الإثنين 6 مايو 2024

ياريت

مقالات26-9-2021 | 19:50

دورالأسرة في الحفاظ على بيت الزوجية

اعتدنا فى الماضي على سماع بعض الجمل من أهل الزوجة عندما تغضب من زوجها وتذهب لبيت أهلها مثل "الست مالهاش غير بيت زوجها"، "معندناش بنات تطلق"، "بيتك وأولادك اولى بيكي".....إلخ.

أما الآن للأسف تم استبدال هذه الجمل بعبارات كفيلة بأن تؤدي لانهيار أي أسرة مثل "ولا يهمك انتى ببيت اهلك"، "ولا تسألي فيه"، "اطلقي وهنزوجك سيد سيده"...إلخ

 

الغريب أن الأهل لا يكلفوا أنفسهم عناء دراسة المشكله ومعرفة من المخطئ وسؤال الطرف الآخر، وهو الزوج، فى محاولة منهم للنصح والإصلاح وكأن ابنتهم ملاك لا يخطئ أبداً، وهم يرون بذلك بأنهم يقومون بحماية ابنتهم وتقديرها من وجهة نظرهم طبعا، فهم يرون أنهم يجب عليهم نصرة ابنتهم سواء كانت مخطئة أو على حق فكل ما يشغلهم معاقبة الزوج وكسر أنفه أمام زوجته لكي يعرف قيمتها، وهم بذلك لا يدركون أنهم يشاركون فى ارتكاب جريمة بشعة ألا وهي خراب بيت وأسرة وتشريد أطفال، وانهيار مجتمع بأثره.

 

وبمقارنة بسيطة لموقف الأهل بالماضي كنا نجد الأب والأم يسمعون المشكلة من ابنتهم ثم ينصحونها بأن تحافظ على بيتها وزوجها وأولادها، ولا يعيبون فى زوج ابنتهم أمامها أبداً ولكن يستدعون الزوج على انفراد ويسمعون منه أيضا، وفى حال وجدوه مخطئا يوجهون له النصح أيضا ويأمرون ابنتهم بالإنصراف معه إلى بيتهم وفى الغالب يطالبونهم بعدم إفشاء أسرار بيتهم ومشاكلهم مرة أخرى أمام أسرهم، وضرورة حل هذه المشاكل داخل جدران منازلهم حتى لا تزيد المشاكل وتؤدي لانهيار الأسرة وضياع الأبناء، ولهذا السبب كنا نرى أن نسب الطلاق بالماضي كانت ضئيلة جدا، ولكن الآن نسب الطلاق وصلت لما يقارب نصف عدد الزيجات السنوية تقريبا أي أن من كل مائة حالة زواج يحدث ما يقارب خمسين حالة طلاق، وهذه أرقام مرعبة، بل ما يزيد الأمر رعباً هو أن الخمسين الزيجة الأخرى نجد منها ما يقارب الثلاثين يعيشون أغراب تحت سقف بيت واحد لمجرد الحفاظ على الشكل الاجتماعي فقط، معتقدين أنهم بذلك يستطيعون الحفاظ على نفسية أولادهم، ولا يعلمون أنهم بذلك يدمرون نفسية أطفالهم بشكل أكبر لأن الأطفال يشعرون بكل ما يجرى حولهم ويشعرون بالعلاقة المرتبكة بين الأب والأم مما يجعلهم معقدين نفسيا وغير أسوياء.

 

وفى الحقيقة أرى ضرورة اهتمام جميع المثقفين والإعلاميين والجهات المعنية بالدولة بدراسة هذه المشكلة وإيجاد الحلول لها؛ حتى نخلق جيلاً يستطيع أن يستكمل مسيرة التنمية ويحافظ على وطنه ويشعر بالانتماء، فيجب عمل ندوات تثقيفية للمقبلين على الزواج، وأيضاً إصدار بعض المواد الدراسية التى من شأنها توعية الشباب وتعريفهم بمسئوليات وأعباء الزواج وقدسيته وحقوقهم وواجباتهم حتى نخلق أجيالا متزنة نفسياً.

فى النهاية دعونا نسترجع عنوان مقالي ونقول "يا ريت الأهالي ينصحوا بناتهم بالحفاظ على بيوتهن.. وينصحون أولادهم بتحمل المسئولية وأن يكونوا رجالا قادرين على احتواء زوجاتهم وأولادهم".

Dr.Randa
Egypt Air