22-4-2023 | 09:01
أحمد فاخر
العين مرآة الجسم، هي مقولة توضح أهمية العين عند الإنسان فهي تعكس الحالة النفسية للإنسان سواء كان سعيداً أو مهموماً، هادئ الطباع أم حاد الطباع، أيضاً تعكس الحالة الصحية والجسمانية له..
بدأ الحديث الدكتور عصام عبد الغفار أستاذ جراحة العيون بالتوضيح بأن الالتهابات تنقسم إلى التهابات حساسية والتهابات ميكروبية، وحساسية العين تصيب الإنسان نتيجة تفاعل العين لمؤثر إما أن يكون خارجيا أو داخليا، ومن المؤثرات الخارجية التي تسبب حساسية العين هي أشعة الشمس والأتربة وغيرها من العوامل البيئية التي يتعرض لها الإنسان في حياته العادية، كما أن هناك أنواعاً من القطرات التي تستخدم كعلاج للعين تحتوي على تركيبات أحياناً ما يكون المريض لديه حساسية تجاهها بشكل خاص، فعندما يستخدم تلك القطرات تسبب حساسية العين، بالإضافة لوجود الحساسية تجاه بعض مستحضرات التجميل المنتشرة في الأسواق، أما بالنسبة للمؤثرات الداخلية فأبرزها الإصابة بطفيليات في الجهاز الهضمي مما ينعكس على العين، وفي تلك الحالات يكون العلاج مزدوجا ما بين العلاج من تلك الطفيليات وعلاج حساسية العين في الوقت نفسه .
وبشكل عام الشق الأول والأساسي في علاج أية حساسية هو البعد عن المؤثر سواء كان خارجياً أم داخلياً، لذلك يفضل تجنب أشعة الشمس المباشرة مع ارتداء النظارات الشمسية المعتمدة، وليست النظارات الرخيصة التي تعتبر مجرد لون قاتم للعدسة ولا تعمل على امتصاص الأشعة الضارة للعين مع تجنب القطرات ومستحضرات التجميل، التي تسبب حساسية للعين حتى لو كانت باهظة الثمن، أما الشق الثاني فهو علاج الأعراض الموجودة بالعلاجات المختلفة حسب قوة الالتهاب.
ويعتبر الرمد الربيعي التهابا موسميا للعين، وهو مرض مزمن خاصة عند صغار السن، حيث إنه يأتي له فترات نشاط ثم خمول حسب فصول السنة، ويصاب به الأطفال من سن 9 سنوات حتى سن المراهقة، فكلما يكبر المريض يقل عنف المرض، وذلك لأن خلايا الجسم عند صغار السن تكون أكثر حيوية وتفاعل مع المؤثرات منها عند الكبار، والرمد الربيعي يظهر على شكل إحمرار في العين ودموع مع وجود إفرازات بيضاء لزجة، كما يشعر المريض بحكة مستمرة نتيجة إصابة (الملتحمة) وهي الغشاء المغلف للعين والمبطن للجفن من الداخل بالتهابات، والرمد الربيعي ليس مرضاً معدياً، ولكنه يأتي نتيجة استعداد جسماني لذلك الالتهاب ويختلف من شخص لآخر.
وهناك أنواع من القطرات يكتبها الطبيب لاستخدامها في حالات التهيج الشديد للعين، ويشعر المريض بعدها بالارتياح الشديد، مما يجعله يستخدمها بعد ذلك عند الحاجة، ولكن للأسف تلك الأدوية لها آثار جانبية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين دون أن يشعر المريض وهو ما يطلق عليه (المياه الزرقاء) ففي بعض الحالات المتأخرة يحتاج المريض لعلاج دوائي طوال العمر، لذلك ننصح دائماً بعدم تناول أية أدوية أو استخدام قطرات دون استشارة الطبيب المختص.
