كتبت - زينب عيسي
أصدرت دار شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ رواية «تحت غطاء الرَّب» للروائية والقاصة العراقية المقيمة في ألمانيا " نهاية إسماعيل بادي.
الرواية تقع في 92 صفحة من القطع المتوسط، كُتبت بجُرأة في مضمونها ومهنية رمزية في أسلوبها، لتعرِّي خبايا نفوس بعض الرجال فاضحة نوازعهم ونزواتهم المختبئة تحت جبَّة العبادة رغم توحدهم الروحي ومناداتهم بحُسن النوايا والطيبة والرحمة، متسللة بذلك إلى أعمق وأدقّ مسامات أسرار نفوسهم المختبئة وراء مسميات كثيرة، منها الطاعة، وأخرى العبادة وتطبيق الشريعة، في حين نجد داخلهم يئن بالنزوة والخديعة، وكثير من الناس لا يدركون هذا ، أو يخشون التصريح به على الملأ.
وهناك... في عمق الأحداث نعثر على المفاجأة، الصدمة الدرامية التي بُنيَ على أساسها صرح وهيكل الرواية، تلك التي تجعل القارئ يلعن زمانه، وربما مكانه الذي وُلِد فيه، الأرض الطيبة التي حملته وعلى كتفها رفعته، لِما للإنسان من شرور وغرور غير واضحين، مختبئين في أعماقه لتأتي صاحبة الرواية فتجسِّد لنا ما لم نره نحن وضح النهار، وهنا تكمن العبرة، الحكمة والدلالة.
كل ذلك جاء من خلال جمال النص، وروعة الموعظة في نسيج درامي ببلاغة محددة بكلمات لا تزيد عن حدها ولا تنقص، فانتهجت "نهاية إسماعيل بادي" أسلوبي الاختزال والاختصار سعيًا إلى هدفها، ذاهبة إليه مباشرة كالسهم المنطلق، فهي تعرف بالضبط ما تريد إيصاله للمتلقي، هذا جعل الكثير من النصوص الداخلية تميل إلى الرمزية بتكثيف شيق غير سهل، ليستوجب التركيز الحاد أثناء القراءة والمتابعة، وقتها فقط يتعرف المتتبع سير الأحداث، وما مقصود هنا وهناك من إشارات لن يجدها طافحة على السطح مطلقًا، إلا إذا حاول الغوص لأعماق سحيقة تصل غالبًا قاع النص، وقتها سيجد ضالته .