السبت 4 مايو 2024

قصص الأنبياء.. قصة يوسف عليه السلام وحقد أخوته عليه (الجزء الأول)

قصة يوسف عليه السلام

دين ودنيا17-4-2021 | 14:04

إسراء خالد

حثنا الله عزوجل أن نتخذ من قصص الأنبياء عبرة لنا، ونتعلم منهم الكثير من الخصال الحميدة، فهم أكثر من تعرضوا لابتلاءات واختبارات، وحياتهم مليئة بالأحداث التي يمكن أن ستقي منها بعض الدروس والعبر في حياتنا وديننا، وظهر ذلك في قوله تعالى: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب".

تعرض بوابة "دار الهلال" للقارئ أثناء شهر رمضان الكريم قصص الأنبياء، مستندة لمصادر موثقة في السيرة والتاريخ الإسلامي، ونعرض لكم اليوم قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وحقد أخوته عليه، حتى وصل بهم الأمر إلى التفكير في قتله

قصة يوسف عليه السلام

يعد يوسف عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام، وردت قصته في القرآن الكريم في سورة يوسف، وهى من السور القرآنية التي تحتوي العديد من العظات والعبر، والمليئة بالوقائع الفريدة، فهي تحكي قصة النبي يوسف عليه السلام وما تعرض له من ابتلاءات، وصعوبات قادته في النهاية إلى أن يصبح عزيز مصر.

رؤيا يوسف

نشأ يوسف في بيت أبيه يعقوب مع إخوته الـ11، وكان أباه كان يحبه كثيرًا إلى الحد الذي جعل أخوته يحقدون عليه، ويدبرون له المكايد، وفي أحد الأيام قصّ يوسف رؤيا رآها في منامه على أبيه، تفيد بأنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فعلِم يعقوب أنّ يوسف سيكون له شأن عظيم في المستقبل، وحذره من أن يحكي رؤياه لإخوته خوفًا من حسدهم ومكرهم.

قال الله تعالى: "لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إلى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا على يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (14)" [يوسف].

إلقاء يوسف في أحد الآبار

وحدث ما كان يخافه يعقوب عليه السلام وبدأ الحقد يزيد في صدور إخوة يوسف، ثمّ يجتمعون ليمكروا به ويقودهم حسدهم ليُفكّروا في قتله، إلّا أنّ أحدهم اقترح عدم قتله، وإلقائه في إحدى الآبار ليأخذه قوم آخرون، وبهذا يكونون قد حققوا مرادهم بتغييب يوسف عن أبيه، فمضوا في تنفيذ المؤامرة ثمّ عادوا في الليل إلى أبيهم في وقت متأخر من الليل؛ ليكون ذلك دليلًا على صدقهم وكانوا يبكون وقالوا بأنّ الذئب أكله، ولكنّ أباهم علم أنّهم غير صادقين، وصارحهم بذلك وقال لهم كما ذُكر في القرآن الكريم: "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ على مَا تَصِفُونَ (18)" [يوسف].. يتبع

Dr.Randa
Dr.Radwa