الإثنين 6 مايو 2024

فوبيا الامتحانات!


فوبيا الامتحانات

18-7-2022 | 15:28

بقلم : غادة عاشور
في مثل هذا الوقت من كل عام يمر أبناؤنا بموسم الامتحانات النهائية والتي تعرف بامتحانات أخر العام في مختلف المراحل الدراسية، ولا يخفى على أحد منا ما يعتري الأبناء في تلك الفترة الحرجة من مشاعر يختلط فيها الخوف مع القلق والتوتر والأرق والعصبية وسرعة الانفعال، ولاسيما إذا كانت امتحانات السنة فارقة ويتحدد على أساسها مستقبل الطالب كالثانوية العامة على سبيل المثال. ومن الملاحظ أن كل ما يحدث بشكل شائع بين معظم الطلاب خلال هذه الفترة من السنة من أعراض مرضية أو اضطرابات نفسية وسلوكية يكون بسبب الخوف من الامتحانات والشعور بالرهبة من صعوبة الأسئلة وعدم القدرة على الإجابة أو النسيان، وسرعان ما يزول هذا الخوف ويتلاشى بمرور الوقت وتعاقب أيام الامتحان، وبالمناسبة لا يمكن اعتبار هذا الخوف عارضا مرضيا بل هو شعور طبيعي ، ولكن قد يحدث وتستمر هذه الأعراض لفترة أطول من المعتاد ويتطور الأمر إلى حد الاكتئاب أو الانفعال لأتفه الأسباب والشجار مع أفراد الأسرة والتعامل بعنف وعصبية لا مبرر لهما، وقد تظهر بعض الأعراض المرضية التي تتمثل فى رعشة اليدين والتعرق الزائد والصداع المستمر وزغللة العينين مع انعدام التركيز والشعور بالتشويش ، وأحياناً عدم القدرة على حمل الأشياء وسقوطها بشكل متكرر، وقد يتسبب القلق الزائد والخوف المستمر عند بعض الطلاب إلى ترك قاعات الامتحان قبل انتهاء الموعد المحدد له، ودون الإجابة عن عدد من الأسئلة، وترتبط أسباب فوبيا الامتحانات عموماً بالوسط المحيط بالطالب سواء في الأسرة أو الأصدقاء، فيحدث التأثر بشكل مباشر أو غير مباشر ولكن بالنظر إلى الأسباب المؤدية لفوبيا الامتحانات أي التحول من الخوف الطبيعي إلى الخوف المرضي سوف تجد الآتي: أولاً: تحمل الطالب للكثير من الضغوط مثل: التفكير الدائم في الحصول على أعلى الدرجات، وحتمية النجاح بتفوق، والتفكير السلبي من جانب الطالب المتمثل في التشكيك في عدم القدرة على اجتياز الامتحان أو عدم القدرة على الإجابة الصحيحة في الوقت المناسب، كل ذلك من شأنه تشتيت الانتباه وخلق شعور سلبي وإحساس بالإحباط وعدم الثقة بالنفس. ثانياً: الضغط الزائد من قبل الوالدين له تأثير قوي جداً على حالة الطالب النفسية، فالتوقعات العالية لديهما والآمال العريضة التي تفوق الواقع وتتخطاه تشكل عبئا وضغطا نفسيا كبيرا على الأبناء، ويخلق لديهم الخوف الشديد من تحطيم هذه الآمال، لذلك نناشد أولياء الأمور بالتوقف عن التفكير بهذه الطريقة التي تضر بالصحة النفسية لأبنائهم، فالراحة النفسية والطمأنينة عاملان مهمان جداً لاجتياز أي اختبار. ثالثاً: عدم الاستعداد الكافي لدخول الامتحان وإهمال المذاكرة طوال العام مما يزيد من الضغط النفسي والذهني في فترة ما قبل الامتحان، ويمكننا التخلص من فوبيا الامتحانات بعمل جدول منظم للمذاكرة وتنظيم الوقت ما بين الاستذكار، وأخذ فترات من الراحة بين ساعات المذاكرة؛ لتجديد النشاط البدني والعقلي، واتباع نمط صحي للحياة كالنوم لمدة 8 ساعات يومياً إلى جانب الاهتمام بالتغذية الصحية الخالية من الدهون، وتناول القدر الكافي من الخضراوات والفواكه مع ممارسة بعض التمرينات الرياضية اسبوعياً والتي تساعد في إخراج الطاقة السلبية وتزيد من الشعور الإيجابي وتعزز الثقة بالنفس.