مع تغيير المناخ لم يعد فصل الخريف يتمتع بخصائصه وهي مقدمة الشتاء، ولكن قد نجد أنفسنا بعد فترة في شتاء قارص وتقلب حاد في درجات الحرارة. كل هذا يجعلنا نستعد لاستقبال أمراض الشتاء والتي نفرط فيها بأخذ المضادات الحيوية وأدوية البرد من تلقاء أنفسنا، ولهذا التقينا الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح لكي يحدد لنا كيف نفرق بين دور البرد والأنفلونزا وعلي من يجب أخذ لقاح الأنفلونزا وتفاصيل أخرى مهمة للغاية. إلى نص الحوار. - بداية هل متوقع هجمة جديدة وتحور آخر لفيروس كورونا؟ - أكثر أمراض الشتاء شيوعا ً هذا العام هو فيروس الأنفلونزا وليس كورونا أو أمراض أخري، وأعتقد أن الأنفلونزا هذا العام ستكون أكثر فتكا من كورونا التي أصبحت أضعف ، ونحن ننتظر هجمة جديدة منها ، ولكنها ليست شديدة، أما الأنفلونزا ففي السنوات الماضية وهي سنوات كورونا وما شاهدنا من موجات شديدة ووباء عالمي لكورونا فكنا نطبق الإجراءات الاحترازية الخاصة بهذا الفيروس من تباعد وتعقيم وعدم السلام والالتزام بالكمامة وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، كل هذا ساعد علي عدم الإصابة بفيروس الأنفلونزا، وأيضا لانشغالنا بكورونا ولقاحاتها لم نهتم بأخذ لقاح الأنفلونزا. هذا العام ومع تراجع إصابات كورونا وعودة الحياة لطبيعتها من عدم الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية السابقة فسيكون هناك اختلاط شديد وعودة كاملة للمدارس وزحام وحياة طبيعية، مما سيزيد من فرصة وشراسة الفيروس (الأنفلونزا) خاصة مع عدم وجود مناعة ضدها وأن الفيروس ينشط في الشتاء كل هذا سيحدث هجمات للأنفلونزا، لذا فالنصيحة لكل المواطنين أخذ لقاح الأنفلونزا فهو لا يقل أهمية عن لقاح كورونا. - تري في أية سن يمكن إعطاء الصغار تطعيم الأنفلونزا؟ - مهم جداً تناول هذا اللقاح وأشدد علي ضرورة أخذه ويبدأ من سن 6 أشهر لتسع سنوات يبدأ الفرد جرعة كاملة لو هذا الطفل معتاد يأخذ اللقاح، ولو أول مرة يأخذه يتناول اللقاح علي جزئين بينهما شهر، ما فوق سن التسع سنوات سواء أول مرة يأخذ اللقاح أو معتاد أخذه فيأخذه جرعة واحدة علي مرة واحدة ومهم جداً أخذه لجميع الفئات بما فيهم الحوامل والمرضعات فهو آمن، ونشدد علي ضرورة إعطائه لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب المناعة الضعيفة وأيضا آمن جداً للحوامل والمرضعات، فهو عنصر وقاية ويخفف كثيراً من حدة الفيروس لو الفرد أصيب به ، ولكن هناك بعض المرضي يحظر عليهم أخذ لقاح الأنفلونزا منهم الأطفال أقل من 6 أشهر، ومرضي متلازمة الشلل الرباعي، وأيضا مرضي حساسية البيض ، ويؤجل أخذه للشخص المصاب بارتفاع درجة الحرارة إلي أن تعود لطبيعتها. - ما الفرق بين الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا؟ - تحور فيروس كورونا للأضعف وأكثر الأدوار المنتشرة أقرب للبرد والأنفلونزا ، ولكن هناك فرقا بينهم، الفيروسان يصيبان الجهاز التنفسي، ولكن البرد يصيب الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة) أما الأنفلونزا تصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي (الأنف والحنجرة والرئة) أيضا هي مرض سريري يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة عكس نزلات البرد التي تتمثل في ارتفاع بسيط في درجة الحرارة ، والإنسان يستطيع ممارسة حياته مع نزلة البرد عكس الإصابة بالأنفلونزا فهي تصيب الإنسان بالإعياء، ويحتاج للراحة خاصة مع آلام العظام وآلام الجسم والصداع، لذا فالأنفلونزا مرض فيروسي خطير له مضاعفات خطيرة قد تؤدي للالتهاب الرئوي، أما الكورونا ففي أول ظهورها كانت أقرب للأنفلونزا في الشدة ومع تحورها أصبحت أقرب لنزلات البرد. - مع الشتاء وازدياد أدوار البرد والأنفلونزا وارتفاع درجات الحرارة للفرد يزداد الإقبال علي تناول الدواء بشكل عشوائي، فما الأضرار المترتبة علي الإفراط في تناول المضادات الحيوية خلال الشتاءً؟ - الإفراط في المضادات الحيوية خطر شديد علي الصحة فيؤخذ في العدوي البكتيرية، أما أكثر أمراض الشتاء أمراض فيروسية سواء برد أو أنفلونزا أو كورونا لا تستدعي أخذ المضادات الحيوية عكس المعتاد، ولابد أن ندرك أن الأخذ العشوائي للمضادات الحيوية له أضرار شديدة أهمها أنها تقتل البكتيريا النافعة للإنسان داخل الجهاز الهضمي، وتنشط البكتيريا الضارة ، مما يضعف مناعة الشخص، ويحدث أيضا تحورا للميكروبات لظهور جيل من البكتيريا المقاوم للمضادات الحيوية، وتظهر أنواع من الميكروبات المقاومة للمضادات ، وهذا خطر جداً لجهاز المناعة. - ما أهم النصائح التي توجهها لمرضي الحساسية والأمراض الصدرية مع دخول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة؟ - مرضي الحساسية مع دخول الشتاء يكونون أكثر تعرضا لنزلات البرد والأنفلونزا ، والتي تكون أكثر فتكا عليهم وقد تؤدي لمضاعفات خطيرة علي الرئة والجيوب الأنفية ، وبالتالي ضروري أخذ لقاح الأنفلونزا لأن إصابتهم بنزلات البرد والأنفلونزا تكون شديدة تؤدي لنزلات ربوية والتهابات في الرئة، وتؤدي لمضاعفات خطيرة ، ومن هنا تأتي أهمية لقاح الأنفلونزا لهذه الفئة المصابة بالحساسية الصدرية وأخذ مضادات الحساسية والبخاخات الوقائية شيء هام جداً، ولكن بعد مراجعة الطبيب المختص. وهناك نصائح عامة لتقوية جهاز المناعة خاصة عند الأطفال، بداية من أهمية التغذية البروتينية قليلة الدسم وقليلة السكر والغنية بالعناصر المعدنية مثل الزنك في البقوليات والمكسرات وفيتامين سي في الجوافة والكيوي والبرتقال ، والبعد عن المواد الحافظة شيء هام جداً ، لأن المواد الحافظة والمصنعة تؤثر بالسلب علي المناعة ، ويجب ممارسة الرياضة لكل الأعمار فهي مهمة جداً وتنشط الدورة الدموية وتحافظ علي جهاز مناعي متوازن. وأخيراً أخذ قسط وافر من النوم لا يقل عن ثماني ساعات ، والنوم مبكراً ضروري لصحة جيدة، والبعد عن التدخين والتوتر أشياء مهمة جداً لتقوية صحة الجهاز المناعي لكي يكون لديه القدرة للتصدي لأي فيروس قد يهاجمه.