثروات الدول العربية.. لذلك فإننى أرى أن (القمة الثلاثية) هى نموذج للعمل العربى المشترك فى مضمونها ومكوناتها وأهدافها وتكاملها.. وتصب فى صالح الدول الثلاث وشعوبها.

زيارة الرئيس السيسى للعراق تجسد أننا أمام رئيس استثنائى لديه إيمان عميق بالتعاون والتكامل والعمل العربى المشترك لإعادة البعث وإحياء التضامن والتكاتف العربى فى مواجهة تهديدات وأطماع غير مسبوقة.

تحيا مصر

أخبار الساعة

الاكثر قراءة