ذكرت صحيفة "الأهرام" أنه في ظل الأزمات العالمية الراهنة، لا بديل أمام الدول إلا بتعظيم استثمار وإنتاجية مواردها الطبيعية والصناعية، وتعزيز إمكانات اعتمادها على ذاتها بشكل ربما شبه كامل، بعدما هددت الأزمات العالمية المتتالية، وما أحدثته من اضطرابات في الأسواق وسلاسل الإمداد، بتعريض الدول لانتكاسات وصدمات مفاجئة، فرضت عليها الاستعداد للأسوأ، والتعايش مع ما يشبه الحياة على جزر منعزلة، وهذه الأزمات تنعكس أول ما تنعكس على قطاع الأمن الغذائي، الذي يعد أولى أولويات الأمن القومي للدول.

وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ تحت عنوان "تنمية الثروة السمكية والحيوانية"- أن ذلك كان أحد الأسباب التي دفعت الدولة المصرية -في إطار الاستشراف المبكر من جانب القيادة السياسية- إلى التركيز على زيادة الاعتماد على الذات، حتى في أشياء قد يتصور البعض أنه يمكن توفير بدائل لها، أو سد حاجتنا منها بالاستيراد من الخارج، مثل الثروة السمكية والحيوانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في مجال الثروة السمكية، جرى افتتاح مشروع الأقفاص السمكية البحرية بمنطقة شرق التفريعة بمحافظة بورسعيد، وتم تطوير بحيرة البردويل بشمال سيناء، ومشروع الاستزراع السمكي شرق القناة بمحافظة الإسماعيلية، وإنشاء مركز الأبحاث والتطوير بمشروع الاستزراع السمكي المتكامل بمحافظة كفر الشيخ، وجرى استزراع التونة الزرقاء بمنطقة جرجوب غرب مرسى مطروح، أما في مجال الثروة الحيوانية، كان التوجيه بالاهتمام بتنمية الثروة الحيوانية ذات الإنتاجية العالية، والتوسع في برنامج السلالات عالية الإنتاج من اللحوم، بالتكامل مع المشروع القومي «حياة كريمة».

وبيَّنت صحيفة "الأهرام" أنه ولأجل تنمية موارد مصر من هاتين الثروتين، جاء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، والذي أكد فيه الرئيس أهمية توفير الإمكانات اللازمة لتعزيز منظومة تنمية الثروة السمكية وتعظيم مخزون مصر منها، وجرى استعراض استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية التي تقوم على تطوير السلالات المصرية بالتهجين مع السلالات العالمية، وإنشاء منظومة متكاملة من البنية الأساسية الخاصة بالإنتاج، والاعتماد على أحدث الأساليب الخاصة بمراكز التلقيح الصناعي، إلى جانب خطوط التحسين الوراثي، وتطوير مراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية.

واعتبرت الصحيفة أن ذلك يلفت الانتباه إلى أمرين أساسيين: الأول، انخراط الرئيس شخصيا في متابعة أدق التفاصيل الخاصة بتعظيم موارد وثروات مصر في مختلف المجالات، وثانيا، أن هذه المتابعة التفصيلية من القيادة السياسية تجعل المواطن أكثر وعيا بشئون بلاده، وبمعاني العمل والإنتاج، فلا يستمع إلى منصات المعادين الذين تفننوا في الهدم دون البناء، وذلك هو الحائط الاستراتيجي الأساسي لحماية الأمن القومي المصري.