الجمعة 24 مايو 2024

«أبو القراء».. حنجرة ذهبية قادت دولة التلاوة المصرية للعالمية

27-5-2017 | 23:35

كتب: خليل زيدان

يعد الشيخ محمد الصيفي، من الحالات الفريدة في دولة تلاوة القرآن، بعد أن أطلق عليه عدة ألقاب ، أشهرها «أبوالقراء»، «القارئ العالم»؛ خاصة أنه لم يعتمد على جمال صوته فقط، وإنما كان باحثا في كتاب الله، مظهرا لجمال وجلال آياته.

ولد الشيخ محمد الصيفي، بقرية البرادعة بالقليوبية عام 1885، وحفظ القرآن على يد شيخه عبده حسين، ثم رحل إلى القاهرة وعمره 9 سنوات؛ ليتلقى القراءات على يد الشيخ عبدالعزيز السحار.

التحق «الصيفي» بكلية الشريعة والقانون؛ ليتخرج فيها مؤهلا للقضاء الشرعي، لكنه اختار مجال التلاوة، الذي فتح له الطريق ليكون من القراء الأوائل في مصر، والعالم العربي، وكان ضمن القراء الذين افتتحوا الإذاعة المصرية، وتناوبوا التلاوة فيها.

عاش الشيخ «الصيفي»، حياته في منطقة العباسية، قارئا في مسجد السيدة فاطمة النبوية، وكان يذهب للتلاوة بمسجد الحسين، حتى استحسنوا صوته، وتم تعيينه قارئا دائما لمسجد الإمام الحسين، عام 1942.

عرف عن الشيخ حبه لزملائه، فأنشأ لهم رابطة «تضامن القراء»، وتولى رئاستها، ولبى كل مطالب القراء.

كان «الصيفي» من علماء الأزهر البارزين، ولم يقتصر دوره على الحفظ والتلاوة، بل تعمق في التفقه في آيات القرآن، وأصبح ضليعا في علومه، وكان صاحب موهبة فذة، وعلى علم بما يتلوه من آيات.

لمع اسم الشيخ محمد الصيفي، في العصر الذهبي لدولة التلاوة، بجوار الشيخين محمد رفعت، وعلي محمود، وكان واحدا من أربعة قراء أحيوا مأتم الزعيم سعد زغلول، إلى جوار: أحمد ندا، محمد رفعت، محمود البربري.

وللشيخ محمد الصيفي، مواقف لا تنسى، منها رفضه التلاوة في القصر الملكي، عندما أرسل له الملك فاروق؛ لإحياء ليالي رمضان بالقصر، فاعتذر الصيفي لمبعوث الملك، وقال له: «صحتي لا تساعدني.. ومولانا يستطيع سماعي جيدا عبر راديو الإذاعة».

وكان الشيخ محمد الصيفي من القراء القلائل، الذين سجلوا تلاوتهم لإذاعات «صوت لندن» و«موسكو»، و«برلين».

ولا يعرف كثيرون أن للشيخ محمد الصيفي، ولدين أخذا طريقا مغايرا له، فالأول هو المخرج الكبير حسن الصيفي، والثاني هو محمود الصيفي، الذي عمل مساعدا في الإخراج السينمائي مع شقيقه، وكانت زوجة الشيخ هي شقيقة الممثل والكاتب والمخرج الكبير إبراهيم عمارة.