أظهرت دراسة جديدة أن الملايين من جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 معرضة لخطر التخلص منها شهريا داخل الدول الفقيرة بسبب صعوبات في إدارة اللقاحات، وفقا لصحيفة /الإندبندنت/ البريطانية.
وبينما أبدى القائمون على الدراسة ثقتهم في توافر إمدادات كافية بحلول نهاية العام الجاري لتحصين 2ر3 مليار شخص من ذوي الأولوية على مستوى العالم، فقد أعربوا عن قلقهم حيال معاناة العديد من الدول من أجل طرح جرعاتها بسبب مشكلات لوجستية وتردد البعض في أخذ اللقاحات.
وأشار التقرير - الذي أعده تحالف الأمن الصحي العالمي - إلى أنه بشكل عام ستحتاج 92 دولة فقيرة في العالم إلى زيادة "قدرتها الاستيعابية" -القدرة على تلقي الإمدادات ثم إدارتها من خلال أنظمتها الصحية- من 170 مليونا إلى 410 ملايين جرعة شهريا بحلول نهاية 2021.
وذكر التقرير أن العديد من الدول اضطرت إلى إتلاف الجرعات منتهية الصلاحية، بينما تكافح دول أخرى لتطعيم شعوبها وسط تزايد التردد حيال الحصول على اللقاح، وثمة مخاوف حيال تزايد هذا الهدر مع ارتفاع عدد الجرعات التي يتم تسليمها إلى الدول الفقيرة طوال عام 2021.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور جابرييل سيدمان، مدير السياسة في معهد إليسون للطب التحويلي، أحد مؤلفي الدراسة، أنه "إذا لم تتم معالجة تحدي القدرة الاستيعابية، فإننا نخاطر بإهدار الملايين من جرعات لقاح كوفيد التي من المقرر تسليمها إلى الدول التي تحتاجها خلال الأشهر القادمة".
وأضاف " لقد رأينا بالفعل دولا في جميع أنحاء العالم تتخلص من الجرعات منتهية الصلاحية، فهي غير قادرة على إدارة إمداداتها قبل تاريخ انتهاء الصلاحية وسيصبح هذا أكثر حدة مع زيادة الإمدادات المقدمة".
ووفقا للتقرير، تخلصت ملاوي في مايو الماضي مما يقرب من 20 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا، وفي يونيو، دمر جنوب السودان 59 ألف جرعة وأعاد 72 ألف جرعة إلى مرفق /كوفاكس/ لتوزيع اللقاحات.
ولم تتمكن جمهورية الكونغو الديمقراطية من استخدام نسبة كبيرة من ال7ر1 مليون جرعة من أسترازينيكا التي تلقتها عن طريق كوفاكس واضطرت إلى إعادة توزيعها.
وتشير إحصاءات إلى أنه تم استخدام 58 مليون جرعة لقاح في إفريقيا (3 % فقط من السكان) من إجمالي أكثر من 170 مليون جرعة حصلت عليها القارة.