الأربعاء 15 مايو 2024

8 خطوات للسيطرة على ضغط الدم المرتفع

8 خطوات للسيطرة على ضغط الدم المرتفع

7-9-2022 | 17:15

كتبت: نفيسة سعيد
يسود اعتقاد خاطئ بين الناس مفاده أن الذين تتحول وجوههم إلى اللون الأحمر عند الغضب هم مرضى ضغط مرتفع وهذه حقيقة غير علمية، فالإنسان يرتفع ضغط الدم لديه فى حالة الغضب والتوتر، وينخفض الضغط إلى المستوى الطبيعي فى حالة الهدوء والاسترخاء، أما مرضى الضغط المرتفع فيبقى ضغطهم مرتفعا فى كل الأحوال، لكن ماذا عن أسباب حدوث هذا ،كيف نتجنب الإصابة به بل وتأثيراته السلبية فيما بعد؟ فى البداية يقول الدكتور أحمد الكرداني أستاذ جراحة القلب والصدر بجامعة عين شمس: دعوني أوضح ما هو الضغط المرتفع لأن كثيرا من المرضى يتساءلون، يُعرف الضغط المرتفع بأنه قياس مقدار الضغط الذى يبذله الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله من القلب إلى أجزاء الجسم، وفى حالة عدم قدرة الدم المرور بسهولة من خلال الشرايين نتيجة الضيق وإصابتها بالتصلب، يؤدي ذلك إلى ارتفاع الضغط، لكي يضمن استمرارية مرور الدم للشرايين المصابة، ولذا سمى بالضغط المرتفع”. ويضيف أن: الشخص لا يعتبر مريض ضغط إلا إذا كان الضغط لديه يتعدى 130 على 80 بشرط ألا يكون أول قياس أو وقت غضب بل يجب أن يكون القياس على مدار 24 ساعة وفى أي حالة يكون عليها الشخص سواء حالة انفعال أو حالة استرخاء، وإذا تعدى القياس التالي القياس السابق عليه، يجب التدخل الطبي وهنا يعتبر الشخص مريض ضغط مرتفع، أما إذا اختلف الأمر وكان الضغط على مدار اليوم غير منتظم يرجع هذا لأسباب كثيرة مثل: تناول بعض الأدوية أو الانفعال المؤقت أو عدم النوم أو تناول بعض الأطعمة المحفزة للضغط مثل تناول الملح والمجهود الزائد . أما عن سبب تسمية الضغط المرتفع بالقاتل الصامت، يشير أستاذ جراحة القلب إلى أن ضغط الدم المرتفع مرض شائع وفى نفس الوقت مرض خطير للغاية لأنه ليست له أعراض، ويمكن أن يصيب الإنسان سنوات طويلة ولا يشعر به، والبعض يكون لديه علم بأنه مريض ضغط مرتفع ولكنه غير منتظم فى تناول الدواء، والمتابعة الطبية وفى حالة استمرار ارتفاع الضغط قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتة الدماغية أثناء النوم أو الذبحة الصدرية، ويؤدي أحيانا إلى الوفاة أو أمراض الكلى أو ضمور الشرايين بالجسم، ولذا يسمى بالقاتل الصامت، وفى الحقيقة حوالي 90% من مرضى الضغط المرتفع لم نعرف سبب إصابتهم به حتى الآن. وهنا يوضح د. الكرداني أن الضغط المرتفع نوعان، النوع الأول: يصيب الإنسان مباشرة ويصبح ملازما له طيلة حياته، وذلك نتيجة عوامل كثيرة مثل: العامل الوراثي أي التاريخ المرضي لأحد الأبوين كأن يكون أحدهما مريضا بالقلب أو الشرايين ، الإفراط فى تناول الأملاح مثل: العادات الخاطئة فى شم النسيم وتناول الأسماك المملحة- فنجد فى المستشفيات حالات تسمم أو نزيف بالمخ بسبب ارتفاع الضغط - كثرة التعرض للتوتر والانفعالات والضغوط النفسية، تقدم العمر، ومن أهم أسباب الإصابة أيضا أسلوب الحياة الخاطئ الذي نعيشه الآن واستخدام التكنولوجيا استخداما خاطئا، والعادات غير الصحية فى تناول الغذاء، وعدم ممارسة الرياضة ولاسيما رياضة المشي، والتدخين، والسمنة . والنوع الثاني: أمراض تسبب الضغط المرتفع مثل: مشاكل الغدة الدرقية عند حدوث