الثلاثاء 7 مايو 2024

مرضى السكر.. وهجمات الصيف!

صوررة تعبيرية

16-6-2022 | 11:06

كتب : أحمد فاخر

مرض السكر والضغط هما الأكثر شيوعاً، حيث إنه لا تخلو أسرة من أحد أفرادها مصاب بالضغط أو السكر أو الاثنين معاً، وقد زاد انتشار مرض السكر بين الشباب فى الآونة الأخيرة، ولكن هل تؤثر درجة حرارة الطقس على مرضى السكر والضغط.. وكيف يمكن التعايش مع تلك الأمراض خلال فصل الصيف..؟!! 

بدأت الحديث الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء وقالت: إن مرض السكر هو عبارة عن الزيادة فى معدل السكر فى الدم بشكل مزمن ،ودائما ما يؤتى بآثار سلبية على صحة المريض البدنية، حيث يؤثر مرض السكر على كافة أجهزة الجسم على المدى الطويل خاصة مع عدم الاهتمام بالعلاج والتعايش معه بشكل سليم، ويتم تصنيف مرض السكر إلى نوعين وهما الأول والثاني، وقد ظهر حديثاً كثير من التداخل بين النوعين الأول والثانى من مرض السكر فأصبحنا نرى النوع الأول يحدث فى البالغين أو النوع الثانى الذى اتخذ شكلاً وبائياً وسط الشباب والأطفال، حتى أن الدراسات الحديثة أكدت أن واحداً من كل ثلاثة أطفال يولدون الآن فى الولايات المتحدة الأمريكية سيصاب بالسكر فى المستقبل.

- ولكن لماذا حدثت تلك الزيادة الكبيرة ؟

توضح ÒشلتوتÓ أن سبب انتشار مرض السكر من النوع الثانى فى الشباب والأطفال سببه  انتشار السمنة والاعتماد على الوجبات الجاهزة Òالتيك أوايÓ والسندويتشات والبيتزا والمياه الغازية بشكل مبالغ فيه، حيث أصبحت ربة المنزل لا تطبخ فى كثير من الأحيان، وأيضاً بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لزيادة الوزن خلال سن البلوغ والزيادة السريعة فى النمو بجانب التأثيرات النفسية المصاحبة لتلك التغيرات، بالإضافة لعدم اهتمام شبابنا وأطفالنا بممارسة الرياضة، حيث وصل الأمر ببعض المدارس إلى إلغاء حصص الألعاب واستبدالها بحصص المواد العلمية.

وأصبح الشباب والأطفال يكتفوا بالجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم، وبالتالى وصلنا الآن إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال مصاب بالسمنة، وخلال تحليل مستوى السكر فى الدم للشباب والأطفال المصابين بالسمنة نجد أن حوالى 20% منهم مصابون بارتفاع فى نسبة السكر فى الدم.

وبالنسبة للأطفال والشباب المصابين بالسكر من النوع الثانى نجد أن 85% منهم مصابون بالسمنة ولديهم تاريخ وراثى فى العائلة ملئ بمرضى السكر، وغالباً ما تبدأ الإصابة بعد سن العاشرة ولاسيما مع بداية مرحلة البلوغ، وينتشر بين الفتيات أكثر من الأولاد حيث تزيد نسب الإصابة بينهن بمرض تكيسات المبايض.

وسبب هذا النوع من السكر هو الاستعداد الوراثى والسمنة وخاصة سمنة منطقة البطن التى تؤدى إلى زيادة مقاومة عمل الأنسولين فى الجسم، وخطورة هذا النوع من مرض السكر فى الأطفال والشباب هو احتمالية الإصابة بالمضاعفات على الأوعية الدموية فى بداية مرحلة الشباب وانتشار المضاعفات على العين والكلى والقلب والأعصاب مبكراً، كما قد يصاب هؤلاء الشباب بمرض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون فى الدم فى مرحلة مبكرة.

 وتضيف الدكتورة هالة عيسوى استشارى أمراض الباطنة والسكر أنه مع هجوم فصل الصيف على مريض السكر توخى الحذر، حيث إن شهور الصيف ترتبط بالنشاط البدنى بسبب ممارسة الأنشطة المختلفة من خلال الذهاب للنوادى لممارسة الألعاب والأنشطة الرياضية بالإضافة لكثرة السفر والرحلات والذهاب للمصايف، ولذلك على مريض السكر الاهتمام بتناول الأدوية فى مواعيدها بانتظام سواء كانت على هيئة أقراص أو حقن أنسولين مع التأكيد على عدم زيادة جرعات الأنسولين دون استشارة الطبيب لأن الجسم يكون أكثر حساسية للأنسولين فى فصل الصيف، هذا بالإضافة لضرورة تجنب الأطعمة التى تؤدى لارتفاع معدلات السكر فى الدم بقدر الإمكان خاصة لمن هم معتادو الإقامة بالفنادق المختلفة، حيث تقدم تلك الفنادق كافة أنواع المأكولات الشهية والحلويات الشرقية والغربية فى مطاعمها، كما أن زيادة درجة حرارة الجو تفرز الجسم الكثير من العرق لترطيبه ،مما يجعل الإنسان فى حاجة دائمة للسوائل حتى لا يصاب بالجفاف الذى يمكن أن يؤدى لتجلطات بالدم تصيب أى جهاز بالجسم لدى كل من مريض السكر والضغط، وبالتالى يستدعى ذلك  شرب الكثير من المياه لا تقل عن 3 لترات يومياً مع مراعاة عدم تناول العصائر الغنية بالسكريات مع تجنب تناول الفاكهة الغنية بالسكريات والأملاح مثل المانجو والتين والعنب.

أما بالنسبة للشباب المصابين بالسكر ويرغبون فى ممارسة الرياضة أثناء الإجازة الصيفية نرجو منهم تجنب ذلك فى الأماكن المفتوحة بل ممارسة الرياضة فى صالات مكيفة تجنباً لزيادة حرارة الجسم بقدر الإمكان للاحتفاظ بالطاقة لأطول فترة ممكنة دون الشعور بالإرهاق، كما نرجو من أصحاب الأعمال والموظفين تجنب التعرض لضوء الشمس المباشر خلال فترة عملهم خلال فصل الصيف مع الاهتمام بارتداء الملابس الخفيفة فاتحة اللون.

وأعراض هبوط السكر تأتى نتيجة انخفاض معدلات السكر فى الدم عن الطبيعى وهي: إفراز الجسم لكميات كبيرة جداً من العرق مع سرعة ضربات القلب والميل للقيء وعدم الوعى بما حوله، فى حين أن أعراض زيادة السكر أبرزها العصبية الشديدة والزيادة فى معدل ضربات القلب وعدم الوعي، وبالتالى تتشابه أعراض زيادة السكر مع انخفاضه إلى حد كبير ،ولكن هبوط السكر دون علاج سريع يمكن أن يودى بحياة المريض،وبالتالى هبوطه أكثر ضرراً من ارتفاعه.

ومريض السكر أكثر عرضة عن غيره للإصابة بالالتهابات الجلدية بسبب ضعف المناعة عن الشخص السليم، وبالتالى فهو أكثر عرضة لذلك مع ارتفاع حرارة الجو فى فصل الصيف ، مما يؤدى لتكون الفطريات فى بعض أجزاء الجسم غير المعرضة للتهوية وذلك مع إفراز العرق، ولتجنب ذلك يجب الاعتياد على الاستحمام يومياً مع العناية بتنشيف الجسم جيداً بعد التعرض للمياه عن طريق الوضوء أو الاستحمام لأن الجلد الرطب يعتبر بيئة خصبة لتكون الفطريات خاصة بين أصابع القدمين.

أما بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع يؤكد الدكتور حامد عثمان أستاذ الباطنة والقلب أن ضغط الدم يتأثر بدرجة حرارة الجو، وبالتالى فإنه يحدث اضطراب فى ضغط الدم أثناء فصل الصيف خاصة لمرضى ضغط الدم والأمراض المزمنة، كما أن ضغط الدم يكون غير مستقر عند كبار السن بسبب قلة النشاط البدنى وزيادة الوزن مع التعرض لأشعة الشمس والنقص فى شرب السوائل نتيجة عدم تعويض الجسم من السوائل المفقودة بسبب الحر، وبالتالى يؤثر ذلك بالسلب على مرضى ضغط الدم،  حيث يعرضهم للشعور بالغثيان والإغماءات مع تعب شديد وضيق فى التنفس ليصل إلى حد الأزمات القلبية.

وننصح المصابين بانخفاض ضغط الدم بتفادى التعرض لأشعة الشمس والمشى لفترات طويلة مع الالتزام بمواعيد تناول الأدوية مع الاهتمام بتناول السوائل والأطعمة الصحية، أما بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع نرجو منهم تجنب تناول الأطعمة الغنية بالأملاح مثل المخللات وغيرها، مع تناول بعض الفاكهة المفيدة مثل الشمام والكنتالوب والموز بالإضافة للاعتماد على الخضراوات والثوم أثناء الطهي، هذا بالإضافة لمحاولة الالتزام بالنوم الصحى الذى لا تقل مدته عن 6 ساعات كاملة مع متابعة ضغط الدم مرتين يومياً من خلال الأجهزة المنزلية الخاصة بذلك، مع الذهاب لطبيب متخصص فى حالة حدوث أى اضطراب.