بقلم – نهى عاطف
زواج الأقارب كارثة.. ودول العالم المتقدم منعته
المتابعة الطبية تحمي الأم والجنين.. والتقدم العلمى نجح فى إعادة الحلم
20% من السيدات يعانين من «الرحم المقلوب».. لكنه لا يمنع الحمل
«الأمومة» حلم كل فتاة منذ نعومة أظافرها وحق لا ينكره عليها أحد.. لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه فهناك أسباب قد تجعل الحلم بعيد المنال.
تقول الدكتورة نرمين فاروق استشاري أمراض النساء والتوليد: هناك عيوب خلقية تعوق الحمل منها الرحم الطفيلي إذا كان بنسبة كبيرة، ويمكن إعطاء أدوية لتحسين كفاءة الرحم، لكن تبقي نسبة احتمالية اكتمال الحمل من 3% إلى 4%، أما إذا كان الرحم الطفيلي بنسبة قليلة، فقد يحدث إجهاض متكرر حتى يتسع الرحم ويأخذ شكله الطبيعي، وبعد حدوث الحمل، نقوم بربط عنق الرحم.
وتضيف: هناك أيضاً عدم وجود مبايض، وهذا عيب خلقي تولد به السيدة فيكون لديها نسيج ليفي لا يفرز هرمونات ولا يحدث به تبويض، ولا تأتيها الدورة الشهرية.
وتتابع: هناك حالات تحتاج إلى التدخل الجراحي للمساعدة علي الحمل مثل حالات الحاجز الرحمي أو حالات الرحم ذى القرنين، حيث يحتاج القرنان لإجراء جراحة حتى يتناسب حجمهما معا، أو إذا كان هناك عيوب في قناة فالوب مثل الانسداد أو الضمور، وهو عيب مكتسب، فهنا نلجأ إلى إجراء جراحة تسليك أنابيب أو حقن مجهري إذا كان هناك استحالة في تسليك هذه الأنابيب .
وتنتقل الدكتورة نرمين من العيوب الخلقية إلى الأمراض الوراثية التي تعوق الحمل لتقول: من بينها أنيميا البحر المتوسط، فعندما تثبت التحاليل وجود المرض، يقرر الطبيب عدم حمل هذه السيدة، وإذا تم إجراء التحاليل بعد الحمل يتم فحص الأجنة قبل وضعها بالرحم عن طريق الحقن المجهرى، لتجنب انتقال المرض إلى الأجيال الأخري.
وتضيف: من الأمراض الوراثية، مرض الطفل المنغولي وهو لا يمنع حدوث حمل، ونحن كأطباء نتقبله لأنه طفل لا ذنب له في الحياة، وسبب المرض جين زائد، وليس شرطاً أن يكون الأب والأم منغوليين أو أحدهما، ولكن يمكن أن يكون من الأجداد، لأن هذا الجين له نسبة ظهور، فلا يحق للطبيب منع حدوث الحمل أو إجهاض الأم حتى بعد التأكد من أن الجنين يحمل الجينات الوراثية، وإمكانية ولادة طفل مصاب تكون مرتفعة عند السيدات اللاتي تجاوزن 35 عاما فهنا يتم عمل تحاليل بالدم وعمل سونار للتأكد من كون الجنين سليما.
وتكمل د.نرمين: لا توجد أمراض تمنع السيدة من الحمل إلا إذا كان هذا المرض قد يتسبب في وفاتها، ولكن مع تقدم العلم الحديث بات ممكنا تغيير صمامات القلب أو إدخال بالون لتوسيع شرايين القلب إذا كانت الأم تعاني من ضيقها،أما إذا كانت السيدة تعاني من أحد الأمراض السرطانية في أي من أجزاء الجسم المختلفة، فهنا يمنع الحمل لأن الجنين قد يتأثر من الإشعاع والكيماوي وأيضا لأنهما يضعفان مناعتها، ويمكن أن تحمل هذه السيدة إذا تعافت من المرض نهائياً، وأحيانا يتدخل الطبيب جراحيا لرفع المبايض بعيداً عن منطقة التعرض للإشعاع، إلي أن ينتهي العلاج، خصوصاً للفتيات الصغيرات.
وتحذر د.نرمين من زواج الأقارب لأنه يسبب عيوبا خلقية عديدة، خصوصا في العائلات التي بها عيوب في الجينات الوراثية.
وتضيف: السن المفضلة للحمل من الـ 20 حتي ال 35 عاما، ولا يستحب الحمل قبل أو بعد ذلك، ولكن يجب أن نواجه حقيقة ارتفاع سن الزواج في مجتمعنا المصرى.
وتنصح د. نرمين أية سيدة تريد أن يتم استمرار حملها بشكل سليم دون أية إعاقات أو مشاكل للجنين أو لها بالمتابعة الجيدة منذ الشهور الأولى وإجراء الفحوصات الشاملة قبل الزواج.
د. سهير عبدالعزيز محمد المندورى استشاري أمراض النساء والتوليد ترصد العلاقة بين مرض السكر والحمل قائلة: ارتفاع معدلات السكر لدي الأم فقد يؤدى لفقدان الجنين، وقد يتكرر الإجهاض إذا لم تحافظ الأم علي معدل السكر لديها.