قصور فى الغدة الدرقية، ارتفاع الكوليسترول فى الدم، ضيق فى الشريان الأورطي، مرض السكري حيث يغفل الكثير من مرضى السكر عن الانتظام فى تناول الأدوية سواء الأنسولين أو الحبوب على مدار اليوم أو اتباع نظام غذائي صحي أو عدم ممارسة نشاط رياضي يقلل تفاعل السكر فى الجسم، ومن ثم يسبب تراجعا فى معالجة الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة لأداء الأنشطة اليومية لأجزاء الجسم مما يؤدي لترسب السكر فى الدم، وبالتالي حدوث خلل بالدورة الدموية. ومن الأمراض التي تسبب ارتفاع ضغط الدم: أمراض الكلى وتؤثر تأثيرا سلبيا على الجسم، ولا سيما فى وقت الصيام نتيجة عدم تناول الماء والسوائل الكافية للجسم على مدار 16 ساعة يوميا، ونحن كأطباء قلب نحذر المرضى من الصيام حتى لا يؤدي لارتفاع ضغط الدم، أو يؤثر على الكلى ويسبب الفشل الكلوي، أو الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، مع ضرورة ضبط ضغط الدم لمنع المضاعفات . ويوضح د. أحمد الكرداني أن هناك أمراضا يسببها ارتفاع ضغط الدم مثل: ( الجلطات.. الدوخة.. أمراض الفشل الكلوي.. تسمم الحمل.. الاعتلال البصري.. السكتة الدماغية.. الذبحة الصدرية.. هشاشة العظام.. ضمور فى خلايا المخ .. اضطراب النوم.. هبوط فى القلب .. أورام المخ.. أورام الغدة النكافية، أما عن عوامل خطورة ارتفاع الضغط فغالبا ما يصاحب ارتفاع الضغط قصور فى الشريان التاجي، وقد يصيب الشخص باحتشاء عضلة القلب وحدوث سكتة قلبية فى حالة عدم علمه بأنه مريض ضغط مرتفع أو إهمال العلاج. فى الماضي، كانت الإصابة بضغط الدم المرتفع فى أعمار متقدمة أي بعد سن الخمسين، ولكن فى الآونة الأخيرة أصبح يصيب أعمارا فى سن ال40 ويرجع ذلك لأسباب كثيرة أهمها: الضغوط النفسية والعصبية، أسلوب الحياة الخاطئ الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض كثيرة، ولكن عندما يظهر فى الثلاثينات أو أقل، فهذا يكون نتيجة عيب خلقي فى الشرايين أو فى الشريان الأورطي أو فى الشريان المغذي للكلى، ويساعد فى ذلك عوامل كثيرة مثل: التدخين، تلوث البيئة، انتشار ظاهرة الشيشة والتي تسببت الآن فى عودة مرض السل مرة أخرى إلى مصر بعد انتهائه. وطبقا لآخر الإحصاءات الطبية، يرى أستاذ جراحة القلب أنه بحلول عام 2025 سوف يكون عدد المصابين بارتفاع الضغط على مستوى العالم حوالى 56 مليون شخص، و”أنا أعتقد أن العدد سوف يكون أكبر من ذلك، ولكن هناك إحصائية من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نسبة المصابين بالضغط المرتفع الآن على مستوى العالم تقريبا 20 فى المئة. ويضيف: وكثير منا أسلوب حياته وعاداته الغذائية كلها خطأ، لذا أتمنى من المواطنين كما تؤدي الدولة واجبها تجاههم، أن يساعدوا أنفسهم للحفاظ على حياتهم والقضاء على الأمراض بالمتابعة الجيدة وتناول الدواء المناسب لحالتهم. ويرى أن الوقاية خير من العلاج ونجاح أي علاج للضغط المرتفع يجب أن يتزامن مع علاج أي مرض مصاحب له مثل مستوى السكر والكوليسترول فى الدم ، والانتظام فى تناول الدواء والمتابعة المستمرة، والاكتشاف المبكر الذي يجنبنا مضاعفات خطيرة قد تؤدى للوفاة، وعدم الاستماع إلى بعض القنوات الفضائية التي تبيع الوهم فى العلاج، وتغيير أسلوب الحياة سواء فى التغذية السليمة أو ممارسة الرياضة ولاسيما رياضة المشي، والإقلال