ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره اليمني الدكتور معين عبد الملك، اليوم الأحد ، بمقر مجلس الوزراء، جلسة مباحثات موسعة، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، بحضور وزراء البترول والثروة المعدنية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولي، والصحة والسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وضم الوفد اليمني كلا من وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والاتصالات وتقنية المعلومات، والنفط والمعادن، والنقل، والصحة العامة والسكان. كما حضر المباحثات عدد من مسئولي البلدين.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالإعراب عن إدانة مصر للهجوم الإرهابي الذي استهدف اليوم موكب محافظ عدن ووزير الزراعة، مقدما خالص العزاء لشعب وحكومة اليمن في ضحايا الحادث.
من جانب آخر، أشاد مدبولي بعمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تربط مصر واليمن، مؤكداً في هذا الصدد على ثوابت الموقف المصري تجاه القضية اليمنية، والذي يرتكز على دعم الحكومة الشرعية، ودعم وحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها.
وأكد الدكتور مصطفي مدبولي أن مصر تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الأمثل للأزمة اليمنية، وترفض محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة، كما ترفض محاولات المساس بحرية وأمن الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب، وتشدد على ضرورة عدم المساس بهذا الشريان الملاحي الحيوي الذي يؤثر على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، مؤكداً في هذا الصدد، حرص مصر على تنسيق الجهود بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في عملية تأمين الملاحة عبر مضيق باب المندب.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الوزراء خطورة تداعيات الخزان النفطي العائم "صافر"، الذي يشهد تسريبات نفطية على مدار الأعوام الستة الماضية بشكل يهدد البيئة والملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مشدداً على ضرورة حشد الجهود لمواجهة هذه الكارثة البيئية، معرباً عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الفني اللازم في هذا الشأن.
وأشار الدكتور مصطفي مدبولي إلي أن مصر تدعم كافة الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية بما يضمن وحدة وسيادة واستقلال اليمن، ويلبي طموحات الشعب اليمني وينهي معاناته الانسانية، وفقاً للمرجعيات الأساسية للأزمة، والتي تتمثل في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني عام 2013، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216، هذا بالإضافة إلى دعمها لجهود المبعوث الأممي لليمن من أجل التوصل لحل سياسي شامل.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن مصر رحبت بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، تنفيذاً لاتفاق "الرياض"، برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما أنها ملتزمة بدعم الحكومة اليمنية، للقيام بواجباتها الوطنية تجاه الشعب اليمني الشقيق، ودعمها للجهود السعودية لتنفيذ كافة بنود "اتفاق الرياض"، كخطوة هامة في إطار التسوية السياسية الشاملة، فضلاً عن ترحيبها بالمبادرة السعودية الأخيرة لحل الازمة اليمنية، والتي تم الإعلان عنها في 23 مارس 2021
.
وأشار رئيس الوزراء إلى مواصلة مصر تقديم كافة أنواع الدعم الممكن للحكومة اليمنية، بما في ذلك الدعم الفني، والتدريب، وإعداد الكوادر اليمنية في مختلف المجالات، فضلاً عن دعمها للمواطنين اليمنيين الأشقاء على الصعيد الإنساني، هذا بالإضافة إلى تقديم معاملة متساوية لليمنيين في مصر اسوةً بأشقائهم المصريين في الخدمات التعليمية والعلاجية.
من جانبه، أشاد رئيس وزراء اليمن بعلاقات التعاون والأخوة التي تربط مصر واليمن، مؤكداً أن اليمنيين يدينون لمصر بمفهوم الدولة الحديثة، والدعم الذي قدمه دوماً الأشقاء في مصر إلى اليمن وشعبه.
وأكد الدكتور عبد الملك أن الحكومة اليمنية تؤدى دورها وسط ظروف داخلية وإقليمية بالغة الصعوبة، وتعمل جاهدة على تلبية تطلعات اليمنيين في الحياة الكريمة، بعيداً عن التدخلات الأجنبية، من أجل الحفاظ على القرار اليمنى، ووحدة وسيادة الدولة اليمنية.
وتطرق رئيس الوزراء اليمنى إلى ملفات التعاون المقترحة مع مصر في مجالات البترول والغاز والكهرباء والاتصالات، لا سيما الاستفادة من تجربة مصـــر الناجحة في تطوير قطاع البريد، بالإضافة إلى مجالات الصحة والنقل البحري والجوي والتعليم.
كما أكد رئيس وزراء اليمن على الأهمية البالغة لإيجاد حل عاجل وسريع لمشكلة خزان صافر.
في ذات السياق، استعرض الوزراء اليمنيون، كل فيما يخصه، موضوعات التعاون المقترحة مع مصر، والتي تمثلت بالأساس في الاستفادة من خبرات مصر في مجال التدريب وبناء القدرات، وكذا استغلال الموارد اليمنية في قطاعات البترول والغاز، في ضوء النجاحات التي حققها قطاع البترول المصري، والتي يرغب الجانب اليمنى في الاستفادة منها.
وأكد الوزراء اليمنيون على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة في مجال النقل، ودعوة الشركات المصرية للمساهمة في إعادة هيكلة وتطوير الموانئ اليمنية، فضلاً عن تطلع اليمن للاستفادة من التجربة المصرية الفريدة والرائدة في تطوير الريف المصري (حياة كريمة).
كذلك فقد توجه وزير الصحة اليمنى بالشكر إلى الدكتورة هالة زايد، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، على دعمها القوى لليمن، والذي أثمر عن إرسال مساعدات دوائية عربية ومصرية للدولة اليمنية.
كما أعرب الوزير اليمنى عن تطلع بلاده للاستفادة من الخبرات المصرية المتميزة في مجال العلاج للحالات الحرجة.
من جانبهم، أكد الوزراء المصريون على توجيهات القيادة السياسية بتقديم كل الدعم الممكن للشعب اليمنى، وحرصهم على التوصل إلى اتفاقات حول جوانب التعاون المختلفة خلال اجتماعاتهم الثنائية مع نظرائهم اليمنيين غداً.