الخميس 23 مايو 2024

«النفط مقابل الإعمار» يطلق مشروعات كبرى بين مصر والعراق.. ومراقبون: مصر تمتلك الخبرة لإنشاء البنية التحتية

تحقيقات13-12-2020 | 16:37

أشاد مراقبون، بدور مصر في التعاون المثمر بينها وبين العراق ضمن خطة كبرى في البادل التنموي والمشروعات العملاقة، لتحقيق المنفعة الاقتصادية الكبرى لكل من البلدين بالإضافة إلى التعاون مع العراق.


وبحسب البيانات الرسمية في مصر، فإن الحكومة وقعت مع العراق 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم تهدف إلى مشاركة شركات مصرية في مشروعات التنمية في العراق، مقابل استيراد النفط العراقي.


وشهد الأسبوع الماضي، العديد من المشاورات بين المسؤوليين العراقيين والمصريين في مجالات التعاون، ومنها الكهرباء والطاقة، والإسكان، والصحة، والاستثمار، والبنية التحتية، والصناعة، والتعدين، ومشروعات الطرق.


العمالة المصرية

وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر والعراق كانت وما زالت تربطهم اهتمامات مشتركة منذ حكم صدام حسين، ويعمل مئات المصريين بالعراق، حيث كان يعمل بها أكثر من 2 مليون مصري، لافتا أن القارة كانت حريصة دائما على عقد اتفاقيات مع العراق فى مختلف المجالات سواء فى الاستثمار والتعليم والتجارة الحرة ونقل الخبرات، ولكن كل ذلك توقف بسبب غزو العراق للكويت، مشيرا إلى أن اتفاق "النفط مقابل الإعمار" يمثل نقلة نوعية للبلدين.


وأوضح بيومي لـ"الهلال اليوم"، إن من أسباب انهيار العراق هو غزو أمريكا لها واحتلال تركيا جزء منها، كل ذلك مسائل تجعل جميع الدول وعلى رأسها مصر أن تساند العراق لكي تستمد قوتها مرة أخري وتقف على قدميها، وخاصة أن بغداد تختلف عن أي بلد عربي آخر في أنها ثانى أكبر مخزون بترول بعد المملكة العربية السعودية.


وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تقدمت لتمد يد العون إلى العراق، ومساعدتها لكي تسترد ثراوتها، وسيطرتها على حكم أرضها، عن طريق إعادة إعمار العراق، مشيرا إلى أنها خطوة بالغة الأهمية لنعيد بناء ما حطمه الحرب، فهو بالنسبة للعراق ميزة لإعادة إعمارها، وميزة للشركات المصرية الموجودة بالفعل فى العراق، لذلك يجب أن يتضاعف هذا الجهد، لتخقيق مزيد من المكاسب والأرباح لشركات المقاولات المصرية القائمة بهذا العمل.

 

وأضاف:" أننا نأمل فى استعادة المصريين للعمل فى العراق، وذلك سيعود بالنفع على الدولتين، بالنسبة للصادرات المصرية إلى العراق ستعفي من الضرائب الجمركية، وبالنسبة للتعليم سيأتي الطلاب العراقيين للتعليم فى الجامعات المصرية، وغيرها من المجالات كالصحة والإنشاءات".


وأشاد بيومي بأن مصر نجحت فى أن تكون مركزا للتجارة والطاقة بعد اقناع الاتحاد الأوروبي وتصدير الكهرباء إليه عن طريق اليونان، فهى تربط الشبكة الكهربائية من العراق شرقا مرورا بمصر حتي كزبلانكا فى المغرب.


وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن علاقة مصر بإيران مستقرة، فمشكلة إيران مع دول الخليج ومع الإمارات.

تعزيز الاقتصاد الوطني

وقال النائب سيد فليفل، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن الاتفاقيات بين مصر والعراق خطوة مهمة، وستحقق التنمية والتطوير للدولتين، وعملية "النفط مقابل الإعمار" يعزز التعاون المشترك.


وأوضح فليفل لـ"الهلال اليوم"، أن الشركات المصرية تعمل على تنفيذ مشروعات تنموية هادفة في العراق، وفي المقابل ستستورد مصر من العراق كميات من النفط.


وشدد على أن التعاون مع العراق فى مختلف المجالات سيكون له مردود إيجابي وفعال على الاقتصاد المصري سواء في مجالات النقل والصناعة والتجارة والصحة والتعليم والاستثمار والتجارة المالية والإسكان والإعمار، وعلى الصعيد الآخر سيحسن من الاقتصاد العراقي عن طريق إعادة إعمار العراق، وتنفيذ المشروعات التنموية.


وأكد عضو لجنة الشئون العربية، أن مصر أثبتت للعالم كله قدرتها على الصمود رغم التحديات والصعوبات التى واجهتها بعد أحداث يناير 2011، فمصر نموذج مشرف لكل الدول العربية فى قوتها ونجاحها الاقتصادي، لافتا أن العراق لم تتردد لحظة في موافقتها على مساندة مصر لها، وانتهجت طريق الإصلاح الاقتصادي .


وأشاد فليفل، بجهود الرئيس السيسي فى تقريب وجهات النظر بين الدولتين، وتقديم المساعدة والإمدادات لكي تستطيعالعراق تخطي العقبات والصعوبات التى تواجهها، ةمؤكدا أن مصر ليس لديها أي أطماع سياسية، ولكن ما تريده مصر هي الاستفادة المتبادلة مع العراق وغيرها من الدول العربية.