من تناول الملح، والإقلاع عن التدخين، وإنقاص الوزن، وعمل متابعة طبية سنوية بعد سن الأربعين لعمل التحاليل اللازمة، وإجراء رسم قلب بالمجهود لاكتشاف أي مرض مبكرا وعلاجه قبل تفاقم المشكلة. فى نفس السياق تؤكد الدكتورة عبير عبد السلام استشاري الصحة العامة والتغذية العلاجية على أن الغذاء يلعب دورا كبيرا فى علاج أو الوقاية من الضغط المرتفع، حيث إن التغذية السليمة أساس الجسم السليم، ولكي يكون الغذاء صحيا يجب أن يحتوي على عناصر غذائية ضرورية للجسم مثل الفيتامينات والألياف والدهون والبروتينات والمعادن والكربوهيدرات، وكل عنصر منهم له دور فى بناء الجسم والخلايا والأنسجة، حيث يقوم كل جزء منهم بعمله بشكل سليم وعندما يحدث خلل فى عنصر من العناصر الغذائية سابقة الذكر، قد يؤثر ذلك على الجسم وقد يصيب ببعض الأمراض ومن ثم ارتفاع ضغط الدم. ويعد تعديل نظام الحياة السليم والروتين اليومي من الطرق المساعدة فى الوقاية أو الحد من ارتفاع ضغط الدم وهذا عن طريق اتباع الــــ 8 خطوات التالية : 1 ممارسة الرياضة مثل رياضة المشي الخفيف لمدة 30 دقيقة يوميا على الأقل خمس مرات فى الأسبوع. 2 الإقلاع عن التدخين. 3 الإقلال من تناول الكافيين الذي يوجد فى الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة. 4 التحكم فى الضغط العصبي. 5 اخذ قسط كاف من النوم. 6 تناول على الأقل من ثمانية إلى عشرة أكواب ماء يوميا لأن عدم تناول الماء بصورة كافية يزيد من لزوجة الدم والجلطات ومن ثم ارتفاع ضغط الدم. 7 الإقلال من الصوديوم الموجود بالملح، فالمسموح به للإنسان حوالي 5 جرامات يوميا للشخص البالغ وهذا يعادل ملعقة صغيرة، ويشمل ذلك الملح المستخدم فى طهي الطعام، كما يفضل تجنب وضع الملاحة على المنضدة وتجنب الأطعمة عالية الملح مثل الأسماك المملحة، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على أملاح غير مرئية مثل اللحوم المصنعة والأغذية المعلبة والوجبات السريعة والمياه الغازية. 8 اتباع نظام غذائي مناسب ويشمل الآتي: - الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة، حيث إنها غنية بالبوتاسيوم وهو عنصر مهم للتحكم فى الضغط، كما أنها أيضا غنية بالماغنسيوم والألياف ويمكن تناول الخضراوات الطازجة مع كل وجبة رئيسية والفاكهة كوجبات بينية. - الاهتمام بتناول منتجات الألبان فهي غنية بالكالسيوم وينصح بتناولها يوميا مثل اللبن والزبادي قليل الدسم. - الإقلال من السكريات والعصائر المحلاة التي تزيد من السمنة. - الطهى الصحي قليل الملح وقليل الدهون. - الإقلال من تناول الدهون قدر الإمكان . - استخدام زيت الزيتون بعد نقعه بساعتين على الأقل قبل تناوله لتجنب الملح الزائد.. استخدام الزيت الحار (زيت بذر الكتان) الغني بالأوميجا 3 ، وزيت عباد الشمس والذرة والابتعاد عن الزيوت المهدرجة (السمن النباتي). - تناول حفنة من المكسرات أو البذور(اللب) غير المحمصة وغير مملحة الغنية بالأوميجا 3. - الحرص على تناول الأسماك على الأقل مرتين أسبوعيا ولاسيما السمك الماكريل والسردين والسلمون. - الحرص على تناول البقوليات. - تناول اللحوم الحمراء قليلة الدهون ويفضل تناول اللحوم البيضاء فى صورة طيور أو أسماك. - تناول البنجر والتوت والموز والثوم والخرشوف والكاكاو يساعد فى انخفاض أو الوقاية من الضغط المرتفع .