قال أشرف غراب ، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بجامعة الدول العربية ، لشؤون التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن القيادة السياسية في مصر، عملت بعد ثورة 30 يونيو 2013 على جميع الأصعدة، بالتطوير والتحديث والتنمية، وبمعدلات متكافئةٍ غير مسبوقةٍ، وذلك فى جميع الاتجاهات لإيمانها القوى، بأن الصناعة والزراعة والتجارة والتسليح والأمن والاستثمار والدبلوماسية وغيرها، مفاتيح التقدُّم وفرض الكلمة والحفاظ على بنيان الدولة وشعبها من الضياع فى أعتى النكبات والأخطار المحدقة بالبلاد والعباد.
أضاف غراب في تصريحات صحفية، أن مكامن القوة لم تكن يومًا لأى بلدٍ فى نظامه التسليحى فقط، أو الاقتصادى فقط، أو الزراعى فقط، أو الصناعى فقط، بل إنها تُشكل معًا أجنحةً مترابطةً تتشابك جميعاً لخدمة هدفٍ واحدٍ؛ هو سلامة ومتانة وصلابة الدولة، وصوتها النابض بوزنها وثقلها ووضعها بين بلدان العالم، لذا لا يستقيم التقدُّم فى مجالٍ وترك آخر بحجة أنه يأتى لاحقًا أو متأخرًا أو ليس من الأهمية بمكان، وهو ما خططت مصر في عهد الرئيس السيسي لإلغائه من قاموس سياستها القديمة فى العهود البائدة، والأنظمة المُترهِّلة، التى اهتمت بالصناعة تاركةً الزراعة، أو بالتسليح ناسيةً الغذاء.
أوضح غراب ، أن التحديات كانت أكبر من مجرد آراء تُكتب وألسنة تتحدَّث ولا تُدرك حجم ما يُبذل من أجل أن نقف صامدين تجاه ما يُحاك ضد مصر من مؤامراتٍ، ولكن حمدًا لله، استطعنا بالفعل الوقوف على خطٍ متوازٍ ومتوازنٍ بكل القطاعات على حدٍ سواء ، موضحا أنها لسعادة غامرةٌ نعيشها اليوم وغدًا، بعد أن أعلنت بعض الوزارات مؤخرا عن تحقيقها الاكتفاء الذاتى لبعض السلع الأساسية والضرورية والحيوية، التى كانت ماضيًا مسار ضعفنا وانهزامنا معنويًا، وأيضًا محل اهتزازنا محليًا وإقليميًا ودوليًا، نظرًا لاحتياجنا الشديد إليها لتستمر الحياة، حيث كنا المستورد الأول لها، والأكثر استهلاكًا منها .
تابع غراب ، لكن إرادة الله أن يقيض لمصرنا رجالًا صدقوا النوايا، وأخلصوا السريرة، وفعلوا أكثر ما تحدَّثوا، فرأينا اكتفاءً ذاتيًا فى القمح والأرز والأسماك والموالح والخضراوات والدواجن والطيور والبيض والبترول والكهرباء، وعدِّد ما شئت من السلع والخدمات، بل إننا أصبحنا من أكبر المصدرين لها، والمطلوبين بالأسواق العالمية والإقليمية، وهو ما يُحسب للقيادة السياسية الحكيمة، بقيادة الرئيس السيسى وحكومة المقاتلين، وأيضاً شرفاء مصر من رجال الجيش والشرطة الذين سخَّروا طاقاتهم وإمكانياتهم، بل وفرضوا الأمن الذى يدفع بالتنمية قُدمًا للأمام، والشعب الذى تحمَّل ليرى دولته العتيقة من جديد، وهى تصنع مجدها وتبنى عراقتها وتفرض كلمتها وسيادتها وقرارها على الجميع.
أشار غراب ، أن قديمًا قالوا "مَنْ يملك غذاءه، يملك قراره"، وهو ما نُشاهده الآن بوضوحٍ فى مواقف جمَّة، وأزمات طاحنة، فعندما تقف مصر فى وجه إسرائيل وتُوقف شلالات الدماء عن أشقائنا فى فلسطين، وعندما تجد مصر تمد يد العون لأمريكا والصين والهند، وتقدم مساعدات لقارتها وأشقائها العرب، ولها موقف حازم من قضايا محيطها العربى فى ليبيا وسوريا واليمن ولبنان والعراق، اعلم أنها عادت شمسها الذهب لتسطع على الأرض من جديد، لأننا نملك غذاءنا، ولدينا صوتنا وقرارنا، ولا نُريد من أحدٍ اختبار قوتنا، لأننا نرعى السلام من منطق القوة.