18-7-2022 | 15:44
كتب: احمد عبدالعزيز
لوحظت في الفترة الأخيرة ظاهرة انتشار حالات ضعف سمع عند عدد كبير من الشباب رغم أنه من المعروف أن ضعف السمع مشكلة تحدث لكبار السن والأطفال الذين يعانون من عيب خلقي.
في التقرير التالي نحاول أن نضع أيدينا على أسباب انتشار هذه الظاهرة، وطرق الوقاية والعلاج، طبقا لما يراه الأطباء والمتخصصون.
يقول الدكتور أشرف جمال الدين استشاري الأنف والأذن إن ظاهرة ضعف السمع المبكر عند الشباب ترجع إلى سببين: سبب وراثي وهذا نادر الحدوث، وأسباب مكتسبة ونذكر منها على سبيل المثال: تعرض الرأس لضربات، حيث إن تعرض الرأس لإصابة قوية أو حدوث ارتجاج فى الدماغ يمكن أن يؤثر على عملية السمع إما بالتأثير على الأذن بحد ذاتها أو على مراكز السمع فى الدماغ، وأيضا ضعف الدورة الدموية وقلة تدفق الدم إلى الأذن من أسباب ضعف السمع المفاجئ، إذ أن قوقعة الأذن جزء رئيس فى عملية السمع مزودة بالكثير من الشرايين التي تزودها بالدم، وبالتالي ضعف الدورة الدموية يؤثر على عمل القوقعة والتأثير بشكل سلبي على السمع، وهناك أيضا التصلب اللويحي هو أحد الأمراض النادرة التي تؤثر على الجهاز العصبي، وبالتالي التأثير على وظائف الجسم المختلفة.
ويمكن أن يسبب التصلب اللويحي فى حالات نادرة مشكلات فى السمع، وقد يؤثر على العصب السمعي أو بشكل غير مباشر يقوم بالتأثير على جذع الدماغ المسئول عن عملية السمع والتوازن.
ويكشف الدكتور أشرف جمال الدين أن هناك سببا مباشرا ورئيسيا يسبب ضعف السمع عند الشباب، وهى عادة يستخدمها الكثير منهم مثل: سماع الموسيقى أو شئ فى السماعات الخارجية بصوت عال مبالغ فيه مما يجعل الشاب فى حالة رغبته فى خفض الصوت غير قادر على السماع بشكل جيد، لأنه اعتاد على مستوى عال جدا من الصوت حتى أن الأجهزة التكنولوجية والمحمول يحدد لك مستوى صوت لا تتجاوزه تجنبا لحدوث مضاعفات للأذن ومع الأسف كثير من الشباب يتجاوز هذا المستوى، وبالتالي حدوث ضعف مفاجئ.
ويقول الدكتور طارق الشيخ استشاري الأنف والأذن: نقص السمع المفاجئ هو حالة من نقص السمع تتدرج من المستوى المتوسط إلى الشديد الذي يتطور على مدى ساعات قليلة أو يُلاحظ عند الاستيقاظ من النوم، وعادة ما يؤثر نقص السمع على أذن واحدة فقط ما لم يكن السبب دوائياً، وقد يشكو المرضى من أعراضٍ أذنية أخرى، وذلك بسبب نقص السمع المفاجئ ومن تلك الأعراض الرنين فى الأذنين والمعروف بالطنين أو الدوخة أو إحساس كاذب بالدوران أو الحركة. وتشير الإحصائيات إلى أن حَوالى 1 من أصل كل 5 آلاف إلى 10 آلاف شخص يعاني من نقص السمع المفاجئ .
و لعل أبرز الأسباب التي تؤدى إلى ضعف السمع: التغيرات الشديدة فى الضغط مثل تلك التي يمكن أن تحدث عند الغوص أو بشكل أقل شيوعًا عند الانحناء من أجل رفع الأثقال مما قد يسبب ثقباً بين الأذن الوسطى والداخلية، وقد يوجد هذا الناسور فى بعض الأحيان منذ الولادة وقد يؤدي إلى نقص السمع المفاجئ، أو يجعل الشخص أكثر عرضة لنقص السمع بعد إصابة فى الرأس أو تغيرات الضغط وهناك أيضا التهابات الأذن حيث تؤدي التهابات الأذن إلى تراكم الشمع والسوائل مما يعمل على منع الصوت من الانتشار عبر الأذن الوسطى والوصول إلى الأعصاب السمعية، وبالتالي قد يحدث ضعف السمع المفاجئ.
ويتابع د. طارق الشيخ أنه عادةً ما يكون فقدان أو ضعف السمع فى هذه الحالة مؤقتًا لحين علاج الالتهاب باستخدام المضادات الحيوية وأيضا بعض الأدوية والتي تتخذ بشكل زائد أو خاطئ وهي الأدوية التي تكون لها آثار جانبية ضارة على الأذن، ويمكن لبعض الأدوية أن تسبب نقص السمع بسرعة كأن يحدث ذلك فى غضون يوم وخاصة مع جرعة زائدة يعاني عدد قليل من المرضى من اضطراب وراثي نادر يجعلهم أكثر عرضة لنقص السمع جراء تناول المضادَّات الحيوية من فئة الجليكوزيدات الأمينية.
ولذلك يجب على جميع المرضى الذين يستعملون هذه المضادَّات الحيوية إجراء اختباراتٍ دمويَة أثناء استعمال الدواء للتحرّي عن ارتفاع مستويات الأدوية إلى درجة سامة قد تسبِب ضعف السمع، وهناك أيضا مرض يسمى بمرض المينير وهو مرض يصيب الأذن الداخلية ويؤدى إلى الدوار وطنين الأذن وفقدان السمع والإحساس باحتقان فى السمع وتنشأ جميع هذه الأعراض بسبب تجمع السوائل فى منطقة معينة من الأذن الداخلية المسئولة عن التوازن والسمع، وبالتالي التأثير على عملية السمع والتواصل بين الأذن والدماغ، وللوقاية من هذه الظاهرة يجب الابتعاد عن الضوضاء العالية جدا والأصوات الصاخبة واتباع نظام صحي غني بالعناصر الغذائية المهمة لصحة الأذن مثل: الأطعمة الغنية بمجموعة الفيتامينات (ب)، ومعرفة الأعراض الجانبية المحتملة لبعض الأدوية قبل تناولها أو مراجعة الطبيب فور ظهور عرض جانبي منها، مثل: ضعف السمع المفاجئ.