10-8-2022 | 09:34
كتبت: أحمد فاخر
انتظار طفل جديد من أجمل المشاعر التى تمر بها المرأة خصوصاً عندما يكون للمرة الأولى، فهى تنتظر مولودها الجديد قطعة منها يملأ حياتها ويضيف إليها الكثير من الأحاسيس والمشاعر الجميلة الجديدة، لكن تأتى بعض المشاكل لتعكر صفو تلك المشاعر.. تعالوا نتعرف على أمثلة من تلك المشاكل التى تواجه المرأة الحامل.
الدكتور محمد الشريف استشارى أمراض النساء والتوليد يقول: إن أهم ما يصيب المرأة الحامل هوالشعور بالإمساك المزمن أوالمستمر، وأسباب حدوث هذا الإمساك هوإفراز الجسم لبعض الهرمونات مثل هرمون الإستروجين والبروجستيرون مع بداية الحمل، وتلك الهرمونات تعمل على أن تكون كل من حركة الأمعاء والقولون أبطأ بشكلٍ ما عن الطبيعى فعلى سبيل المثال إن كانت حركة الأمعاء الطبيعية تستغرق حوالى 45 دقيقة فهى أثناء الحمل تستغرق حوالى ساعة ونصف أيضاً إن كان من الطبيعى أن يمكث الأكل فى القولون من ساعتين لـ 3 ساعات فهوأثناء الحمل يصل لـ 6 ساعات، ولمعرفة كيفية علاج مشكلة الإمساك أثناء الحمل يجب الأول التعرف على وظيفة القولون الذى يقوم بعمل تصفية للمياه وامتصاصها من الأكل المهضوم لحاجة الجسم لتلك المياه فى الحفاظ على الدورة الدموية ونموالخلايا.
وبالتالى إن قامت المرأة الحامل بشرب كميات أكبر من المياه عن الطبيعى الذى يعادل من 2 لـ 3 لتر مياه يومياً على حسب كوننا فى الصيف أوالشتاء، إذاً أثناء الحمل يجب شرب لتر مياه أوسوائل زيادة على المعدل الطبيعى المذكور لمساعدة القولون على التحرك بشكل أسرع، مما يساعد فى أداء دوره بشكل مثالي، وبالتالى تجنب الشعور بالإمساك، هذا بالإضافة للإهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية مثل مكونات السلاطة الخضراء والنباتات الورقية مثل الخس والجرجير والبروكلي، كما يجب تناول الفواكه الطازجة، حيث إن تلك الألياف تساعد على زيادة حركة القولون بشكل أكثر مرونة نتيجة احتوائها على نسبة كبيرة من المياه.
وينصح الشريف بكثرة مضغ اللبان حيث إنه أثناء عملية المضغ يتم خداع المخ بحيث يرسل إشارات للمعدة بأن هناك طعام يدخل الجسم بعد قليل، وبالتالى ذلك يجعل حركة الأمعاء والقولون تزيد للتخلص من بقايا الطعام القديم لإمكانية توفير مكان لاستقبال ما هو آت من الطعام، وأخيراً حركة الجسم أثناء الحمل تزيد من عدم حدوث إمساك لأن الحركة تزيد من حركة الدورة الدموية داخل الجسم، وبالتالى وصولها للرحم فيكون نمو الجنين بشكل أفضل، كما أن حركة الجسم تزيد من حركة القولون نتيجة لزيادة عملية الهضم كمحاولة من الجسم لتوليد أكبر كمية من الطاقة للمساعدة فى توفير النشاط للجسم وهذا لن يحدث عند الحامل التى لا تتحرك، لذلك ننصح بالحركة لمدة نصف ساعة أوساعة يومياً أثناء الحمل للحفاظ على حركة أفضل للقولون وصحة جيدة للجسم والجنين بشكل عام.