ويضيف الدكتور حازم حلمي مدرس جراحة العيون أن هناك أنواعاً مختلفة لحساسية العين منها ما يطلق عليه الأنواع الفصلية، وهي المرتبطة بتغيير الفصول وتزول بزوال السبب مثل الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع وتفتح الزهور، مما يؤدي إلى انتشار حبوب اللقاح مع هبوب الرياح المحملة بالأتربة، وأيضاً أحياناً تحدث الإصابة عند الانتقال من فصل الصيف للخريف، وحساسية العين مثل حساسية الجسم، ولكن العين تختلف بأنها دائماً مفتوحة، ويتم ترطيبها عن طريق الغدة الدمعية التي تعمل على إفراز السائل المائي (الدموع) عن طريق القناة الدمعية، والذي يقوم بتنظيف العين بشكل مستمر ومتكرر من كل الملوثات والأتربة التي تتعرض لها العين يومياً، بالإضافة إلى أن تلك الدموع تحتوي على مضادات حيوية تقتل الميكروبات الضارة، كما تحتوي علي مضادات التهاب تقيها من أنواع الالتهابات المختلفة، ولكن في مواسم الأتربة مثل رياح الخماسين في الربيع وما شابه نجد أن العين تلتهب أحياناً رغم عدم إصابتها بأي التهاب، وذلك يكون بسبب زيادة الأتربة والملوثات عن قدرة دموع العين على الوقاية،وتختلف الإصابة من شخص لآخر حسب الحالة واستعداد الجسم والسيدات أكثر من الرجال وخاصة الحوامل منهن، وهناك أيضاً الحساسية المزمنة وهذا ما يطلق عليه الرمد الربيعي ويظهر عند الأطفال بصورة متكررة وعلى فترات متقاربة خلال العام ، كما أنها أحياناً ترتبط بالحالة الجسمانية والعوامل المحيطة بالمريض فيمكن أن تظهر له مع تغيير مكان نومه أو إقامته أو عند سفره من مكان لآخر، كما يمكن أن تظهرعند الإصابة بأدوار البرد، وذلك يحدث نتيجة الحساسية الشديدة للمناعة بالعين، مما يجعل الجهاز المناعي يفرز الأجسام المناعية المضادة للمؤثر الخارجي بصورة دائمة، ونستمر في علاج تلك الحالة حتى يقل نسبياً نشاط الجهاز المناعي تجاه العين فتقل الإصابة بتلك الالتهابات، وذلك يكون غالباً في سن 8 سنوات.
ولتجنب الإصابة بالحساسية ينصح الدكتور معتز حامد مدرس أمراض العيون بالاهتمام بنظافة العين بشكل دائم، فعند العودة إلى المنزل يفضل تنظيف العين من أية أتربة ملتصقة بها، وأسهل وسيلة للحفاظ على نظافة العين الوضوء، فأثناء الوضوء نقوم بغسل العين بالماء الجاري أثناء غسيل الوجه، مما يزيل الأتربة منها، بالإضافة إلى استخدام النظارة الشمسية عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، مع متابعة النشرة الجوية وتجنب الخروج من المنزل في فترات هبوب العواصف والأتربة، كما يفضل عدم الإفراط في استخدام العطور بشكل مبالغ فيه، ويجب إتباع الإرشادات عند المكوث لفترات طويلة أمام شاشات التليفزيون والكمبيوتر، وذلك بإراحة العين عن طريق النظر كل 20 دقيقة لنقطة بعيدة تكون على مسافة 6 أمتار تقريباً ثم إغماض العين لمدة 20 ثانية، لأن الأشعة الصادرة من تلك الشاشات لها دور في إرهاق العين، وبالتالي الإصابة بالحساسية.
وأكثر الأشخاص تعرضا للإصابة بالرمد الربيعي هم الأقل خروجاً من المنزل، لذلك أغلب الإصابات تكون بين الأطفال والسيدات عنها بين الرجال، ويظهر الرمد الربيعي المزمن عند الأطفال من سن الحضانة وحتى سن 8 سنوات ويمكن أن يستمر بعد ذلك في حالات قليلة، كما أنه ينتشر بين الأولاد أكثر من البنات بسبب زيادة نشاطهم وتعرضهم للعرق والأتربة بشكل أكبر، ولم يتوصل العلماء إلي ما يثبت أن هناك عاملا وراثيا للحساسية الفصلية في حد ذاتها، ولكن هناك أمراض وراثية تؤثر على الجهاز المناعي بالإيجاب أو السلب، مما يؤدي إلى الإصابة بها، وتلك الأمراض مثل الربو الشعبي والإكزيما الجلدية.
وأخيراً أسهل الطرق لعلاج الرمد الربيعي الوقاية، وفي حالة الإصابة أول ما يفضل القيام به هو عمل كمادات مياه باردة لتخفيف الالتهاب وفي 90 % من الحالات تختفي تماماً، ولو استمر الالتهاب ننصح باستشارة الطبيب لاتخاذ اللازم.