الخميس 23 مايو 2024

"اليونيسف": تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية للأطفال سيستمر لسنوات

اليونيسف

عرب وعالم5-10-2021 | 17:20

دار الهلال

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الثلاثاء، من أن الأطفال واليافعين قد يشعرون بتأثير كوفيد-19 على صحتهم وعافيتهم النفسيتين لسنوات عديدة مقبلة.


وقال مكتب اليونيسف في الأردن في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء،حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن تحليلات جديدة تُقدِّر أن المساهمات الاقتصادية المهدورة بسبب الاضطرابات النفسية بين اليافعين تبلغ حوالي 390 بليون دولار سنوياً.


ووفقاً لتقرير حالة أطفال العالم لعام 2021 بعنوان: "بالي مشغول: تعزيز الصحة النفسية للأطفال وحمايتها ورعايتها"، وهو أكبر دراسة تُعدّها اليونيسف حول الصحة النفسية للأطفال واليافعين ومقدمي الرعاية في القرن الحادي والعشرين، تحمّل الأطفال واليافعون، حتى قبل جائحة كوفيد-19، أعباء متعلقة بالصحة النفسية في ظل غياب أية استثمارات كبيرة لمعالجتها.


وبحسب أحدث التقديرات المتوفرة، يُقدّر أن أكثر من 1 من كل 7 يافعين من الفئة العمرية 10–19 سنة في العالم مصابون باضطراب نفسي تم تشخيصه، ويتوفى تقريباً 46 ألف يافع ويافعة في العالم جرّاء الانتحار سنوياً، وهو يشكل واحداً من أكبر 5 أسباب للوفاة في صفوف هذه الفئة العمرية.


وأشار التقرير إلى أن ثمة فجوات واسعة ومستمرة بين الاحتياجات والتمويل في مجال الصحة النفسية، حيث وجد أن حوالي 2 بالمئة من الميزانيات الحكومية الصحية في العالم يُخصص للإنفاق على الصحة النفسية.


وإذ توشك جائحة كوفيد-19 على دخول سنتها الثالثة، تستمر وطأتها الثقيلة على الصحة والعافية النفسيتين للأطفال واليافعين؛ فوفقاً لأحدث البيانات المتوفرة من اليونيسف، تأثّر ما لا يقل عن 1 من كل 7 أطفال في العالم تأثراً مباشراً بالإغلاقات العامة، فيما عانى أكثر من 1.6 بليون طفل من قدرٍ ما من خسارة التعليم، وأدى تعطيل الروتين اليومي والتعليم والترفيه، إلى جانب الانشغال بشأن دخل الأسرة وصحتها، إلى دفع العديد من اليافعين إلى الشعور بالخوف والغضب وإلى الانشغال بشأن مستقبلهم.


وبشأن كلفة ذلك على المجتمع، أشار التقرير إلى أنه من الممكن أن تؤدي الاضطرابات النفسية التي يتم تشخيصها إلى أضرار كبيرة على صحة الأطفال واليافعين وتعليمهم والنتائج التي يحققونها في الحياة وقدرتهم على كسب الدخل، ومن بين هذه الاضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط، والقلق، وطيف التوحد، والاضطراب الثنائي القطب، واضطرابات السلوك، والاكتئاب، واضطرابات الأكل، والإعاقات الذهنية، والفصام.


وبينما يتعذر حساب حجم التأثير على حياة الأطفال، فقد وجد تحليل جديد أجرته كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ويستشهد به التقرير، بأن المساهمة المهدورة في الاقتصادات والناجمة عن الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الإعاقة أو الوفاة بين اليافعين تُقدَّر بـ 390 بليون دولار سنوياً.


وفيما يتعلق بعوامل الحماية، ذكر التقرير أن مزيجاً من العوامل المتصلة بالجينات والخبرات والبيئة تعمل منذ الأيام المبكرة في الحياة على تشكيل الصحة النفسية للأطفال، وتؤثر عليها على امتداد حياتهم، ومن بين هذه العوامل: التنشئة، والتعليم المدرسي، ونوعية العلاقات، والتعرّض للعنف أو الإساءات، والتمييز، والفقر، والأزمات الإنسانية، والطوارئ الصحية من قبيل كوفيد-19.


ودعا التقرير الحكومات والشركاء من القطاعين العام والخاص إلى الالتزام بتعزيز الصحة النفسية لجميع الأطفال واليافعين ومقدمي الرعاية، وأن يتواصلوا ويتصرفوا بشأنها، وإلى حماية المحتاجين للمساعدة، ورعاية الأكثر هشاشة بينهم، بما في ذلك الاستثمار العاجل في الصحة النفسية للأطفال واليافعين في جميع القطاعات، وليس فقط في قطاع الصحة، لدعم النهج القائم على المجتمع بأكمله في مجالات الوقاية والتعزيز والرعاية.


وكسر الصمت المحيط بالاضطرابات النفسية من خلال التصدي للوصم وتعزيز فهم أفضل للصحة النفسية والتعامل بجدية مع تجارب الأطفال واليافعين.