الخميس 25 ابريل 2024

خبراء الصحة النفسية يحذرون: “الميتافيرس” إدمان المستقبل!

خبراء الصحة النفسية يحذرون: الميتافيرس إدمان المستقبل

16-8-2022 | 20:01

كتبت: أمانى عزت
هل نحن أمام مخاطر حقيقية بالفعل بعد الإعلان عن ظهور تكنولوجيا جديدة تعرف بالميتافيرس؟. والمقصود بالميتافيرس هو تحويل الإنترنت إلى بيئة ثلاثية الأبعاد، لا يقتصر دور المستخدم فيها على النظر إليها من شاشته بل الدخول فى البيئة بنفسه حتى يصبح أحد مكوناتها. هنا يجب أن تكون لنا وقفة. تتساءل “طبيبك الخاص” : كيف ستؤثر هذه التكنولوجيا على حياة الإنسان.. وهل هذه النقلة فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ستساعد الإنسان على الاستمتاع بالحياة بشكل أوسع أم ستزيده عزلة داخل عوالم افتراضية؟ وما هى تأثيرتها صحياً عليه ؟ إلى رأي الأطباء فى هذا التحقيق المهم. فى البداية يقول الدكتور خالد بسيم أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب جامعة القاهرة إنه من المبكر جدا الحديث عن أضرار تكنولوجيا الميتافيرس على أعضاء الجسم سواء كان المخ أو غيره من الأجهزة الحيوية عند الإنسان، فالتليفون المحمول على سبيل المثال موجود من 30 عاما لم نكتشف حتى الآن إن كان له تأثير سلبي مباشر على أعضاء الجسم أم لا ولكن من المؤكد أنه سيؤثر بشكل سلبي على سلوكيات الأشخاص من حيث الميل للعزلة أكثر وهذا سيسبب مشاكل اجتماعية، فكلما فضل الإنسان العزلة والمكوث أمام الشاشات سواء التليفون أو الكمبيوتر انعزل عن المجتمع من حوله، وأصبح له عالمه الخاص ولذلك أمرنا الله تعالى بصلاة الجماعة فى المسجد كنوع من ربط الإنسان بالمجتمع الذي يعيش فيه يؤثر ويتأثر به. ويؤكد بسيم أن تكنولوجيا “الميتافيرس “ ستكون نقلة جديدة فى عالم التكنولوجيا مثلما كان الإنترنت اكتشاف غير منظومة الاتصالات ونقل المعلومات، ولكن لا يمكن الحكم عليه بأنه يفيد أو يضر إلا بعد تجربة، ولذلك استخدمنا لهذه التكنولوجيا هو من سيحدد إن كانت ستؤثر على حياتنا بشكل سلبي أو إيجابي. وعلى الجانب الآخر يقول الدكتور مصطفي شحاتة استشاري الصحة النفسية، مع الأسف تكنولوجيــــــــا “ميتافيرس” قد تؤثر سلبا على حياة البشر من حيث تفاعلهم مع بعضهم البعض فى مختلف الأمور الحياتية كما سيسمح للتكنولوجيا بمزيد من التدخل فى حياتنا مما سيجعل الأشخاص ينفصلون تدريجيا عن عالمهم الواقعي ومن ثم حدوث تغيرات كبيرة فى سلوكياتهم وحالتهم النفسية. ويوضح شحاتة أنه مع زيادة فرص التعرض للميتافيـرس قـــــد يتعرض البعض لإدمان التكنولوجيا لدرجة تشبه إدمان المواد المخدرة لأن المخ عند المواظبة على عادة ما، يفرز العديد من الناقلات العصبية التي تساعد على الشعور بالسعادة بكميات كبيرة مثل: هرمون الدوبامين خاصة مع استخدام خاصية ثلاثي الأبعاد التي ستجعل الشخص يعيش داخل هذا العالم ، كما أن هذا العالم الافتراضي سيؤثر على عادات الأكل إذ تجعل البعض يفرطون فى تناول الطعام مما قد يزيد من فرص التعرض للسمنة بالإضافة إلى تسريع وتيرة الحياة اليومية بصورة مختلفة عما اعتاد الجسم والدماغ عليه، وقد يخلق فرص للتناحر والسباق بين المستخدمين للوصول لتلك المتعة المزيفة. ومن المؤكد أن استخدام تكنولوجيا “ميتافيرس” بشكل مفرط قد يتسبب فى زيادة فجوة العزلة الاجتماعية مما يقلل من فرص الترابط الاجتماعي بين العائلات والأصدقاء والزملاء فى العمل، وقد يجعل الشخص يعاني من اضطرابات النوم مثل: الأرق وقد تزداد فرص التعرض لبعض الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب واضطراب القلق ،العصبية، الميل للعزلة، التوتر، القلق، تقلب المزاج، عدم الشعور بالرضا، فقدان الرغبة والشغف بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالوقت. ويشدد شحاتة على أن الفترة القادمة ستحتاج من الأسرة مجهودا كبيرا للحفاظ على سلامة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين فى ظل تصاعد سيطرة التكنولوجيا، والتعامل بمزيد من الوعي مع عالم ميتافيرس ومحاولة عدم الانخراط فيه بشكل كبير والحفاظ على طريقة للتواصل مع العائلة والأصدقاء بشكل مباشر، وتوعية الأطفال والمراهقين بخطورة تلك التكنولوجيا وتقنيين طرق استخدامها بما فى ذلك وقت التعرض لها مع الحفاظ على ممارسة أنشطة تعتمد على التواصل الشخصي والجماعي مع الآخرين وضرورة ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية مشددا على ضرورة تخصيص وقت للأسرة للتجمع مع الأبناء ومناقشتهم فى مختلف أمور الحياة ومشكلاتهم وتجديد التواصل معهم بشكل مستمر للحد من تأثيرات التكنولوجيا الضارة والخطيرة. وتؤكد الدكتورة داليا يسري أخصائي الأمراض النفسية والعصبية أنه خلال فترة زمنية بسيطة سيتحول العالم الافتراضي إلى حقيقة نعيشها وسنقضي أغلب الوقت فى بيئات افتراضية بل سنصبح نحن أيضا أشخاص افتراضيين وسيهرب الكثير من الواقع إلى تلك العوالم ويصبح الشخص أكثر عزلة وأقل رغبة فى حضور المناسبات الاجتماعية ويفضل البقاء بصحبة أشخاص لا علاقة له بهم فى الواقع وبالتالي يقل الترابط الأسري. ويختتم كلامه “ نحن الآن نرى الأطفال عاكفين على لعبة لمدة ساعات طويلة لدرجة أنهم لا يفكرون فى الطعام ولا الشراب، وإن كان هذا يحدث ولم ندخل بعد عالم “الميتافيرس، “فكيف سيكون الحال إذا أصبحنا محاطين به وللأسف سيكون هذا العالم الافتراضي هو الملاذ الآمن لبعض الأطفال والمراهقين حيث يجد كل ما يرضيه داخل هذا العالم الافتراضي ويعوض به ما ينقصه فى الحقيقة مثل: غياب الحب والترابط الأسري أو عدم الرضا عن حياته الحقيقية حيث أثبتت الدراسات أن الاستخدام المفرط لألعاب الفيديو عبر الإنترنت يسبب الكثير من المشاكل النفسية لدى الأطفال والمراهقين أهمها التوتر والقلق النفسي، الافتقار إلى الأصدقاء الحقيقيين، ونقص المهارات الاجتماعية، والإدمان السلوكي وفقدان السيطرة على النفس وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي.