قال المهندس جمال عسكر خبير قطاع السيارات و رئيس لجنة الصناعة بنقابة المهندسين، إن الرقائق الإلكترونية هي عبارة عن "computer chips " شرائح تستخدم في أجهزة الكمبيوتر؛ وتتميز هذه الشرائح الإلكترونية رغم صغرها أنها قادرة على استيعاب ملايين القطع الإلكترونية ضمن حيزٍ صغيرٍ وأداء عالي مما جعلها عنصرًا هامًا يدخل في مختلف الصناعات الإلكترونية الحديثة، والمواد الخام لهذه الشرائح أصبحت ضئيلة جدا في العالم وغير متوفرة.

وتدخل هذه الشرائح في عدة صناعات و ليس مجال السيارات فقط فنجد أن الشركات الكبرى في مجال الأجهزة الكهربائية مثل السيارات، تعمل بواسطة الرقائق الإلكترونية و بما أن هذه الرقائق أصبحت غير متواجدة ، وفي الفترة الحالية أصبحت جميع السيارات الحديثة و السيارات الكهربائية و السيارات ذاتية القيادة تعتمد في أدائها بنسبة 95% علي هذه الرقائق الإلكترونية ، و بالتالي فعدم وجود هذه الرقائق في العالم يؤثر تأثيرا سلبي علي عالم الصناعة و ليست صناعة السيارات فقط و لكن مجال صناعة الأجهزة الإلكترونية بشكل عام كالسيارات و الأجهزة المنزلية و غيرها، وبناء عليه فإن أسعار السيارات سيزيد بشكل ملحوظ و ستقل السيارات المعروضة في السوق.

وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" أن سبب هذه الأزمة أنه يوجد مصنع وحيد علي مستوى العالم  يقوم بصناعة هذه الرقائق الإلكترونية ، ويقع في دولة تايوان ويعتبر متحكم تحكم دائم في السوق العالمية في هذه الصناعة ولا يعطي سر هذه الصناعة لأى دولة، حتي أن الولايات المتحدة تعاني من ذلك بسبب أنها تقوم بتصميم الدوائر و تعطي هذه الدوائر مصممة لمصنع تايوان و هو يقوم بصناعة الرقائق بناءً علي المواصفات التي تعطيها له الولايات المتحدة و ذلك ليس في مجال السيارات أو الأجهزة فقط ، وإنما أيضا في مجال الأسلحة و خاصة الأسلحة المتقدمة التي تعتمد اعتماد كلي علي نظام الكمبيوتر في إدارة هذه المنظومة من الأسلحة علي مستوى العالم بتقنية أمريكية و صناعة تايوانية.

وختم حديثه قائلا "و بناءً على كل تم ذكره فإن المصانع الكبرى تأثرت بشكل كبير بسبب هذه الأزمة ،وخاصة في عالم السيارات حيث نجد أن كبرى شركات السيارات علي مستوى العالم بدأت في إغلاق بعض المصانع في الدول التي لا تتملك حجم مبيعات يغطي تكلفة الصناعة أو تكلفة الأيدي العاملة و الخامات المستخدمة ، و كل ذلك يؤدي بينا إلى انخفاض في صناعة السيارات و بالتالي زيادة أسعار السيارات زيادة كبيرة خلال الفترة القادمة".