وتضيف: الخطورة هنا ليست علي الأم فقط بل علي الجنين أيضا فمن الممكن أن يكبر حجم الجنين داخل الرحم أو تكبر رأسه بصورة غير طبيعية أو تحدث تشوهات ووقتها قد لا يتمكن الأطباء من معالجة هذه الحالة، وهذا يحدث كثيراً مع مرضي السكر أثناء فترة الحمل، ويمكن أيضا أن تزيد كمية الماء حول الجنين ،فلا تستطيع الأم تكملة الحمل أو قد يؤدى لوفاة الجنين.
وتستطرد: هذا في حال إذا كانت الأم لا تتابع بشكل جيد مع طبيب سكر متخصص، حيث بات ممكنا مع التقدم العلمي معالجة ارتفاع السكر بالأنسولين، للحفاظ علي حياة الأم والجنين.
وتنصح الدكتورة سهير مريضة السكر بالمتابعة الجيدة والمستمرة أثناء فترة الحمل منذ بدايته وحتي نهايته واتباع نظام غذائي سليم حتي لا تتعرض إلي أية أخطار هي وجنينها.
وتنتقل د.سهير إلي اضطراب الدورة الشهرية أو نزولها علي شكل نزيف قائلة: إن هذا أحد الأسباب التي تعوق الحمل.
وتضيف: عندما تتأخر الدورة الشهرية منذ البلوغ فترة تتراوح بين 3 إلي 6 أشهر إلى سنة، فمن المستحب إجراء السونار للاطمئنان علي الرحم والتأكد من عدم وجود تكيسات علي المبايض أو أورام صغيرة بالرحم سواء أورام ليفية أو أورام خارجة عن جدار الرحم، وفي حالة وجود أورام ليفية يتم التدخل الجراحي لحدوث الحمل.
وتتابع: في الماضي كان يتم إزالة الورم الليفي ومعه جزء كبير من جدار الرحم مما قد يؤدى إلي تأخر أو عدم حدوث الحمل أما مؤخراً فقد باتت هذه الجراحة تتم بسهولة ويحدث الحمل بعدها.
وتشير إلي أمراض أخري تعوق الحمل لها علاقة بجدار الرحم مثل وجود التهابات أو أورام أو أن يصاب جدار الرحم بمرض السل وهذا خطير جداً.
وتضيف: يوجد مرض آخر يسمي «كيلاميديا» يعيق الحمل تماماً ويؤدى إلي إصابة السيدة بالعقم وأعراضه هى نزول مياه بيضاء سواء كانت السيدة متزوجة أم لا، وإذا تم تجاهلها وإهمالها قد تتسبب في عقم تام، لأنه يسبب التصاق المبايض بجدار البطن وعلاج هذا المرض بسيط جدا ويحدث بعدها الحمل بصورة طبيعية.
وتنتقل إلى الرحم المقلوب الذى تعاني منه حوالي 20% من السيدات لتقول: إنه قد يتسبب في آلام بسيطة بالظهر، لكنه لا يعوق الحمل نهائياً.
وتضيف د. سهير: السمنة المفرطة تقلل من التبويض مما تعوق الحمل، وهذا يرجع إلي احتمالية وجود دهون علي الرحم ويتم العلاج بإنقاص الوزن بالرياضة أو اتباع نظام غذائي، ويحدث الحمل بعدها بصورة طبيعية .
ويقول د. نبيل فرج أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس: إن أمراض القلب كثيرة وليست مرضا واحداً.
ويضيف: هناك أمراض ممنوع على السيدة المصابة بها أن تحمل، وهناك أمراض بها نسبة خطورة مرتفعة، وأخري من الممكن للمصابة بها الحمل، بنسبة خطورة أقل.
ويفصل ما أجمله قائلاً: الأمراض التي يحظر معها حدوث حمل هي ارتفاع ضغط الدم، الشريان الرئوي الأولي، وأيضاً ضعف عضلة القلب نتيجة حمل سابق، أما الأمراض التي بها خطورة، ويمكن للسيدة المصابة أن تحمل معها، ولكن حسب شدة المرض فهي ضيق الصمامات، وإذا كان الضيق شديداً لا يسمح بالحمل إلا بعد علاج الصمامات بالبالون أو بالتدخل الجراحي، وأيضاً ارتجاع الصمامات، وعادة لا تحدث معه مشاكل خطيرة، وأيضا ارتفاع الضغط الطبيعي يمثل خطورة لأن الحمل يسبب ارتفاعاً أكثر في ضغط الدم، وهناك بعض السيدات يلجأن إلى الولادة المبكرة أو إنهاء الحمل بسبب ارتفاع ضغط الدم.
ويضيف د. نبيل أن هناك أمراضاً يندر حدوثها مع الحمل مثل قصور الشريان التاجي والذي يندر حدوثه في السن الصغيرة للسيدة أو انشقاق جدار الشريان التاجي أثناء الحمل، وهناك سيدات توفين بسببه، وإذا نجت الأم من الموت في هذا الحمل لا يفضل حدوثه مرة أخرى .
ويكمل د.نبيل: خطورة أمراض القلب تطال الأم والجنين معاً، والمتابعة الجيدة للأم المصابة بها مهمة جداً لعدم حدوث مضاعفات او خطورة على حياتها.
ويضيف: هناك بعض العيوب الخلقية تمنع حدوث الحمل مثل زرقان الأم، وهناك عيوب خلقية يتم علاجها جراحيا أو عن طريق القسطرة وبعدها يمكن السماح بالحمل.
وينصح د. نبيل ألا يحدث زواج الأقارب لأنه يسبب حدوث العديد والعديد من الأمراض، وليس أمراض القلب فقط ومؤخراً تم تحريم زواج الأقارب فى العالم بأكمله .