أما عن مرض السكر المصاحب للحمل فيقول الدكتور علاء سلطان استشارى النساء والتوليد إنه يعتبر من الأمراض المهمة للسيدات الحوامل، والذى يجب متابعته بدقة لخطورته على الجنين إذا لم تتم الرعاية السليمة للأم، ووجود السكر المصاحب
للحمل يمكن اكتشافه إما من خلال التاريخ المرضى للسيدة من وجود مرض السكر لديها قبل الحمل أوفى حمل سابق أومن خلال الفحص الروتينى للسيدات الحوامل بقياس مستوى السكر فى الدم، وإما من خلال شكوى السيدة من تعدد مرات قيامها ليلاً لدخول الحمام ووجود كميات كبيرة من البول وجفاف الحلق، بالإضافة لزيادة حجم الطفل عن المعدل الطبيعى والزيادة فى كمية المياه حول الجنين فى كثير من الأحيان، كما يجب ضبط السكر على مدار اليوم كله وليس التحليل صباحاً فقط ومتابعة الحالة من خلال فريق طبى يشمل طبيب أمراض النساء والتوليد مع طبيب السكر المختص لضبط جرعات الأنسولين، وعلى المرأة الحامل أن تحافظ على مستويات طبيعية من الجلوكوز حتى تتجنب الأخطاء التى ذكرناها سابقاً.
أما الدكتور عمرورياض مدرس واستشارى النساء والتوليد فيؤكد أن من أشهر تلك المشاكل هى مشكلة الولادة المبكرة، وهى عبارة عن حدوث ولادة للمرأة الحامل قبل مرور 37 أسبوعا من ميعاد آخر دورة شهرية قبل الحمل بشرط أن تكون تلك الدورة منتظمة دون استعمال أية وسائل منع حمل هرمونية.
وهناك الكثير من الأسباب لحدوث ولادة مبكرة منها تكون مرتبطة بالأم والأخرى مرتبطة بالحمل نفسه، أما عن أهم الأسباب المرتبطة بالأم هو سنها حيث إن كان سن الأم أقل من 16 سنة أوأكثر من 35 عاما تكون أكثر عرضة للولادة المبكرة، كما أن قلة الخبرة مما يؤدى إلى زيادة المجهود البدنى والقيام بحركات خاطئة أثناء فترة الحمل، هذا بالإضافة لتعرض الأم للمشاكل والضغوط النفسية سواء فى المنزل أوالعمل خلال الحمل، كما أن زيادة الوزن بشكل كبير أوالنقص الشديد فى الوزن كلاهما يكون من أسباب حدوث الولادة المبكرة، ومن جهة أخرى هناك أسباب فسيولوجية أوعيوب خلقية متعلقة بالرحم مثل اتساع عنق الرحم أوحاجز الرحم أووجود ورم ليفى داخل الرحم، ومن أهم الأسباب أيضاً حدوث عدوى مهبلية أدت إلى حدوث التهاب بالأغشية المخاطية المحيطة بالجنين.
وهناك أيضاً أسباب مرتبطة بالحمل نفسه مثل الحامل فى طفلين توأم، والذى انتشر بشكل كبير فى الآونة الأخيرة بسبب زيادة عمليات الحقن المجهرى بسبب التطور الشديد فى التقنيات المتعلقة بتلك الأنواع من العمليات خاصة للسيدات اللاتى أعمارهن كبيرة نسبياً، ومع ذلك نلفت انتباه السادة القراء إلى أنه تعتبر نسبة الولادة المبكرة بشكل عام هى 7% فقط من إجمالى حالات الولادة لهذا فبالرغم من أنها لها العديد من المشاكل إلا أنها لا تحدث بشكل شائع، وعند حدوث حالة ولادة مبكرة يجب على الطبيب التأكد من حسابات مدة الحمل بشكل دقيق حيث يتم ذلك منذ انقطاع آخر دورة شهرية وليس منذ معرفتنا بحدوث الحمل الذى لا يجب الاعتماد عليه، كما أن السونار يستطيع كشف مدة الحمل خلال الثلاثة أشهر الأولى فقط من الحمل أما بعد ذلك فلا يصح الاعتماد على حساب السونار لأنه يعتبر غير دقيق برغم اعتماد الأم عليه بشكل كبير، ولتجنب حدوث الولادة المبكرة يجب على الأم المتابعة المستمرة مع طبيب متخصص منذ بداية الحمل حتى نستطيع تجنب حدوث أية مشكلة خلال فترة الحمل إلى أن تتم الولادة بشكل طبيعى بإذن الله.