أعلنت وزارة الصحة التونسية اليوم عن انهيار المنظومة الصحية في البلاد مع امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء والتفشي المتسارع لجائحة كورونا.
وسجلت تونس مايقرب من 10 آلاف أصابة جديدة بفيروس كورونا ومايقرب من 134 حالة وفاة فيزيادة قياسية يومية منذ بدء الجائحة مع تزايد المخاوف من عدم تمكن السلطات التونسية من السيطرة علي الجائحة.
وكانت السلطات المحلية في تونس قد قررت في الرابع من يليوم الجاري منع حركة التنقل بين ولايتي سوسة والمنستير بدءا من اليوم الأحد الماضي.
ونقلت إذاعة "موزاييك" بلاغا مشتركا قرر فيه كل من والي سوسة، رجاء الطرابلسي، ووالي المنستير، أكرم السبري، منع التنقل بين الولايتين.
وأوضح البلاغ أنه يحظر حركة النقل من ولاية سوسة إلى ولاية المنستير ومن ولاية المنستير إلى ولاية سوسة خلال فترة الحجر الصحي الممتدة من 4 يوليو إلى 11 من الشهر ذاته.
وفي وقت سابق، قررت سلطات الصحة في تونس تطويق وعزل معتمدية غمراسن، بعد تزايد حالات الإصابة بـ"كورونا" فيها.
وقررت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية تطاوين فرض الحجر الصحي الموجه بالمعتمدية مع تطويق كافة مناطقها وعزلها وذلك ابتداء من يوم أمس السبت 3 يوليو وحتى يوم 11 من الشهر ذاته.
يذكر أن ولاية تطاوين كانت قد سجلت خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 172 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" ووفاة شخصين حاملين للفيروس.
وكانت الحكومة التونسية قد قررت تمديد ساعات حظر التجول ليلا، في مسعى لوقف الانتشار السريع لفيروس "كورونا"، بعدما سجلت البلاد رقما قياسيا في عدد الإصابات اليومية بالفيروس.
وفي سياق متصل عقد الرئيس التونسي، قيس سعيد، في الرابع من يوليو الجاري اجتماعًا طارئًا مع قيادات عسكرية وأمنية، في قصر قرطاج للنظر في الوضع الصحي الذي تشهده البلاد.
وذكرت الرئاسة التونسية في بيان أن "هذا الاجتماع خُصص للنظر في الوضع الصحي الذي تعيشه تونس، وأسباب التفشي السريع لجائحة كورونا، فضلًا عن الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد أن أثبتت الأرقام عدم نجاعة التدابير الاحترازية المعتمدة في الأشهر الماضية والتي لم تؤد لتحسن الأوضاع بل، على العكس، تسببت في مزيد من انتشار العدوى وارتفاع عدد الوفيات".
ومن جانبه، حث قيس سعيد على "التفكير مع كل المؤسسات المعنية في الدولة حول تصور جديد لمواجهة هذا الوضع"، مؤكدًا أن "المسؤولية الوطنية لا تقوم على الحسابات السياسية أو التنافس أو المبارزة، بل ترتكز على توحيد الجهود والإجراءات التي يتعين اتخاذها في الفترة القادمة، وأن هذا الاجتماع الطارئ لا ينافس أية جهة أخرى بل اقتضته المسؤولية الوطنية التي يجب أن تعلو على كافة الاعتبارات السياسية أو الحزبية الضيقة.
وشدد سعيد على أن "بلادنا في حالة حرب، وهو ما يستدعي تضافر كل الجهود ومشاركة أصحاب النوايا الصادقة".
وتم مناقشة العديد من المقترحات خلال هذا الاجتماع، ضمنها تقسيم أو ترتيب المناطق الموبوءة ترتيبًا تنازليًا، والتركيز على المناطق الأكثر تضررًا، لوضع حد لنسق تفشي العدوى، وذلك وفق المقترحات التي يتقدم بها المختصون في هذا المجال، حيث أن الرئيس التونسي شدد على أنه يجب أن تطبيق هذه المقترحات في إطار مختلف يراعي - لا فقط الجوانب العلمية- ولكن أيضا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.